قال مؤمن مختار ، الأمين العام للاتحاد الآفرواسيوي للتأمين وإعادة التأمين “FAIR” ، أن الممارسات السعرية ليست السمة الوحيدة الغالبة في الأسواق ، وأن هناك ممارسات تتعلق بأسلوب تسويق المنتجات وممارسات تتعلق بنطاق التغطيات التأمينية الممنوحة وطريقة إختيار الأخطار ، وممارسات تتعلق بطريقة جمع وحفظ البيانات ، وعرض النتائج الفنية ، وكلها لها قواعد فنية واضحة ينبغي على الجميع إحترامها ، ومن يريد الحياد عنها سيتحمل فاتورتها إن عاجلاً أو آجلاً .
آليات تمايز الشركات الجديدة
وردًا علي تساؤل لمجلة خبري حول آليات تمايز الشركات الجديدة في مناخ يعج بالممارسة السعرية حينا بالإضافة الى ضعف الوعي ولجوء العملاء او عددًا منهم للشركات الأقل سِعرًا وليس للأفضل جودة أحيانا ، أكد مختار أن الإنجراف للممارسة السعرية بغرض تعظيم الإيرادات ليس الحل للشركات الجديدة للبقاء، ولكن لابد من العمل في منطقة متخصصة “Niche Business ” ، تتميز فيها الشركة بتنوع منتجاتها وسهولة الوصول إلى تلك المنتجات وبجودة خدماتها وسرعة البت في المطالبات ، وهو ما أسلفته ذِكراً ، بضرورة البدء بنموذج عمل Business model مختلف.
اضاف، أنه لا يجد منطق في أن تقدم شركة حديثة النشأة وفي بداية مراحل بناء محفظة تأمينية متوازنة من الأخطار على المنافسة على أخطار ضخمة من أنشطة عالية الخطورة مثل البترول أو الطيران أو أجسام السفن – لأنها بطبيعة الحال ، لم يتكون لديها بعد ما يكفي من القدرات المالية والفنية ، لمقابلة الحوادث الجسيمة كما هو الحال مع الشركات الكبيرة ، حتى ولو إحتفظت بنسبة ضئيلة من الخطر وإعتمدت بشكل كبير على إعادة التأمين في تلك العمليات الضخمة فإنه من غير المستبعد أن تواجه تلك الشركات الحديثة مشاكل فنية ومالية سواء مع العميل أو شركات إعادة التأمين.
وفي تساؤل أخر لمجلة خبري حول مستقبل صناعة التأمين العالمية ، وهل تواجه مستقبلًا ضبابيًا بسبب الأخطار الجيوسياسية والكوارث الطبيعية ، أكد مختار ، أن المؤشرات وما نتابعه من أحداث يفيد بأن القادم صعب خاصة ما يتعلق بعنف الظواهر الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي ، وأثر ذلك على صناعة التأمين ، لذلك من الضروري أن تتحوط لما هو قادم ، بمراجعة شروط وأسعار التغطيات التأمينية لتتمكن من الإفلات من التأثيرات السلبية ، لافتا إلي أن هذا لايعني عدم الإيمان بالله لأن المستقبل بيد الله.