قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن إذا حدث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا اؤتمن وفى” ، وشركات التأمين لايمكن قياس صدق وعدها إلا إذا إلتزمت بسداد التعويضات، لأن بضاعتها هي “الوعد” اي وعد بالتعويض في حال تحقق الخطر.
محمد عبد المولي، العضو المنتدب لشركة بيت التأمين المصري السعودي/ سلامة، يري أن سداد التعويضات هي الوسيلة الأنجح، والعنوان الأبرز، والسفير الحقيقي لشركة التأمين، مؤكدًا أنه يسعي لتحسين التعويضات كهدف استراتيجي لشركته في قابل الأيام بهدف كسب أرضية جديدة من رصيد الثقة لدي العملاء.
وإذا كان الحفاظ علي قاعدة العملاء الحاليين يستلزم تحسين تعويضاتها ، فإن كسب أرضية جديدة لعملاء جدد ، يستلزمه أمران ، الأول تقديم خدمة جيدة مقرونة بسعر مقبول، والثاني إنتقاء الخطر نفسه، ما يجعل من تحقيق حصة سوقية مقرونة بهامش مقبول من الربحية الفنية أمرًا صعبًا لكن ليس مستحيل.
وتطرق الحوار مع العضو المنتدب لبيت التأمين المصري السعودي، لملفات أخري تدور حول طبيعة الدعم المطلوب من المساهمين، ومتي يكون تدخلهم في الإدارة التنفيذية صحيًا – ليس في البيت السعودي تحديدًا ولكن بشكل عام- بالإضافة الي سبب لجوء إحدي الشركات لتغيير نظامها من التكافلي للتجاري، ودلالة ذلك.
وإلي نص الحوار:-
خبري: هناك موجة شديدة من المنافسة، وفي ذات الوقت تسعي بيت التأمين المصري السعودي لتعظيم الربحية الفنية دون التنازل عن الوصول بالشركة لحصة سوقية تلائم إمكاناتها، فكيف تتحقق هذه المعادلة؟
محمد عبد المولي: المعادلة صعبة ، لكن ليست مستحيلة ، فأن تحقق ربحًا دون التنازل عن الحصة السوقية، لابد من وجود خطة خلاقة ، ولكن الأهم من ذلك أن يكون لديك رصيد من الثقة بين العملاء، وهذا لن يتأتي دون الإهتمام بملف التعويضات، كونها أساس شركة التأمين، فنشاط أي شركة تأمين هو بيع “الوعد” أي الوعد بالتعويض، وإن لم تفي بهذا الوعد تكون قد فقدت أهم بل النشاط الأهم والرئيسي لها، فتغطية الخطر ليس ذات جدوي إن لم يُترجم لتعويض مُسدد، طالما أنه يتسق مع شروط الوثيقة.
خبري: أتقصد أن التعويضات هي كلمة السر؟
عبد المولي: بالتأكيد، فالبداية تكون بتحسين التعويضات ، وتحسين الخدمة وانتقاء العناصر القادرة علي التعامل مع التحديات ، لتبني الجسور لا الحواجز مع العميل، بالاضافة الي ادخال التكنولوجيا في العمل ، خاصة في التعويضات ، ووجود call center للرد علي كافة الاستفسارات سواء للعميل او للوسيط ، وهو ما يتطلب تدريبًا مكثفا للعناصر البشرية ، مع تجنيب بعض الاموال لتوقع زيادة التعويضات المسددة ، وهي ضريبة أو فاتورة مستحقة في طريق تحسين التعويضات والمقصود بها صرف التعويض فورا بشرط توافر شروط الاستحقاق في الوثيقة ، لأن الخسارة في البداية بهدف تحسين التعويضات هي خسارة مؤقتة ويتم تعويضها بثقة العملاء علي المدي المتوسط والطويل
خبري: هل هناك نماذج لشركات اتخذت نفس الاسلوب أم ان هذه الخطة تتناسب مع ظروف البيت السعودي؟
عبد المولي: توجد تجارب بالفعل ومنها احدي الشركات متعددة الجنسيات والتي وضعت خطة توقعت خلالها تكبد خسارة لمدة ثلاث سنوات في فرع تأميني معين، ولكن بعد هذه المدة نجحوا في تبوء المركز الأول علي مستوي السوق، وتمكنوا بعد ذلك من فرض السعر العادل والحقيقي، لوجود ارث من الثقة تم تكوينه خلال سوابق سنواتهم الذي تم فيها تحسين التعويضات وهي العنوان الأبرز للخدمة.
