رغم التحديات التي واجهت ولازالت ، الاقتصادات العالمية، نتيجة جائحة كورونا من جهة، والأخطار الجيوسياسية من جهة اخري ، بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، إلا أن قطاع التأمين أراد ان يتمرد علي هذه المخاطر، ليروضها بدراسات متفاءلة وحالمة بنمو أقساطه في العام الحالي 2022 ، مقارنة بالعام الماضي 2021.
الاتحاد المصري لشركات التأمين، أطل علي السوق بنشرته الاسبوعية ، الصادرة اليوم السبت ، عنونها بـ ” قدرة شركات التأمين على التكيف والنمو بعد الجائحة”.
أراد الاتحاد المصري للتأمين، ان يلقي الضوء من خلال دراسته علي دور التكنولوجيا، والمنصات الرقمية والتي ساهمت في الحفاظ علي عملاء شركات التأمين، خلال فترة الحظر ، وانغلاق الأسواق، بعد تفشي كورونا.
الدراسة الاستقصائية شملت 424 قيادة تنفيذية
وعرج المصري للتأمين، في نشرته ، للدراسة الاستقصائية ، التي أعدها مركز ديلويت للخدمات المالية ، والتي شملت 424 مسئولًا تنفيذيًا كبيرًا في أنشطة التأمين، و التمويل و التكنولوجيا والتسويق و تنمية الكفاءات.
السؤال الرئيسي الذي طُرح في الاستقصاء، تضمن وجهة نظر المسئولين التنفيذيين، حول كيفية تكيف مؤسساتهم مع التأثيرات المتنوعة لكوروتا على القوى العاملة ، والعمليات والتكنولوجيا والمنتجات ، واستراتيجيات التسويق وثقافة الشركة.
وتطرق الاستقصاء إلي تحديد أولويات استثمارات الشريحة التي شملها، كمقياس يمكن التعميم او الوصول بنتائج من خلاله، والتغيرات الهيكلية المتوقعة العام المقبل ، والتي وصفها اتحاد التأمين بانها تمثل انتقالا من الانتعاش إلى النمو طويل الأجل.
دخولًا في نتائج الاستقصاء، قال المصري للتأمين، برئاسة علاء الزهيري، أن الدراسة الاستقصائية التي أعدها مركز ديلويت، خلصت إلي نتائج إيجابية مرتبطة بصناعة التأمين، وتتفق مع توقعات معهد سويس ري.
3.9 % نموًا متوقعًا في التأمين العام الحالي مقابل 3.3% في 2021
التوقعات الحالمة التي خلص إليها مركز ديلويت ومعهد سويس ري ، والتي عرضها المصري للتأمين نشرته ، تقول أن الطلب علي التأمين سيزداد علي مستوي العالم، وأن الأقساط ستنتعش في كافة فروع التأمين – أي ستنمو- بنسبة 3.9% في العام الحالي 2022 ، مقارنة بنسبة نمو بلغت 3.3 % في العام المالي الماضي 2021 ، اي بزيادة تصل الي 0.6 نقطة ، مقابل تراجع بلغت نسبته 1.3% في العام الأسبق 2020.
الدراسة الاتسقصائية لم تخلص للنتائج السالفة فقط، بل توقعت ان تتصدر الصين، دول العالم في معدلات نمو نشاط التأمين، بنسبة 9% ، فيما ستصل تلك النسبة إلي 4.9% في الدول الناشئة – باستثناء الصين- وستكون – أكثر إعتدالًا حسب توصيف اتحاد التأمين- في الأسواق المتقدمة، بحيث يصل متوسط معدل النمو 3% في 2021.
ويبدو ان شركات تأمين الحياة العالمية، التي استفادة من زيادة الوعي لدي المستهلك تأثرًا بكورونا ، ستكون الأكثر حظوة بمعدلات النمو ، والتي لن تقل عن 4% العام الحالي.
اما أقساط الممتلكات، فمن المتوقع ان يصل معدل نموها عالميًا إلي 3.7% ، العام الحالي، مقابل 2.8% العام الماضي، ارتباطًا – وفقًا لنشرة اتحاد التأمين- بعودة المزيد من الأشخاص لأماكن عملهم.
