قال عادل فطوري، العضو المنتدب لشركة وثاق للتأمين، أن برامج إعادة التأمين تختلف من شركة لأخري، ومن فرع تأميني لأخر، ولايمكن وضع برنامج واحد لكل الاخطار والفروع او علي مستوي السوق، لاختلاف سياسات القبول حينا، واستراتيجيات شركات التأمين احيانا.
وللتبسيط قال نصًا ” برنامج اعادة التامين مثل البذلة التي قد تليق علي جسد إنسان ولا تليق علي الأخر، بل قد تظهر معها عيوب الجسد ويظهر معها عيوب الترزي”.
اضاف، ان برامج اعادة التأمين مثلها مثل الماء، لابد وان تنساب لتملأ كل فراغ حتي يصير جزء منه ، وهو ما يتطلب فهم واستيعاب شركة التأمين لنفسها وامكاناتها بدقة، دون إفراط في هذه الامكانات، او تفريط فيها.
تحديد الاحتفاظ نوع من الفنون التي يجب ان يحددها موسيقار حاذق
واشار فطوري إلي أن امكانيات شركة التأمين تكمن في مدي قدرتها الحقيقة علي تحمل قدر معين من الخطر، سواء نتج عن هذا الخطر حادث واحد او خسارة واحدة او نتج عنه مجموعة من الخسائر المتراكمة نتيجة تحقق خطر واحد او حادث واحد ، وهو ما يُعرف في صناعة التامين بتعريفان او مسميان، الاول احتفاظ الشركة من الخطر الواحد ، والثاني احتفاظ الشركة من عدة عدة اخطار ناتجه من حادث واحد.
وللتبسيط، فإن المفهوم الاول ، او احتفاظ الشركة من الخطر الواحد، بمعني حادث حريق في مصنع واحد ، اما المفهوم الثاني وهو احتفاظ الشركة من عدة عدة اخطار ناتجه من حادث واحد، يعني حادث حريق امتد لضرب اكثر من مصنع في ذات المنطقة او حادث زلزال نتج عنه خسائر متراكمة مؤمنه عند نفس الشركة داخل منطقة جغرافية معينة.
واشار العضو المنتدب لشركة وثاق، إلي أن الامر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، بل يحتاج تحديد دقيق للاحتفاظ ، لافتا الي أن هناك عوامل عديدة تحدد نسب الاحتفاظ ، منها المباشر المعروف ومنها الغير مباشر والطارئ الغير معروف .
اضاف ان التحد الذي يواجه العالم أجمع ، سواء في صناعة التامين أو اعادة التامين ، يكمن في الاخطار الناشئة والجديدة التي تحدث فجأة ، وهناك عوامل نمطية معروفة مرتبطة براس المال المدفوع للشركة واحتياطياتها الحرة ، وحجم المحفظة التامينية ، ناهيك عن تناغم او تضارب وتفاوت الاخطار داخل المحفظة ، وكذلك معدل الخسائر خلال خمس او حتي عشر سنوات ماضية لطبيعة الخطر ، علاوة علي ظروف سوق اعادة التامين بين تشدد او مرونة.
ولفت فطوري، إلي ان العوامل الغير نمطية ، مرتبطة بظروف السوق المحلية ، او الظروف الاقتصادية المعروفه والتي قد تتغير بين عشية وضحاها ، وكذلك ظروف العالم الاقتصادية واثرها الشديد علي اقتصاديات الدول وعلي تدهور صناعة او ازدهار صناعة ، وبمرور الوقت فإن هذه الاخطار غير النمطية المفاجاة ينتج عنها استحداث وسائل ومعايير متشددة لضمان قدرة ليس فقط شركات التامين علي الوفاء بالالتزام بل ايضا شركات اعادة التامين ، مشيرًا إلي أن اخر هذه المعايير ، المعيار المحاسبي ٤٧، الذي يلزم شركات التأمين، بتقدير دقيق للمخاطر المختلفة وتكوين احتياطيات ليست فنيه بل مرتبطه بمخاطر اقتصادية.
ووصف العضو المنتدب لوثاق، تحديد الاحتفاظ ، بأنه نوع من الفنون التي يجب ان يحددها موسيقار حاذق، حتي تتناغم بعده الفرقة الموسيقية في لحن عظيم ليس به نشاذ ، و يعكس المجتمع الذي يعيش فيه الموسيقار.
تصريح فطوري، جاء في سياق تفسيره لأسباب إرتفاع أو إنخفاض نسب الإحتفاظ من المخاطر المُكتتبة داخل السوق ، والتي تترجم في مؤشر صافي الأقساط ، والذي أفردت له مجلة خبري الاقتصادية تحليلًا موسعًا رصدت فيه نسب الاحتفاظ داخل شركات تأمين الممتلكات في العام المالي 2020/2021.
ويري البعض أن ارتفاع نسب الاحتفاظ، لايعبر بالضرورة عن ضغوط من شركات الاعادة العالمية، ولكن بسبب تركيز شركاتهم علي العمليات الكبري في قطاعات مثل البترول والهندسي والتي تتطلب إعادة نسبة كبيرة منها في الخارج.
واختلف البعض حول دلالات نسب الاحتفاظ بسياسة الاكتتاب، وان هذه النسب تعكس رشادة او عدم كفاءة سياسات القبول داخل كل شركة والتي تختلف وفقًا لاستراتيجية كل كيان من الكيانات العاملة في السوق.