ظهرت كثيرًا أمامي جملة ” المناصب لا تصنع القادة، ولكن الأفعال هي من تصنعهم “، أن تكون قائد أعمال فعال لا يعنى بالضرورة أنك قائد ناجح، لأن القائد الذي يرغب ان تكون قيادته فعالة يجب عليه أولا أن يكون فعالا على المستوى الشخصي و أن يتمتع بالقدرة في السيطرة على ذاته ثم يسعى بعد ذلك إلى ان يكون فعالا في طريقة قيادته ، فليس من المعقول ان يكون على سبيل المثال الرئيس التنفيذي أو المدير غير فعال على المستوى الشخصي و يستطيع التأثير في الآخرين ، و في كتاب تعلم كيف تكون قائدا – للكاتب”وارن بينيس” قال فيه قبل أن تدير الآخرين يجب أن تدير نفسك أولا .
اهتمام علماء الإدارة بتحديد صفات القائد
و قد أهتم علماء الإدارة و الباحثين في القيادة و الإدارة العسكرية بتحديد الصفات و المهارات التي يجب أن يتحلى بها القائد باعتبارها من العوامل الرئيسية في أداء القيادة بفعالية.
القيادة شيء لا يُولد به الأشخاص أو تُمنح مجاناً، ولكنها تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد في سبيل التعلم وتطوير الذات، وهنا أذكر كلام لنابليون بونابرت حينما قال بأن ” جيش من الأسود يقودها أرنب سوف تُهزم، وجيش من الأرانب يقودها أسد سوف تنتصر”، فهناك اختلاف كبير بين القيادة والإدراة، فما الذي يميز القائد عن الرئيس التنفيذي أو المدير ؟، ولكي نستطيع التفرقة بينهم لا بد من معرفتهم أولاً؛
فالقائد هو الشخص الذي يكون لديه الرؤية المستقبلية، والحماس الشديد والرغبة القوية لتحقيق الأهداف المطلوبة بالكفاءة العالية، ويتميز بالإبداع ، وإلهام الآخرين فهو لا يخشى المجازفة من أجل إحداث فرق، حيث وصفهم المستشار الإداري “بيتر دراكر” بأنهم يغيرون القواعد لإحداث التغيير، ومن أهم المهارات التي أجدها في الشخص القيادي هي :
قوة الشخصية التي تساهم في التأثير على الآخرين / القدرة على التخطيط الجيد لتحقيق الرؤية التي تمثل أهداف الكيان أيا ما كان سواء كانت شركة او مؤسسة…إلخ /امتلاك القدرات الإبداعية من خلال الابتكار المستمر /التحلي بالمسؤولية الشديدة لإتمام المهام المطلوبة منه بشكل نهائي في الوقت المحدد/ استغلال الفرص المناسبة التي قد لا تأتي إلا قليلاً.
مقومات الرئيس التنفيذي
أما بالنسبة للرئيس التنفيذي او المدير فنعلم أنه هو الذي يمتلك مقومات الإدارة الجيدة من خلال تنسيق المهام المختلفة، وحل المشكلات، وفرض القواعد ومتابعة الالتزام بها، واستخدام مهارات التحليل والذكاء من أجل تحقيق أهداف معينة، ومن أهم مهاراته / التخطيط المنظم المبني على سياسات ومعايير المؤسسة بشكل عملي، وفي فترة زمنية معينة، والذي يخدم تحقيق أهدافها / تقسيم وتنظيم المهام المختلفة بين الأشخاص لإنجاز الأعمال المطلوبة بكفاءة وإعطاء العمل لأهل الخبرة /التوجيه المباشر من خلال إصدار القوانين وإرشاد الموظفين للمعايير والسياسات التي تطبقها المؤسسة / والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وإيجاد الحلول اللازمة للمشاكل والتحديات التي تواجه المؤسسة / الرقابة على أداء الموظفين والمنشأة ككل، واكتشاف نقاط الضعف داخل المنشأة وعلاجها بالإضافة إلى تنمية نقاط القوة، وتقييم جودة الخدمات أو المنتجات التي تقدمها.
و من خلال الاختلاف بين مهارات القائد ومهارات الرئيس التنفيذي أو المدير، نجد أنه يظهر الاختلاف بقوة مثلاً حينما أرى شركة بها أشخاص موجودين في القمة يستغلون المرؤوسين الذين يعملون تحت إدارتهم في التسلسل الوظيفي، أو أن يترك الكثير من الموظفين العمل لدى شركة معينة في خلال فترة قصيرة جداً، وهناك الكثير من القصص المتشابهة لهذا المثال التي تثبت وجود القيادة غير المؤهلة من قبل المؤسسين.
برأيي أصبحت القيادة ضرورة لنجاح المؤسسة، وخلق بيئة عمل فعالة