وأود الاشارة هنا الي ان جني الثمار لابد وان يسبقه تحمل التكلفة ، بمعني أن تحسين التعويضات او خدمة التعويضات يتطلب تحمل تكلفة الخسارة مؤقتا ، والخسارة هنا هي تكلفة التعويضات نفسها ، ومن هذا كله يمكن القول ان مكاسب قليلة تتسم بالاستدامة افضل كثيرا من مكسب سريع يلحقه خسارة متواصلة.
الخسارة المقصودة ليس فقط خسارة الأموال علي المدي القريب والتي يمكن تعويضها، لكن الخسارة الأكبر تعني فقد ثقة العميل في الشركة والتي ستترجم بطبيعة الحال فيما بعد في صورة تدني اقساط او قبول اخطار رديئة وكذا تعويضات متراكمة وبطء في سدادها ، وهو ما يخصم من رصيد شركة التأمين بشكل مباشر والسوق بشكل عام علي المدي المتوسط والطويل.
وبذلك يمكن القول تلخيصًا ، أن تحسين التعويضات هي خير سفير لشركة التأمين.
خبري: هل هناك رضا من المساهمين عن خطتك التي تحمل من المبررات ما يجعلها منطقية ومستساغة عمليًا؟
عبد المولي: هذه الخطة لم تُعرض بعد ولكنها رؤية مستقبلية ، لان البيت السعودي الأن في مرحلة اعادة البناء.
خبري: قلت انك تعيد بناء الشركة والبداية كانت بضخ دماء جديدة واستقطاب كوادر لديها كفاءة عالية، لكن يتردد ان دخول عبد المولي البيت السعودي كان سبب في خروج عناصر منها تتسم بالكفاءة منها ، بسبب رفض عبد المولي كوافد من الخارج او عدم قبولهم لتوجهه ورؤيته؟
عبد المولي :لن اختلف معك في استقالة بعض العناصر، لكن السؤال هل هذه العناصر لم تعمل في أماكن اخري؟ والاجابة ، انهم انتقلوا من البيت السعودي لشركات اخري ، وبطبيعة الحال قمت باستقطاب عناصر من شركات اخري ، وازعم ان رد هذه الشركات كانت باستقطاب عناصر من البيت السعودي، فانتقال العناصر من شركة لاخري امر طبيعي خاصة اذا كانت الانتقالات لوجود مزايا اضافية لهم وليس بسبب عدم وجود بدائل.
خبري: هل هذا يعني الغاء العاطفة في الحفاظ علي العنصر البشري طالما انه لا يقبل التوجهات الجديدة؟
عبد المولي: لست صلدًا، لكن ليس معني ذلك ان تكون العاطفة هي العنصر الطاغي او الرئيسي في اتخاذ القرار، قد يتم إعمال العاطفة في احيان كثيرة بشرط عدم تأثيرها علي الشركة ومستقبلها واستقرارها، لان الغاء العقل كليًا سيؤدي الي نتائج وخيمة لكافة العاملين في اي شركة ، فالعقل مطلوب ومهم دون الغاء العاطفة كملح للعلاقات الانسانية.
الاستعانة بكيانات متخصصة لدخول الشركة عالم الرقمنة
خبري: ما موقع الرقمنة في اجندة العضو المنتدب للبيت السعودي؟
عبد المولي: الرقمنة توجه عام للدولة والبيت السعودي كيان من ضمن الكيانات الاقتصادية، وبالتالي سنتجه للرقمنة وبصورة جادة وسيتم الاستعانة بشركات متخصصة يتوافر لديها البرامج المطلوبة توفيرا للوقت والتكلفة .
خبري: هل هناك نية لتوفير خدمة الـ Call Center للرد علي استفسارات العملاء؟
عبد المولي: بالفعل نعكف علي ذلك لكن نفاضل بين الاستعانة بشركات متخصصة من الخارج او تعيين عناصر لهذا الغرض ، فنحن الان نعكف علي دراسة هذا الملف، بالإضافة الي ميكنة التعويضات.
