قالت أماني الماحي ، خبيرة إعادة التأمين ، ورئيس قطاع بشركة مصر للتأمين ، أن صناعة التأمين تتعرض لضغوط من أجل التحول الرقمي ، للحفاظ على قدرتها التنافسية ، مؤكدة أن توقعات المستهلكين تغيرت ، ويتوقع العملاء تجربة رقمية من شركات التأمين الخاصة بهم .
وأشارت الي أن تلبية هذه التوقعات يتطلب تحركًا من شركات التأمين لرقمنة منتجاتها وعملياتها ، مؤكدة أن أن التحول الرقمي سيساعد شركات التأمين علي تحسين مشاركة العملاء وتبسيط العمليات ودفع النمو.
في سياق متصل ، أكدت الماحي ، أن تكنولوجيا إعادة التأمين REINSURTECH هى الموجة الجديدة للـ INSURTECH .
وأشارت خبيرة إعادة التأمين إلي أن تكنولوجيا إعادة التأمين باتت أمرًا حيويًا بشكل متزايد للمشاركين في إعادة التأمين ، حتي يظلوا قادرون على المنافسة من خلال تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وتعزيز تقييم المخاطر.
ولفتت إلي أن التحليلات الأكبر تؤدي إلى رؤى أفضل ، ومن ثم اتخاذ قرارات أكثر دقة ما ينعكس علي سرعة الاستجابة لاسيما مع ظروف السوق المتغيرة.
وأوضحت الماحي ، أن أتمتة الإدارة اليدوية تعمل على زيادة الكفاءة بشكل كبير، وتساعد على تقليل الأخطاء، علاوة علي تحسين سرعة معالجة البيانات، مما يتيح الوصول بشكل أسرع إلى السوق.
وتيرة نمو إعادة التأمين تتسارع بدعم من زيادة الاستثمارات الموجهة له
وتوقعت أن يواصل قطاع إعادة التأمين نموه بوتيرة متسارعة ، مع زيادة مستويات الاستثمار من شركات إعادة التأمين ، كما أن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى دفع المزيد من الابتكار وتطوير منتجات وخدمات جديدة مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لصناعة إعادة التأمين.
في سياق أخر ، عرجت الماحي علي الابتكار فى التأمينات العامة ، مؤكدة أن العالم بآثره ، يحيا في كنف تحيطه التحولات والتغييرات الدراماتيكية.
أضافت ، أن نماذج أعمال التأمين التقليدية تواجه تحدِ مختلف ، سواء علي مستوي التفكير الجديد او المنافسين الجدد ، وكذلك طرائق العمل الجديدة وما ينتج عنها من تحديات مختلفة وكذلك قطاع التأمين كنشاط ضمن الأنشطة الاقتصادية.
وكشفت خبيرة إعادة التأمين ، أن شركات التأمين تواجه ضغوطًا حقيقية مرتبطة بالتغيير ، مؤكدة أن القدرة على تلبية متطلبات العملاء ومواصلة الابتكار في صناعة التأمين تعود إلى النظام البيئي الذي بنيت عليه حلولك.
اضافت ، أنه باستخدام أدوات أكثر مرونة ومتطورة، ستتمكن شركات التأمين من توفير مستوى الخدمة الذي يتوقعه العملاء، والبقاء متقدمًا بخطوة على كل ما يأتي بعد ذلك في هذه الصناعة دائمة التطور.
الرقمنة لا تخلو من التحديات وعلي الشركات إدراكها خلال عمليات التحول
وفيما يخص التحول الرقمى على مستوى الصناعة ، أكدت الماحي ، أن صناعة التأمين واجهت تغيرات هائلة ليس فقط في السنوات القليلة الماضية، ولكن علي مدار العقد الماضي بكامله .
واستطردت قائلة ، أن المعدلات المنخفضة تاريخيًا في السنوات العشر ونيف الماضية كانت تعني استثمارات أكثر خطورة لشركات التأمين، وخضعت الشركات لمزيد من الاختبار من خلال زيادة المطالبات في العام المالي 2020 /2021 بسبب جائحة كورونا ، علاوة على ذلك، فإن توقعات العملاء تتغير بمعدل التحول الرقمي، ومن المتوقع أن يواصل مقدمو الخدمات مواكبة ذلك.
