يتجه صندوق الاستثمارات العامة السعودي للإستحواذ علي شركة إس تي سي STC للإتصالات السعودية ، وذلك بعد تقديمه عرضاً للاستحواذ على 51 % من شركة ابراج اتصالات “توال” المملوكة بالكامل لشركة اس تي سي السعودية.
خطوة صندوق الاستثمارات العامة السعودي جاءت بعد توصل شركة زين السعودية إلى بيع قسم كبير من أبراجها إلى تحالف من المستثمرين يقوده صندوق الاستثمارات العامة، وهو ما قد يؤشر إلى نية لدى الصندوق ليكون مالكاً لجزء اساسي من عناصر البنى التحتية التي تخدم شركات الاتصالات السعودية بعد تعثر محاولات سابقة عدة جرت من قبل شركات الاتصالات ومستثمرين من القطاع الخاص لتوحيد عمل أبراج الاتصالات في المملكة العربية السعودية.
في السياق نفسه حصلت مجلة خبري علي النتائج الكاملة لشركة إس تي سي للإتصالات السعودية ، للربع الثالث من العام الحالي 2022 – في الفترة من أول يوليو حتي نهاية سبتمبر الماضي-.
21 % نموًا في الأرباح علي أساس سنوي و المؤشر يقفز إلي 9.4 مليار ريال في تسعة أشهر
كشفت البيانات عن نمو الأرباح بنسبة 21% على أساس سنوي لتصل إلى 3.5 مليار ريال سعودي – بما يتجاوز 940 مليون دولار تقريبًا – ، فيما بلغ نسبة النمو خلال التسعة الأشهر الأولي من العام الحالي مجتمعة – في الفترة من أول يناير حتي نهاية سبتمبر الماضيى – 8.2% لتصل الي 9.41 مليار ريال، مقارنة بـ 8.7 مليار ريال تقريبًا ، في الفترة المقابلة من العام الماضي 2021 ، بزيادة تصل الي 0.71 مليار ريال.
وجاءت هذه الأرباح نتيجة تراجع التكاليف وتحسن الايرادات واستمرار الشركة في تطوير شبكات الانترنت والاتصالات الخاصة بهدف تعزيز البنية الرقمية في المملكة.
إرتفاع الإيرادات إلي 16.5 مليار ريال ونسبة النمو 5%
وتماشياً مع سياسة توزيع الأرباح لفترة ثلاث سنوات والتي بدأت من الربع الرابع من العام الماضي 2021، أعلنت الشركة عن توزيع أرباح نقدية بقيمة 0.4 ريال سعودي للسهم الواحد عن الربع الثالث ، فيما شهدت الايرادات نموًا بنسبة 5% لتصل الى 16.5 مليار ريال .
قال المهندس عليان بن محمد الوتيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة اس تي سي ، أن المجموعة ملتزمة باستراتيجيتها الشاملة واستثماراتها في مجالات متعددة ومتنوعة مما كان له أثر واضح وملموس على نمو الأرباح وتحقيق عائد مستدام لمساهمي الشركة.
رفع رأس المال إلي 50 مليار في أكبر زيادة بتاريخ السوق المالية السعودي
وخلال الربع الثالث، وافقت الجمعية العمومية على زيادة رأسمال الشركة ليصل الي 50 مليار ريال سعودي، وهي الزيادة الأكبر في رأس المال في تاريخ السوق المالية السعودي، مما يجعل الشركة ثاني أكبر شركة مدرجة من حيث رأس المال. وتهدف هذه الزيادة إلى دعم المجموعة في تحقيق استراتيجيتها الهادفة إلى التوسع والنمو، وتعظيم العائد الاجمالي للمساهمين، من خلال زيادة وتنويع الاستثمارات واغتنام فرص النمو المتوقعة في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية والمنطقة.
ومن منطلق دور المجموعة كممكن رقمي رائد في المملكة والمنطقة، تم الإعلان عن التعاون مع شركة الاتصالات اليونانية TSSA لبناء ممر من البيانات يمتد من المملكة حتى أوروبا عبر شبكة حديثة وعالية السعة من الألياف الضوئية التي ستربط قارة أوروبا بآسيا.