خبري:المستهدف العام الحالي؟
عبد المولي : نستهدف 650 مليون جنيه اقساط في نهاية يونيو المقبل 2022 ،مقابل 543 مليون جنيه محققة في يونيو 2021، اي نسبة النمو تلامس 20%.
الطبي والهندسي والائتمان مولدات نمو في السوق المصرية
خبري: هل هناك رهان علي فروع معينة لتحقيق المستهدف؟
عبد المولي: نسعي لبناء محفظة متوازنة ، والأهم ان يكون هناك نموًا في الفروع التي تحقق ربحية ، اما الفروع التي يتولد منها الاقساط سيتم التعامل معها بتحوط ، لتحقيق الاقساط المطلوبة والاستفادة من عوائدها دون الضغط علي مؤشر الربحية الفني.
ويمكن القول القول ان التأمين الطبي هو الحصان الاسود أو الرابح الذي يتم الرهان عليه الان من السوق كله وليس البيت السعودي بمفردها ، فرغم انخفاض ربحيته لكنه عنصر جيد ومولد للأقساط المباشرة ، بالاضافة الي فرع الائتمان ، والهندسي نظرا لتوسع الدولة في المشروعات الهندسية والسيارات.
ولا انكر هنا ان المجمعات التي انشأتها الرقابة المالية ساهمت في توفير حد من استدامة التمويل او ضمان حد من الاقساط المباشرة أو الاستقرار وهو اتجاه يُحسب للرقابة المالية، والتي إتخذت خطوات اسرع وأوسع من السوق، وهي إشارة الي أن جهة الرقابة تعمل علي نمو السوق بإجراءات حقيقية علي الأرض.
رفض الخطر في حالة فشل ترويضه فنيًا بناء علي تقارير المتخصصين
خبري: متي ترفض بيت التأمين السعودي قبول خطر معين؟
عبد المولي: إذا كان غير مقبول فنيًا بموجب تقرير الخبير المعاين وتأكيد من المُكتتب ، وغير مقبول فنيا يعني عدم توافر وسائل الامان اللازمة، أو خطر محقق الحدوث ، أو مستثني من اتفاقية اعادة التأمين وفي هذه الحالة يمكن اعادة تأمينه وفق الاعادة الاختياري.
وبشكل عام البيت السعودي لا ترفض خطر إلا بعد دراسته جيدًا، أو اذا لم يكن مُغطي باتفاقية اعادة التامين ، أو في حال صعوبة اعادته وفق اتفاقية اعادة اختياري ، لكن ليس معني ان يكون الخطر مغطي باتفاقية اعادة ، أن يتم قبوله علي عِلته ، بل يتوجب دراسته وتحسينه اذا كان في حاجة لتحسين ، والمقصود بتحسين الخطر اي الطلب من العميل توفير وسائل الامان ، او زيادة السعر او زيادة نسبة التحمل وهي ادوات لتحسين الخطر التأميني.
خبري: اذا كان الخطر مغطي باتفاقية اعادة التأمين، فما الداعي لتحسينه؟
عبد المولي: تحسين الخطر يعني تحقيق وفورات فنية، وكلما كانت هناك أرباحًا فنية من محفظة المخاطر كلما كان تجديد الإتفاقية في العام التالي اسهل.
وأود الإشارة إلي أن اعادة التأمين ليس تكئة لقبول المخاطر كما هي دون تحسين ، ان كانت تستدعي ذلك، فالعلاقة بين شركات التأمين والاعادة علاقة استراتيجية ، وليس من مصلحة شركة التأمين او الاعادة قبول مخاطر غير مدروسة او التساهل في قبولها، لان فاتورتها السلبية ستكون كبيرة علي الطرفين والبيت السعودي لا تفعل ذلك ولن تفعله.
خبري: متي تنافس البيت السعودي سعريًا علي خطر تأميني؟
عبد المولي: لو كان الخطر جيد جدًا ، علي سبيل المثال وليس الحصر التأمين علي مبني اداري ضد الحريق او السطو ، أو التأمينات الهندسية علي المشروعات أثناء عملية الإنشاء.
