استمر التضخم في الولايات المتحدة بالتسارع في مايو 2022، بعدما تباطأ في الشهر السابق، مسجلا رقما قياسيا منذ 40 عاما، في حين دعا الرئيس جو بايدن بهذا الصدد إلى بذل “جهد أكبر وسريع”.
وبلغ التضخم نسبة 8.6% بوتيرة سنوية مقابل 8.3% في أبريل، بحسب مؤشر أسعار المستهلك الذي أصدرته وزارة العمل الجمعة.
وأكد بايدن في بيان “علينا بذل جهد أكبر وسريع” لإبطاء التضخم، مذكرا بأن الموضوع يشكل “أولويته الاقتصادية”، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.
وتشكل الأرقام نبأ سيئا لبايدن، خصوصا أنها تأتي قبل بضعة أشهر من استحقاق انتخابي مفصلي يطال قسما كبيرا من أعضاء الكونجرس.
وتابع بايدن: “ستواصل إدارتي فعل كل ما بوسعها لخفض الأسعار للشعب الأمريكي”، داعيا الكونجرس إلى أن يتبنى سريعا نصا يمنع شركات الشحن البري من تضخيم الأسعار.
وأكد أن لكل من الحكومة والكونجرس والمصرف المركزي “دوراً يجب تأديته لخفض التضخم”.
ووجّه بايدن انتقادات للشركات النفطية الأمريكية الكبرى، داعيا إياها إلى “عدم استغلال الصعوبات الناجمة من الحرب في أوكرانيا ذريعة لمفاقمة الأوضاع للعائلات من خلال جني أرباح مفرطة أو رفع الأسعار”.
واعتبرت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانيال أن “السلع الأساسية باتت أسعارها أشبه بالسلع الفاخرة”.
كما شملت زيادة الأسعار الشهر الماضي كل القطاعات بما فيها السكن والبنزين وتذاكر السفر والمواد الغذائية والسيارات الجديدة والمستعملة، وصولاً إلى الخدمات الصحية والملابس.
تسببت الصعوبات في سلاسل الإمداد العالمية بارتفاع الأسعار في كل أنحاء العالم، غير أن هذه الأزمة ازدادت حدة في الولايات المتحدة إذ اقترنت بنقص في اليد العاملة، في وقت أدت المساعدات المالية الحكومية السخية إلى تحفيز الطلب.
ومع شن روسيا هجومها على أوكرانيا، ازدادت الظاهرة حدة وسجلت أسعار الوقود والمواد الغذائية ارتفاعا كبيرا.
فيما رُصِدت أعلى زيادة سنوية في أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي سجلت زيادة حادة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، فبلغت 34.6% للطاقة، وهي أعلى زيادة منذ سبتمبر 2005، و10.1% للمواد الغذائية، وهي الأعلى منذ مارس 1981، وإذا ما استثنينا هاتين الفئتين، فإن التضخم الأساسي بقي مستقرا عند +0.6% بوتيرة شهرية، وتباطأ بوتيرة سنوية مسجلا زيادة 6%.
كما يُتوقع أن تزيد الأرقام الجديدة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليزيد مجددا معدلات فائدته الرئيسية الأسبوع المقبل خلال اجتماع لجنته النقدية.
ويملك البنك المركزي ورقة رئيسية تمكنه من كبح طلب المستهلكين والشركات على السواء، من خلال زيادة معدلات فائدته الرئيسية.
وسبق أن رفع هذه المعدلات مرتين بربع نقطة مئوية ثم بنصف نقطة مئوية لتتراوح بين 0.75 و1.00%.
كما يمكن لتدابير مكافحة التضخم أن تؤثر سلبا في الاقتصاد الأمريكي وأن تزيد مخاطر “الانكماش التضخمي”.
وتساءل رئيس قسم الاقتصاد في شركة EY-Parthenon، غريغوري داكو: “هل علينا أن نخشى انكماشاً تضخميا؟”، أي فترة طويلة من النمو الضعيف والتضخم المرتفع، لكنه أضاف “لا، ليس في العام 2022، لكن المخاطر ستكون أكبر في 2023”.