التوقعات السالفة، دعمها تقريرًا صادر من وكالة فيتش ، خلص إلي تحقيق شركات إعادة التأمين معدل نمو بلغ 18.5% في صافي أقساطها المكتتبة، بنشاط الممتلكات، خلال النصف الأول من العام الماضي 2021.
المقصود بصافي الأقساط
ومعروف ان صافي القسط، يختلف عن القسط المباشر او القسط المكتتب ، فالثاني هي الأموال التي تتفق شركة التأمين علي تحصيلها من العملاء خلال مدة التأمين، وفق جدول سداد يحدده طرفي الوثيقة ، او تتفق شركة الإعادة علي تحصيله من شركة التأمين ، وفق آلية سداد يحددها الطرفان.
أما صافي القسط، فهو القسط المكتتب مخصوم منه أقساط إعادة التأمين، إذا كان يخص التأمين المباشر، اما إذا كان يخص إعادة التأمين، فصافي القسط هو قسط إعادة التأمين مخصوم منه قسط إعادة إعادة التأمين.
ويجدر الاشارة الي ان شركات اعادة التأمين ، لا تحتفظ بكافة المخاطر التي تقبلها من شركات التأمين المباشرة، بل تعيد جزءًا منها لدي شركات اعادة اخري، وتسمي هذه الآلية بإعادة الإعادة.
ويشير تقرير فيتش، وفق النشرة الصادرة من اتحاد التأمين، إلي ان مؤشر الربحية شهد تحسنًا في النصف الاول من 2021 ، حيث بلغت النسبة المركبة او المعدل المجمع او ما يسمي اصطلاحا بالـ combined ratio – ما يصل الي 94.5%
معني المعدل المجمع او combined ratio
والمعدل المجمع او النسبة المركبة ، هو مكون يتضمن مجموعة من العناصر منها التكلفة الانتاجية ومعدل الخسائر والمصروفات الادارية والعمومية وعمولات الاعادة، وعناصر اخري.
ويصبح المعدل المجمع جيدًا ويشير إلي تحسن الربحية إذا كان اقل من 100%، بمعني انه لو كان معدل الخسارة المجمع 95% فان ذلك يعني ان الشركة حققت صافي ربح يبلغ 5%، والخطورة إذا بلغ معدل الخسارة المجمع 100% فهذا يعني جرس انذار للشركة ، لاعادة النظر في جدول مصروفاتها وايراداتها وفق العناصر السالفة، اما اذا تجاوزت النسبة 10% فهذا يعني خسارة الشركة .
علي كلِ، قال الاتحاد المصري للتأمين، في نشرته الصادرة اليوم السبت، إلي ان نسبة التحسن في مؤشر الربحية في النصف الاول من 2021 ، بلغ 11.4 نقطة أساس ، مقارنة بالفترة المقابلة من 2020 ، والتي شهدت خسائر نتيجة كورونا بلغت نحو 6.1 مليار دولار.
زيادة متوقعة في اسعار تجديدات اتفاقيات الاعادة واللويدز ترفعها بنسبة 9.9%
ووفقًا للدراسات التي نقل عنها ومنها الاتحاد المصري للتأمين، من المتوقع ان تشهد تجديدات إعادة التأمين، زيادة في الأسعار ، وربما لهذا السبب ستتحسن مؤشرات النمو، خاصة مع الزيادة الكبيرة في الأسعار التي فرضتها هيئة اللويدز – او ما يستساغ تسميتها بأندية اللويدز- بنسبة 9.9% في الربع الثاني من العام الماضي.
وعلي مستوي الولايات المتحدة الامريكية، قال الاتحاد المصري للتأمين، نقلا عن الدراسات والتوقعات الصادرة من مركز ديلويت او معهد فيتش، ان نسبة النمو في أقساط الممتلكات بلغت 5.54% ، في فرع تأمين الحريق، بينما بلغت 4.51 في فرع السيارات، و4.59% في التغطيات المرتبطة بأرباب العمل.
وشهد مؤشر التسعير زيادة بنسبة 25.5% في التأمين الالكتروني- يقصد التغطيات الالكترونية او الاخطار الالكترونية- خلال الربع الثاني من 2021 ، وذلك نتيجة ارتفاع معدل القرصنة الالكترونية ، وكذا ارتفاع وتيرة الانتهاكات الالكترونية التي تعرض لها الكثير بعد السماح لملايين العاملين بالعمل عن بُعد.