خبري: ولكن يظل الخطر التأميني متوقع الحدوث بغض النظر عن ماهيته او طبيعته؟
عبد المولي: اتفق معك ولكن قلت المنافسة السعرية قد نلجأ إليها إذا كان الخطر جيد جدًا وفقا لتقارير المعاينة ، هذه نقطة، النقطة الثانية ان شركة التأمين لديها اتفاقية اعادة تأمين والإتفاقيات لا تُحدد أسعار ، وبالنسبة للمخاطر ذات مبالغ التأمين الضخمة لايُتخذ فيها قرار بالتسعير المنفرد بل بعد دراسة جماعية من الإدارات المختصة.
استهداف الحصة السوقية بقبول أخطار رديئة يُهدد شركة التأمين بالكامل
خبري: هناك طريقان لتحقيق الحصة السوقية والربحية هما الـ corporate والـ Retail ، الأول يضمن تحقيق وفورات من الأقساط والثاني سيُحقق وفورات من الربحية الفنية، نظرًا لتوافر قاعدة الأعداد الكبيرة بما يضمن تفتيت الخطر، رغم أن تكلفة تسويقه أكبر، فأي من النشاطين سيتم التركيز عليهما أو نسبة كل منهما من محفظة أقساط بيت التأمين المصري السعودي؟
عبد المولي: لن أقول كلام مثالي من نوعية المحفظة المتوازنة وتحديد نسب معينة لكل نشاط من المحفظة، لكن يكفي القول بأن البيت السعودي لن تُضيع اي فرصة وستستثمرها ، لتعظيم المتاح وتوليد الجديد.
خبري: هل تقصد استثمار الفرص المتاحة؟
عبد المولي: بالطبع، والشركة لن ترفض أي عملية ، لكن ستتخذ كافة الإجراءات الفنية اللازمة للتحوط من الخطر ، لترويضه بما يخدم العميل وشركة التأمين ، وفي حال رفض العملية سيكون مسببًا بالطبع، ولكن بعد استنزاف كافة الوسائل والبدائل المطلوبة لترويضه فنيًا ، وفي حال الرفض سيتم الرد بسرعة علي العميل بسبب الرفض.
خبري: إذا كان القرار رفض العملية فما فلسفة السرعة في الرد علي العميل بالقرار أو أسبابه؟
عبد المولي: إعلام العميل بالقرار سواء بقبول أو رفض التغطية هي خدمة في حد ذاتها، وهذه الخدمة وغيرها ، يتشكل من خلالها سمعة شركة التأمين، والبيت السعودي ستتخذ من السرعة في إعلام العميل او التجاوب معه منهجًا دون أن يكون قاصرًا علي الإصدار لكن الأهم ان يمتد إلي سداد التعويض طالما توافرت الشروط،، وكذا السرعة في إعلام العميل بقبول تغطية مخاطره او رفضها مع تحديد أسباب الرفض الفنية.
خبري: من الطبيعي ان تراهن اي شركة تأمين علي تحقيق فوائض من الإكتتاب و في الغالب يكون ذلك علي المدي المتوسط والطويل، لكن في بداية النشاط تسعي اي شركة لتكوين محفظة كبيرة نسبيًا لضمان حصة سوقية، فهل سيتخذ عبد المولي أو البيت السعودي هذا منهجًا بمعني تكوين محفظة وبعد ذلك استهداف فائض إكتتاب؟
عبد المولي: لا يوجد تعارض بين استهداف الحصة السوقية وتحقيق فوائض من الإكتتاب، يمكن تحقيق الأمرين في نفس الوقت دون تأجيل أحدهما أو تقديم الأخر، ولتحقيق ذلك لابد من بعض الإجراءات، منها ذِكرًا وليس حصرًا، تحسين المحفظة الحالية ، أقصد تحسين المخاطر، والثاني انتقاء الأخطار الجديدة، وتحسين ما يمكن تحسينه من الأخطار الأخري ورفض ما يصعب تغطيته ولا يتلائم مع الشروط الفنية المطلوبة.
خبري: قلت أنك تستهدف تحسين المخاطر الحالية او المحفظة القائمة، هل معني ذلك أن هناك أخطار في جعبة البيت السعودي تمثل قنابل موقوتة؟
عبد المولي: قد يكون هذا صحيحًا إلي حد ما، ولكن ليس لهذا دلالة علي سوء الإكتتاب الفترات الماضية، ولكن قد يكون لظروف معينة تم قبول أخطار معينة لأسباب محددة، وبالنسبة لتحسين المخاطر فهي عملية مستمرة، وتتسم بالديناميكية وليس الثبات، لكن الأهم أن هناك قاعدة ثابتة ولن تتغير وهي رفض الأخطار الرديئة وعدم قبولها تحت اي ظرف ، والتحجج باستهداف الحصة السوقية، لخطورة هذا التوجه ليس في فرع تأميني بل علي الكيان كله وهو أمر غير مقبول ولن يُسمح به.