بالإضافة إلى ذلك – وفقا للماحي – يمكن أن تساعد القدرات الرقمية في تحقيق الأهداف التشغيلية مثل منع الاحتيال ومساعدة المخاطر المتكاملة.
وركزت خبيرة إعادة التأمين علي فوائد التحول الرقمي في التأمين ، والتي تتمحور حول تحسين مشاركة العملاء ، وزيادة الكفاءة وخفض التكاليف ، بالاضافة الي فرص إيرادات جديدة ، وتحسين عملية صنع القرار ، بالاضافة الي تعزيز كشف الاحتيال ، و تحسين إدارة المخاطر.
ومع ذلك – وفقًا للماحي- فإن التحول الرقمي لا يخلو من التحديات، مطالبة شركات التأمين أن تكون على دراية بتلك التحديات أثناء سعيها لرقمنة أعمالها.
وتشمل التحديات الرئيسية التي تواجهها شركات التأمين في التحول الرقمي ، أربعة تحديات رئيسية ، أولها ، خصوصية البيانات والأمن ، وثانيها ، البنية التحتية ، وثالثها البنية التنظيمية ، وأخيرًا المخاطر التشغيلية.
في سياق متصل، أكدت الماحي ، أنه في الوقت الذي توفر فيه التكنولوجيا إمكانية تحسين الأعمال، فإن التحول الرقمي الناجح يتطلب أيضًا استراتيجية فعالة، والثقافة الصحيحة، وإدارة التغيير، والقدرة على تحفيز الابتكار، ومعرفة أين تكون المهارات مطلوبة ومواهب جديدة.
ودعت الي الانتظار فترة أطول لمعرفة ما يعنيه التحول الرقمي ، حيث أنه بالامكان شراء أو اعتماد كافة المنتجات الرقمية في العالم، ولكن إذ لم يكن هناك من يستخدمها في المؤسسة، ولم تتغير آليات العمل بحيث يمكن الاستثمار فيها أو الاستفادة منها، فلا معني إذًا لهذه المنتجات او بمعني أدق ستكون اشياء غير مرغوب فيها .
وخاطبت الماحي قادة المؤسسات ، بقولها ” باعتبارك قائدًا رقميًا، تتمثل مهمتك في فهم طبيعة التهديدات التي تتعرض لها مؤسستك ووضع وتنفيذ خطة للتعامل مع هذه التهديدات” ، لافتة الي أن الخير ليس طبيعة متأصلة في التكنولوجيا، بل إن الطريقة التي يتم بها تطبيق التكنولوجيا هي ما يمكننا من إحداث تغيير في حيواتنا وحياة الآخرين.
أضافت ، قائلة ” سواء كنت تعمل في شركة ناشئة أو مؤسسة قائمة، فإن الابتكار الناجح أمر صعب ولكنه ممكن “.
واشارت الي إن التحول إلى “رقمي” لا يأتي بالسحر ، وأنه لكي تمنح نفسك فرصة للنجاح، ستحتاج إلى خطة واضحة ومدروسة بعناية لكيفية الانتقال من حيث أنت الآن إلى المكان الذي تريد أن تكون فيه ، هذه هي خريطة الطريق الرقمية الخاصة بك.
وأردفت قائلة ، أن عامل النجاح الرئيسي هو أن يكون لديك شركة، لكن الأنجح او لتعظيم المكاسب أن تتسلح الشركة بالمظلة الرقمية ، بل أن تصبح الرقمنة جوهرًا رئيسيًا في الكيان الاقتصادي ، ومن ثم فلابد من سد الفجوات بين الكيان في وضعه الحالي وما سيكون عليه مستقبلًا.
ولفتت الي ان الشركة الرقمية – اي التي تعتمد بشكل كلي على الرقمنة – دائما ما تسعى الي بناء وتوسيع وتعزيز منصاتها الخاصة ، لتعزيز مكانة الكيان الاقتصادي ومن ثم زيادة معدلات نموه ، وهو ما سيتم ترجمته فيما بعد علي هيئة أرباحًا مادية .