قالت شركة سنشري فاينانشال – Century Financial ، أن سوق النفط العالمية تستعد لتحولات كبيرة في عام 2024، مدفوعة بمجموعة من العوامل مثل تخفيضات إنتاج أوبك، والنمو المتسارع لإنتاج النفط في الولايات المتحدة، المعارك المحتملة حول الحصة السوقية. يراقب خبراء مجال النفط عن كثب العوامل الرئيسية التي ستشكل سوق النفط في العام المقبل، خاصة وأن أسعار النفط الخام شهدت عاماً مضطرباً، حيث انخفضت بنسبة 35 ٪ تقريباً عن المستويات السابقة.
وقال فيجاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار في سنشري فاينانشال ، أن أسعار النفط الخام شهدت تقلبات كبيرة، تُعزى في المقام الأول إلى الازدهار المستمر في إنتاج النفط الأمريكي. على الرغم من سجل الإنتاج الجديد الذي تم التوصل إليه في سبتمبر، يتوقع السوق تحولات كبيرة في عام 2024، لا سيما مع سعي المنتجين في الشرق الأوسط إلى استعادة حصتهم المفقودة في السوق. في الوقت نفسه، تلوح الشكوك حول الطلب العالمي، خاصة مع التباطؤ الاقتصادي في الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة مثل الصين.
توقعات أسعار النفط لعام 2024
تشير التوقعات لعام 2024 إلى وجود إمدادات وفيرة من النفط، مدفوعة بمجموعة من العوامل، بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي العالمي وزيادة الإنتاج الأمريكي. من المتوقع أن تساهم الدول البارزة المنتجة للنفط مثل البرازيل وغيانا والنرويج وكندا في سوق معروض بشكل جيد. في مواجهة التكهنات بأن أسعار النفط ستلامس 100 دولار في عام 2024، يؤكد الخبراء أنه، باستثناء نقطة اشتعال جيوسياسية، فإن احتمال حدوث مثل هذا الارتفاع ضئيل.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2024. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يساهم المنتجون من خارج أوبك بـ 1.2 مليون برميل يومياً في العرض العالمي. تختلف توقعات أوبك قليلاً، حيث تتوقع ارتفاعاً قدره 2.25 مليون برميل يومياً. من حيث السعر، تتلاقى التحليلات المختلفة حول مستويات الدعم الرئيسية: 65 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط ونطاق 60 دولاراً لخام برنت. ومع ذلك، فإن هذه المستويات تتوقف على الظروف الاقتصادية العالمية، خاصة في مواجهة الركود المحتمل.
العوامل الرئيسية المؤثرة على سوق النفط في 2024
تخفيضات إنتاج أوبك: التزمت المنظمة بخفض إنتاج النفط الخام بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024، مع إمكانية تمديد هذه التخفيضات لمدة أطول. ومع ذلك، أظهرت الأسواق مرونة، مما يشير إلى احتمال تراجع سيطرة أوبك على أسعار النفط، خاصة وأن الإمدادات من خارج أوبك قادرة على تعويض النقص.
طفرة النفط الأمريكية: من المتوقع أن يصل الإنتاج المحلي الأمريكي إلى 13.3 مليون برميل يومياً في عام 2024، متجاوزاً متوسط عام 2023 البالغ حوالي 13 مليون برميل يومياً. تعمل شركات الطاقة الكبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون على زيادة الإنفاق لتعزيز الإنتاج. كما تشير عمليات الاندماج لكبرى في حوض بيرميان إلى التزام طويل الأجل بالنفط كمصدر حيوي للطاقة.
الحرب حول الحصص من سوق النفط: تلوح في الأفق حرب محتملة حول الحصة السوقية، حيث تفكر المملكة العربية السعودية في إغراق السوق بالإمدادات لدفع الأسعار إلى الانخفاض. قد تجبر هذه الاستراتيجية المنتجين الأمريكيين على التراجع، والتخلي عن بعض حصصهم في السوق. إلا أن هناك تباين في الآراء حول احتمال حدوث مثل هذا السيناريو، حيث أعرب شكك بعض الخبراء، مثل جولدمان ساكس، بحدوث هذا السيناريو.
الطلب على النفط: من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط ببطء بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2024، مدفوعاً بتحسن الطلب على النفط الخام في الصين. من المتوقع، على المدى الطويل، أن يرتفع الطلب على النفط خلال السنوات العشر القادمة، الأمر الذي ينفي فكرة الوصول إلى ذروة الطلب على النفط في المستقبل المنظور.
مع دخولنا عام 2024، سيؤثر تفاعل معقد للعوامل على سوق النفط. ستشكل قرارات أوبك، وارتفاع الإنتاج الأمريكي، والنزاعات المحتملة على الحصة السوقية، وديناميكيات الطلب العالمي المتطورة بشكل جماعي توقعات أسعار النفط في العام المقبل. سيظل المستثمرين والجهات الفاعلة في مجال النفط والمراقبون منتبهين ومستعدين لتطوير استراتيجيات لمواجهات التغيرات المستمرة في سوق النفط.