خبري: معني ذلك ان فلترة المحفظة يتم بشكل مستمر؟
عبد المولي: بالتأكيد ولهذا السبب تم استقطاب كوادر عليا مؤهلة تعكف حاليا علي فلترة بعض المحافظ التي نري أنها ستحد من تحقيق المستهدف فنيا، أقصد وفورات من الإكتتاب، وعملية الفلترة والفرز لا تعني رفض عشوائي للمخاطر، ولكن تقنين المخاطر الموجودة وترويضها وتحسينها، وإذا كانت هناك صعوبة في معالجتها سيتم رفضها، مع إنتقاء المخاطر الجديدة او العمليات الجديدة كما قلت سلفًا.
خبري: قد تلجا شركة التأمين في سبيل تحسين المخاطر إلي فرض نسبة تحمل علي العميل، وفي حال رفض العميل وقبوله زيادة السعر قد يؤرق هذا شركة التأمين، أتتفق مع هذا؟
عبد المولي: السعر والتحمل مرتبطان كلاهما مع الأخر ، وتوجد بعض الأنواع ليس من الضروري فيها فرض نسب تحمل مثل التأمين البحري ، لاسيما مع تحسن معدل خسائره ، وفيما يتعلق بفرض نسبة تحمل علي العميل، فليس الغرض الأساسي منها تحسين الخطر فقط، ولكن لإلزام العميل بتحمل جزء من المسئولية وعدم الإتكال الكلي علي شركة التأمين، ومن ثم قد يُهمل في اتخاذ التدابير والإجراءات المطلوبة للحد من الخطر نفسه ، بمعني أن التحمل هو نوع من المشاركة في المسئولية.
خبري: نسب الإحتفاظ تعكس غالبًا طبيعة السياسة الإكتتابية او سياسة القبول، وبناء علي ذلك هل تسعي البيت السعودي لزيادة أم خفض نسب الإحتفاظ أم الثبات علي النسب الحالية؟
عبد المولي: الاحتفاظ ليس مؤشر علي السياسة الإكتتابية بل مؤشر علي الملاءة المالية، و لايمكن الشروع في زيادة نسب الاحتفاظ دون أساس، بمعني أن زيادة نسبة الاحتفاظ لابد وأن يتوافر له رأسمال مدفوع كبير يدعمه ، ولذا فالشركات الجديدة لا تحتفظ بنسب كبيرة في بداية نشاطها إلي أن يتم تكوين محفظة كبيرة ، لكن زيادة الاحتفاظ في حد ذاتها، أمرًا مهمًا وضروري لشركة التأمين ، بهدف الحد من تصدير الأقساط ومن ثم الاستفادة من عوائد استثمارها بخلاف عوائدها الفنية ، وكذا توفير السيولة الكبيرة .
خبري: إذا كانت نسب الاحتفاظ وزيادتها مرتبطة بوجود رأسمال قوي، فهل هناك نية لزيادة رأسمال البيت السعودي؟
عبد المولي: تم زيادة راس المال بالفعل في يونيو الماضي من 230 إلي إلي 241.5 مليون جنيه، بزيادة قيمتها 11.5 مليون جنيه، وتم تمويلها من الأرباح المُرحلة ، وسيتم تدعيم القاعدة الرأسمالية طالما أن هناك أرباحًا يمكن من خلالها تمويل الزيادات الجديدة ، والأهم أن تكون هناك توسعات تتطلب دعم القاعدة الرأسمالية.
خبري: ماذا جال في خاطرك حينما عُرض عليك منصب العضو المنتدب؟
عبد المولي: انتابني شعور الرهبة والسعادة في نفس الوقت، أما عن الرهبة فلجلالة ومكانة الشركة في السوق، وكذا لقيمة القيادات السابقة وهم من هم ، سواء عبد الرؤوف قطب رئيس الإتحاد المصري للتأمين السابق، أو المرحوم مصطفي مهني، وهو ما يمثل تحد شخصي ومسئولية الحفاظ علي الكيان بل والوصول به لمكانته المستحقة، كذلك الخوف من المقارنة بينهما وبيني لانها محسومة سلفًا ولا يمكن ان تقام من الأساس لأنها ستكون ظالمة.
