وقع في أسواق الأسهم الأمريكية حدث أشبه بالخيال خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قفزت أسهم شركة مفلسة ومثقلة بالديون بصورة قياسية خلافا لكافة التوقعات المنطقية التي تتحدث عن تراجع سعر السهم في السوق.
وسجلت أسهم شركة “ريفلون” الأمريكية التي تعمل في مجال مواد التجميل أن ارتفاعات قياسية بلغت 245% خلال أربعة أيام من التداولات خلال الأسبوع الماضي على الرغم من تقدمها بطلب للإفلاس بعد تكديس كميات هائلة من الديون وسط منافسة كبيرة في السوق.
ومنذ انهيار “ريفلون” إلى أدنى مستوى له على الإطلاق يوم الاثنين الماضي، ارتفع سهم صانع مستحضرات التجميل المتعثر بنسبة 245%، أي خلال الفترة من الثلاثاء إلى الجمعة، حيث تداول المضاربون أكثر من 350 مليون سهم على رهانات ذات عوائد كبيرة.
وتنشر مجلة خبري تقرير وكالة “بلومبيرغ” وقال فيه إن هذه الحالة التي تبدو أشبه بالخيال سبق أن شهدت لها مثيلاً أسواق الأسهم قبل ما يقرب من عامين بالضبط، حيث تكدس المستثمرون في (Hertz) بعد أن قررت إعلان الإفلاس وطلب الحماية من الدائنين، مما أثار حالة من الجنون التي حيرت “وول ستريت” لأن المساهمين نادراً ما يحصلون على أي شيء عندما تتقدم الشركات بالإعلان عن الافلاس.
ولفتت “بلومبيرغ” إلى أن سهم (Revlon) ارتفع بنسبة 91% خلال يوم واحد في أكبر مكسب له على الإطلاق بعد أن ذكرت وسائل إعلام بأن إحدى الشركات تفكر في عرض شراء. وخلال أربعة أيام فقط كان السهم قد قفز بنسبة 245%.
وتقول “بلومبيرغ” إنه “على الرغم من هذه المكاسب فإن السهم خسر ما يقرب من ثلاثة أرباع قيمته خلال العام الماضي”.
وحتى مع انتعاش السهم، تقدر قيمة شركة “ريفلون” بما يزيد قليلاً عن 200 مليون دولار، وهو بعيد كل البعد عن 3.7 مليار دولار من الديون المدرجة في ملف الإفلاس. وتتضمن كومة الديون تلك 431 مليون دولار من السندات غير المضمونة المستحقة التي يتم تداولها مقابل 6 سنتات فقط.
وأكدت “بلومبيرغ” أنه سيتم سداد جميع التزامات ديون “ريفلون” بالكامل قبل أن يرى المساهمون أياً من الأموال، مما يعني أن أي متداول عالق في الاحتفاظ بالسهم على أمل الحصول على الإنقاذ سيُترك في حقيبة فارغة بعد إجراءات الإفلاس.
وحصلت “ريفلون” يوم الجمعة على موافقة قاضي الإفلاس الأمريكي للاستفادة من 375 مليون دولار من التمويل الجديد على أساس مؤقت، وستسعى الشركة للحصول على إذن لاقتراض المزيد من المال في جلسة استماع لاحقة.