قالت شركتي شعاع كابيتال – الرائدة في مجال إدارة الأصول والصيرفة الاستثمارية على مستوى المنطقة – و ماغنيت – أكبر منصة بيانات معتمدة لتتبع استثمارات رأس المال الجريء في الأسواق الناشئة- ان التكنولوجيا المالية استحوذ علي 61% من الديون الجريئة في الشرق الأوسط خلال 2022.
ورصدوا في تقرير صادر عنهما اليوم الثلاثاء – تنشره مجلة خبري- تطور مشهد تمويل الدين الجريء في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية، بالإضافة إلى أبرز الدول والقطاعات المستهدفة وأنشطة التمويل والصفقات.
معني الديون الجريئة
يعد الدين الجريء نوعاً من أنواع تمويل الديون تحصل عليه الشركات الناشئة في مراحل نموها الأولى. ويستخدم هذا النوع من تمويل الديون عادة كأسلوب مكمّل للتمويل بالأسهم، وقد يقترن أحياناً بضمانات على أسهم الشركة.
تقرير شعاع وماغيت ، اشار إلي أن تمويل الدين الجريء ارتفع بقيمة ١٨ ضعفاً بين العامين ٢٠٢٠ و٢٠٢١، مما يظهر شهية متنامية لتمويل نمو الشركات الناشئة. وتضاعف عدد صفقات الدين الجريء تقريباً بين العامين ٢٠٢١ و٢٠٢٢ نتيجة لبدء تعافي منظومة تمويل الشركات الناشئة في أعقاب الجائحة. ويكشف التقرير كذلك انخفاضاً طفيفاً في تمويل الدين الجريء خلال عام ٢٠٢٢ بتأثير الانكماش العالمي في الاستثمار الجريء، إذ انخفض بمقدار ٦ ملايين دولار مقارنة بالتمويل الإجمالي في عام ٢٠٢١ الذي بلغت قيمته ٢٦٦ مليون دولار. فمنذ بداية عام ٢٠٢٢ حتى تاريخ إصدار التقرير تم استثمار 3,1 مليار دولار لتمويل ٥٧٥ صفقة دين جريء بالمقارنة مع ٢,٩ مليار دولار استثمرت لتمويل ٦٧٥ صفقة في عام ٢٠٢١.
بلغ إجمالي حجم الديون الجريئة ٢٦٠ مليون دولار عبر ١٨ صفقة في عام ٢٠٢٢، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي عانى منها الاقتصاد الكلي عالمياً، وحذر الاستثمارات الجريئة وسط حالة انعدام اليقين السائدة. وانخفض متوسط حجم الصفقات في عام ٢٠٢٢ إلى ١٤,٤ مليون دولار مقارنةً بـ ٢٦,٦ مليون دولار في عام ٢٠٢١. وعلى الرغم من ذلك، شهد عام ٢٠٢٢ إنجاز أول صفقة ضخمة لتمويل الدين الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لصالح شركة التكنولوجيا المالية الناشئة “تابي” في دولة الإمارات، إذ شكّلت تلك الصفقة وحدها ٣٩٪ من إجمالي حجم تمويل الدين الجريء في عام ٢٠٢٢. وبلغت قيمة أكبر خمس صفقات لتمويل الدين الجريء – لكل من “تابي”، و”تراكر”، و”بيور هارفست”، و”ستارزبلاي” – ٢٧٥ مليون دولار، ويمثل ذلك نصف حجم الدين الجريء المعلن عنه بين العامين ٢١٨ و٢٠٢٢ عبر ١٥٪ من إجمالي الصفقات.
تركز تمويل الدين الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أربع دول هي الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر والأردن. وامتازت دولة الإمارات بأنها السوق الأكثر تمويلاً لصفقات الدين الجريء باستحواذها على ٥٠٪ من عدد الصفقات، وقيمة التمويل المعلن عنها في المنطقة بين عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢. واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في التمويل، إذ استحوذت على ٢٩٪ من إجمالي التمويل.
وتجسيداً لتوجهات الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استحوذت التكنولوجيا المالية على الحصة الأكبر من صفقات الدين الجريء بين العامين ٢٠١٨ و٢٠٢٢، إذ حصدت ٦١٪ من إجمالي تمويل الديون الجريئة للفترة المذكورة. وعلى الرغم من أن أغلب الصفقات تركزت في قطاعات التكنولوجيا المالية والنقل والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية، حلّت الزراعة ضمن المراكز الثلاثة الأولى بعد إتمام صفقة بقيمة ٥٠ مليون دولار لصالح شركة “بيور هارفست للمزارع الذكية” استثمرت فيها كل من “شعاع كابيتال” و”شروق بارتنرز”.
واقترن تنامي الاهتمام بتمويل الديون الجريئة خلال العامين الماضيين، بارتفاع عدد المستثمرين إلى ٢٦ مستثمراً. وزادت حصة المستثمرين الدوليين (من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) من ٢٠٪ في عام ٢٠٢١ إلى ٤٧٪ في عام ٢٠٢٢ مما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بمنظومة الشركات الناشئة في المنطقة. وكانت شركات “بيوند كابيتال” و”بارتنرز فور جروث” و”كونتكت المالية القابضة” أكثر المساهمين نشاطاً في تمويل الديون الجريئة خلال تلك الفترة.
قالت ناتاشا حنون، رئيسة قسم الدين في شعاع كابيتال: “تواصل منظومة الشركات الناشئة في المنطقة اجتذاب المستثمرين الدوليين والإقليميين على الرغم من الظروف الدولية غير المواتية من ناحية ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة. ونتيجة لتأثير هذه العوامل بشدة على تقييم الشركات الناشئة، يتجه عدد متزايد من رواد الأعمال في المنطقة إلى توفير مصادر تمويل بديلة للحصول على رأس المال غير المخفف لدعم نمو أعمالهم. ولذلك أصبح الدين الجريء جزءاً مهماً من خطط تمويل الشركات الناشئة ونتوقع أن يستمر هذا التوجه في المستقبل المنظور”.
أضافت: “ما زالت ’شعاع‘ ملتزمة بتقديم حلول تمويل بديلة للشركات ذات إمكانات النمو العالية في المنطقة، لدعم الازدهار، وخلق فرص العمل الإضافية، وتحفيز الابتكار والتكنولوجيا، وتعزيز التنويع الاقتصادي، بالإضافة إلى توجيه رواد الأعمال لتحقيق رؤيتهم. ويحظى مساهمونا بفرصة لتنويع استثماراتهم نحو فئة أصول جديدة في مجال التكنولوجيا، تتمتع بأفق استثماري أقصر، وتوزيعات أرباح متكررة، وعوائد مالية مجزية”.
وقال فيليب باهوشي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ماغنت”: “نؤمن في ’ماغنت‘ بأن شفافية البيانات في مجال الاستثمار الجريء هي المحرك الرئيسي للنمو من خلال التوجيه والتوعية. ويعد الدين الجريء أداة تمويلية مكمّلة للتمويل بالأسهم. وفي إطار استمرارنا في توسيع نطاق البيانات التي نجمعها، نحقق اليوم إنجازاً جديداً في توفير بيانات وتحليلات دقيقة في قطاعٍ يشهد اهتماماً متزايداً في المنطقة”.