أما عن السعادة فهي ليست للمنصب في حد ذاته وإن كنت أطمح فيه، ولكن كونه وسيلة يمكن من خلالها خدمة العملاء والعاملين في الشركة وفقًا لما هو مُتاح من إمكانات وقدرات.
خبري: ما هو أول ملف سعي العضو المنتدب للبيت السعودي للتركيز عليه حينما تولي المنصب؟
عبد المولي: العنصر البشري، لأنه وقود المعركة وملح الشركة، وإذا لم يتوفر عنصر بشري جيد لا يمكن تحقيق اي خطط وأهداف، ولكي يكون هناك عنصر بشري جيد لابد من توفير بيئة العمل المناسبة، لانه إذا أمرت أن تُطاع فأؤمر بما هو مستطاع، وحاشا لله أن أكون في موقع من يعطي الأمر، ولكن المغزي هو ان وضع خطط طموحة دون وجود عنصر بشري كفء ولديه من الحماس ما يكفي، فلن يتحقق أي من الخطط وستظل أحلاما.
خبري: هل تطمح في دخول نادي المليار كأقساط قريبًا؟
عبد المولي: بالتأكيد وهو هدف وغاية ولكن الأهم ما هي وسائله، فلن ننساق كما قلت لقبول خطر ردئ دون تحسينه او لمجرد التباهي بأرقام صفرية ليست مُعبرة، الأهم من القسط هو العائد الفني منه، بما يحقق الهدف الاساسي لشركة التأمين كون نشاطها الرئيسي هو التأمين وليس الاستثمار ، رغم أهمية الثاني بالطبع.
خبري: ما هي توجيهات المساهمين لك؟
عبد المولي:تحقيق نتائج جيدة ووضع الشركة في مكانتها المستحقة، وإعادة صياغة علامتها التجارية Re brand، وحصلنا من أجل ذلك علي موافقة الجمعية العمومية بتغيير اسم الشركة ليصبح بيت التأمين المصري السعودي/ سلامة ، ومن الصعب الغاء اسم البيت السعودي، كونها إسم معروف، ويوجد ارتباط معها من عملاء كثيرين ، ولكن الاهم من اعادة صياغة الاسم التجاري هو إعادة صياغة الخدمة المقدمة
خبري: متي يكون تدخل المساهمون في الإدارة التنفيذية صحيًا؟
عبد المولي: إذا كانت الأرقام غير دقيقية أو إرتفع مؤشر الخسائر بشكل مبالغ فيه ، بما يؤثر علي سلامة واستقرار الشركة ، لكن ما دون ذلك ليس مطلوب تدخل المساهمين في الادارة التنفيذية وعليها تقييم النتائج .
خبري: بالنسبة للمنتجات، هل هناك تغطيات جديدة سيتم استحداثها أو تطويرها؟
عبد المولي: تم استحداث خمسة منتجات لم تكن موجودة، وخاطبنا الرقابة المالية وحصلنا علي موافقتها علي بعضها والأخري في الطريق.
خبري: ما طبيعة التغطيات او المنتجات الجديدة؟
عبد المولي: منها تغطيات لها علاقة بإمتداد الضمان أو الـ extended warranty وكذا تغطيات المخاطر الالكترونية او الهجمات الالكترونية والتي باتت مولدًا للفرص
خبري: توجد شركة تأمين تكافلي طلبت تحويل نشاطها للنظام التجاري، فما هي اسباب تحول التكافلي لتجاري بغض النظر عن طبيعة الشركة؟
عبد المولي: من وجهة نظري ان فائض الربحية الكلي الذي يتم صرفه او توزيعه، بواقع 40% للعملاء أو المشتركين ، و60% للمساهمين ، وإذا قورنت هذه التوزيعات بما يتم في التأمين التجاري أو التقليدي ، ستكون المقارنة لصالح شركات التجاري كونها تستحوذ علي الارباح كاملة.
