أكد محمد مصطفي عبد الرسول ، العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلي، أن معدل الاحتفاظ في شركته يزيد عامًا تلو الأخر، لعدة أسباب، اولها، زيادة رأس المال في الفترة الأخيرة، إلي 250 مليون جنيه، ومن الطبيعي زيادة معدل الاحتفاظ، بالاضافة الي أن معدل الخسائر الإجمالي أو المُعدل المجمع combined ratio- كما يستساغ تسميته- يتراوح ما بين 79 إلي 81% وهو معدل مقبول فنيًا، ويُعبر عن سياسة إكتتابية منضبطة.
أضاف أنه بعد تحليل المحفظة، وقياس نتائجها الفنية، كان من الضروري زيادة معدل الاحتفاظ، وهو ما يدلل علي الثقة في الإكتتاب حينا والنتائج الإيجابية فنيا أحيانا، ولكن زيادة الاحتفاظ لا يتم بشكل عشوائي ولكن وفق سياسة محددة، بمعني زيادة نسبة الاحتفاظ في أنواع معينة وشرائح محددة، والسبب الثالث له علاقة بزيادة الطاقة الاستيعابية لإتفاقية إعادة التأمين ، والعلاقة بين الطاقة الاستيعابية ومعدل الاحتفاظ علاقة طردية، بمعني أنه كلما زادت الطاقة الاستيعابية كلما ارتفع معها معدل الاحتفاظ.
ولفت عبد الرسول، إلي أنه فيما يخص المعدل النمطي لنسب الاحتفاظ، من وجهة نظري – في سياق التاصيل الفني – يختلف المعدل من محفظة لأخري، وفقًا لنوع المحفظة وطبيعة الأخطار التي تنضوي تحتها، فلا يمكن وضع معدل نمطي لكافة الأخطار وتنوع المحافظ، لاختلاف ماهية الأخطار نفسها.
اضاف، أنه علي سبيل المثال وليس الحصر، أخطار كالسيارات، يتم الاحتفاظ بأغلب محافظها، او إعادتها عبر آلية تجاوز الخسائر أو Excess of Loss ، ومن ثم ففي حال زيادة الوزن النسبي لفرع السيارات بأي من الشركات من إجمالي محفظة أخطارها الكلية، بالضرورة ستكون نسبة إحتفاظها من المخاطر الكلية أكبر ، وفي المقابل الشركات التي تكتتب في المخاطر الكبيرة مثل الهندسي او الممتلكات والمسئوليات Property and Liability او الحريق ، طبيعة المخاطر نفسها ستحتم عليها خفض نسب احتفاظها وإعادة النسبة المتبقية سواء عن طريق الاعادة الداخلي او ما يسمي إصطلاحًا الإعادة المشترك Co-Insurance ، او عن طريق الإعادة الخارجية ، عبر اتفاقيات الاعادة بتنوع اشكالها سواء تجاوز الخسائر او الحصص النسبية او ما الي غير ذلك.
زيادة معدل الاحتفاظ بشركة دون غيرها لايعكس أفضليتها أو أنها تتمايز عن الأخري
وشدد العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلي، علي أن زيادة معدل الاحتفاظ بشركة دون غيرها، لايعكس أفضليتها ، او أنها تتمايز عن الأخري، فزيادة الإحتفاظ حمال للأوجه، بمعني ان زيادة الاحتفاظ قد يعبر عن رشادة الاكتتاب وجودة النتائج، ومن ثم ستحتفظ بالنسبة الأكبر للاستفادة من الفوائض الفنية وعوائد الاستثمار، وقد يكون العكس، بمعني ان السياسة الاكتتابية او المخاطر نفسها ليست ذات جودة عالية او تعتمد فقط علي المنافسة السعرية، وترفض اسواق الاعادة قبولها، فتضطر شركة التأمين للإحتفاظ بها او الاحتفاظ بنسبة كبيرة منها.
تصريح محمد عبد الرسول ، جاء في سياق تفسيره لأسباب إرتفاع أو إنخفاض نسب الإحتفاظ من المخاطر المُكتتبة داخل السوق ، والتي تترجم في مؤشر صافي الأقساط ، والذي أفردت له مجلة خبري الاقتصادية تحليلًا موسعًا رصدت فيه نسب الاحتفاظ داخل شركات تأمين الممتلكات في العام المالي 2020/2021.
ويري البعض أن ارتفاع نسب الاحتفاظ، لايعبر بالضرورة عن ضغوط من شركات الاعادة العالمية، ولكن بسبب تركيز شركاتهم علي العمليات الكبري في قطاعات مثل البترول والهندسي والتي تتطلب إعادة نسبة كبيرة منها في الخارج.
واختلف البعض حول دلالات نسب الاحتفاظ بسياسة الاكتتاب، وان هذه النسب تعكس رشادة او عدم كفاءة سياسات القبول داخل كل شركة والتي تختلف وفقًا لاستراتيجية كل كيان من الكيانات العاملة في السوق.