كما قامت الشركة بتدشين منظومة رقمية متكاملة من خلال إطلاق عدد من الشركات في مجالات مختلفة ومتنوعة منها الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وانترنت الأشياء والبنية التحتية الرقمية، وستساهم هذه الاستراتيجية في تحويل الصناعة الرقمية في المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومركز لوجيستي عالمي يربط بيئة الأعمال والمجتمع المحلي.
وكانت الشركة أعلنت أخيراً عن تلقيها عرض من صندوق الاستثمارات العامة لشراء حصة الأغلبية في شركة أبراج اتصالات في صفقة قد تصل قيمتها إلى أكثر من 11 مليار ريال.
وتعد خطوة شراء صندوق الاستثمارات العامة السعودية وسيلة لدعم شركات الاتصالات بسيولة كبيرة تساعدها في مواصلة مسارها الاستثماري لتطوير خدماتها الرقمية والمبتكرة وتحسين بنيتها التحتية.
ويمكن ربط هذا التطور بالاتفاقية التي أبرمتها شركات الاتصالات السعودية في نهاية 2018 مع الجهات الرقابية والتي نصت على زيادة الإستثمار في البنية التحتية ولا سيما في ما يتعلق بتقنية الجيل الخامس مقابل إعادة إحتساب البدل المالي السنوي نظير تقديم الخدمات التجارية، وهو تطور له أبعاد استراتيجية أكبر وأشمل خصوصاً أن الصندوق سيشارك حالياً في تطوير وتنظيم الاستثمارات في البنية التحتية.
ومن المتوقع أن تستفيد شركات الاتصالات من هذه الصفقات لتحقيق أرباح كبيرة في ميزانيتها ، خاصة إذا جاء تقييم الأبراج أعلى من القيمة الدفترية.
عليان الوتيد : المجموعة ملتزمة باستراتيجيتها الشاملة واستثماراتها في مجالات متعددة
ورغم أنه لا يتم نشر الميزانية الفردية لشركة “توال”، تشير النتائج المالية لشركة اس تي سي النصف سنوية للعام الحالي 2022 ، إلى أن صافي القيمة الدفترية لشركة “توال” بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات الشقيقة مثل الشركة المتقدمة للتقنية والأمن السيبراني وشركة الخليج النموذجية للإعلام الرقمي وبنك اس تي سي وشركتي اس تس سي الكويت والبحرين وغيرها تبلغ 13.72 مليار ريال سعودي. بينما تم تقييم شركة “توال” في العرض المقدم من قبل صندوق الاستثمارات العامة عند 21.94 مليار ريال سعودي – 5.85 مليارات دولار – أي أنها قيمة أعلى بكثير من قيمتها الدفترية. وعليه، من المتوقع أن تتمكن الشركة الأم “اس تي سي” من تحقيق أرباح غير متكررة نتيجة إعادة تقييم هذا الاستثمار.
كما، ستستفيد شركات الاتصالات السعودية من استغلال السيولة الناتجة عن صفقة بيع الأبراج من أجل خفض مديونيتها وهو ما سينتج عنه خفض في تكاليف التمويل ولاسيما مع ارتفاع الفوائد.
ومن شأن ذلك أن يساهم أيضاً في تحسن الربحية وتعظيم العائد علىى حقوق المساهمين، كما قد تعمد الشركات إلى توزيع أرباح نقدية إضافية على المساهمين.
شركة “توال” لا تعد أضخم شركة مالكة لأبراج الاتصالات في المملكة العربية السعودية فحسب، بل انها تسعى إلى التوسع خارج حدود المملكة ، حتي أنها دخلت فعليًا في اتفاق مبدئي للاستحواذ على كامل شركة “اول للاتصالات” المسجلة في باكستان والتي تتولى بناء وادارة البنية التحتية للاتصالات في عدد من مناطق باكستان.
ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة المالك الأكبر لشركة اس تي سي بنسبة 64%.