خبري: إذا كانت شركة التكافلي تمقت اوأن توزيع نسب الا رباح غير مُريح لها فلماذا قبلت من البداية ذلك؟
عبد المولي: هناك إنجذاب أو إرتباط من بعض العملاء بالتأمين التكافلي ، او بمعني أدق رغبة من بعض العملاء بالتعامل مع شركات التأمين التكافلي، لكن علي أية حال طالما أن تحويل النظام التأميني في أي شركة من التكافلي لتجاري قانوني فلا داعي للإندهاش منه.
خبري: لم اقصد انه غير قانوني لكن اتساءل عن فلسفته، ودلالالته؟
عبد المولي: قد يكون لتعظيم الارباح
خبري:متي تلجأ شركة بيت التأمين المصري السعودي لتحويل العملية التأمينية من إنتاج لإدارة، بمعني إلغاء دور الوسيط فيها؟
عبد المولي: لا يمكننا ذلك علي الإطلاق فليس جزاء الوسيط خطف العملية منه او تحويلها لإدارة، هذه نقطة، النقطة الثانية هي ان للوسيط دور مهم وحيوي في العملية التأمينية ، وإذا كان غير مهم فما كان هناك قانون لتنظيم عمله.
خبري: وماذا لو كانت جودة الخدمة المقدمة من الوسيط للعميل دون المستوي؟
عبد المولي: من يُقيم الخدمة ومستواها هو العميل وليس شركة التأمين، وإذا لجأ العميل للشركة للتعامل معها مباشرة عبر ما يسمي بعملية الإدارة فلابد وان يكون ذلك بشكل رسمي وبعد استنفاذ كافة الوسائل لتحسين العلاقة بين العميل والوسيط، لان شركة التأمين دورها الرئيسي تغطية الخطر وليس خطف العمليات من الوسطاء.
العاطفة مهمة في الإدارة بشرط عدم تأثيرها علي صانع القرار
خبري: قلت انك حينما توليت المنصب قمت باستقطاب عناصر جديدة، فهل خطف الكوادر بين الشركات منهج مشروع أم ميكافيلية ممقوتة؟
عبد المولي: عمل مشروع ، فالسوق عرض وطلب ، والعنصر البشري إذا شعر بالأريحية أو الإطمئنان في شركته لن يقبل اي عروض من شركات أخري ، وقد يكون الطموح أيضًا سببًا في قبول العنصر البشري الإنتقال من شركة لأخري.
السوق يعاني ندرة من الكوادر المؤهلة بسبب تضاؤل الخبرات
خبري: ومن المسئول عن هذه الندرة؟
عبد المولي: بسبب تضاؤل الخبرات نتيجة تندر البعض بنقل خبراته لعناصر أخري لخلق صف ثاني وثالث ، او لسبب دخول شركات جديدة وهو ما ساهم في اشتعال حرب خطف الكوادر، ولجوء البعض الي ترقية العناصر رغم عدم جاهزيتها ، أو بمعني ادق خبرات غير مستوية وهو ما يؤثر علي السياسة السعرية في السوق، فانخفاض الخبرة مع المطالبة بتحقيق خطة قد يضطر البعض لإتخاذ قرارات غير مدروسة بهدف جلب الاقساط او تحقيق الخطة بغض النظر عن فاتورتها.
توسع حذر في تغطيات الإئتمان مدعومة بإتفاقيات متخصصة من إعادة التأمين
خبري- قلت أنك ستتوسع في تأمين الإئتمان، أليس في ذلك خطورة خاصة مع خصوصية هذا النشاط، وندرة كوادره المؤهله للإكتتاب فيه ، وكذا الصعوبات المرتبطة بإعادة تأمينه، علاوة علي الضغوط المرتبطة بالتضخم مما يزيد من خطورته؟
عبد المولي: سيكون توسع حذر بمعني قبول المخاطر الجيدة ، اضافة الي وجود ما يدعمها في إعادة التأمين.
خبري:هل التأمين ينشط وقت الازمات باعتباره مروضًا للمخاطر ام في الرخاء للاستفادة من النمو؟
عبد المولي: في الرخاء لتوافر السيولة أو الفوائض لسداد أقساط التأمين ، لاسيما مع ضعف الوعي القائم حتي الأن وان كانت هناك محاولات عديدة لزيادته والرقابة المالية قامت بجهد كبير في ذلك من خلال الاصلاح التشريعي او إعداد مشروع قانون التأمين الموحد.