قال الدكتورعمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مصر تحرص على تعزيز التعاون مع أشقاءها في أفريقيا لتحقيق التكامل الاقتصادي الرقمي، وكذلك العمل بالتوازي على إقامة شراكات فاعلة مع دول الاتحاد الأوروبي؛ ودفع الجهود المبذولة لمد جسور التعاون الأوروبي الأفريقي من خلال مشروعات مختلفة تهدف إلى خدمة المصالح المشتركة.
وأضاف وزير الاتصالات، خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرنس في جلسة عقدت بعنوان: «التحول الرقمى: الشباب والمرأة وريادة الأعمال» ضمن فعاليات النسخة الخامسة من «قمة الاتحاد الأوروبى أفريقيا للأعمال» بمشاركة كارين كانيزا نائب رئيس «منصة التنمية الأوروبية الأفريقية» (ADEPT)، وجورج أسماني مدير تطوير الأعمال لدول أفريقيا في معهد إدارة المشروعات بكلية لندن للأعمال؛ وأدار الجلسة الإعلامي ديف كيتينج بقناة فرانس 24، أن مصر تشهد طفرة في تحقيق استراتيجيتها نحو التحول إلى مجتمع رقمي متكامل وبناء مصر الرقمية من خلال العمل على عدة محاور وركائز تشمل تمكين كافة قطاعات الدولة من التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية المعلوماتية، وتوفير الإطار التنظيمي والتشريعي الداعم لنمو صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى العمل على خلق قاعدة من الكوادر الرقمية الشابة، وتهيئة البيئة الداعمة للابتكار الرقمي وريادة الأعمال في مجالات التكنولوجيا.
وأكد الوزير أنه يتم تنفيذ خطط لبناء القدرات الرقمية لكافة فئات المواطنين بالتعاون مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية لتوفير التدريب المتخصص على مستويات مختلفة ومتنوعة في التعمق والتخصص حيث تم مضاعفة ميزانية التدريب 22 مرة خلال ثلاث سنوات كما تم اطلاق مبادرات لتمكين الشباب في مجال العمل الحر ومنها مبادرة «مستقبلنا رقمى» والتى نتج عنها العديد من قصص النجاح للشباب المصرى من الجنسين؛ مشيرا إلى الجهود المبذولة في دعم العمل الريادى والإبتكارى لدى الشباب في كافة أنحاء الجمهورية، حيث يتم نشر مراكز إبداع مصر الرقمية في ربوع الوطن وإطلاق برامج مختلفة لدعم الإبداع الرقمى، وكذلك تنفيذ مشروعات تطبيقية في مركز الابتكار التطبيقى لتوفير حلول تكنولوجية مبتكرة لمجابهة التحديات التي يواجهها المجتمع.
وأوضح أهمية دور الحكومات في نشر البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المناطق الريفية والنائية؛ مشيرا إلى أن مصر ضخت استثمارات بلغت نحو 2 مليار دولار لرفع كفاءة شبكة الإنترنت مما ساهم في ارتفاع متوسط سرعة الانترنت الثابت 8 مرات، لتصبح مصر الأولى في أفريقيا في متوسط سرعة الإنترنت الثابت، ويتم حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع رفع كفاءة الانترنت للوصول إلى سرعات أعلى والوصول إلى عدد أكبر من المواطنين؛ لافتا إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي تعد واحدة من كبرى المبادرات التي تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات الريفية ويستفيد منها قرابة 58 مليون مواطن؛ موضحا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمد كابلات الألياف الضوئية لتوصيل الانترنت لعدد3.5 مليون منزل بقرى المبادرة خلال ثلاث سنوات.
وذكر أن العديد من الدول الأفريقية تحظى بتصنيفات متميزة في مجال ريادة الأعمال، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من قدرات رواد الأعمال والمبتكرين الشباب بالشكل الصحيح لتلبية الاحتياجات الوطنية والإقليمية، وهو ما يتطلب العمل على تهيئة البيئة المحفزة لريادة الأعمال وإنشاء الشركات الناشئة من خلال توفير الإطار التنظيمى واتاحة التدريب لصقل منظومة المهارات بشكل متكامل بحيث تشمل صقل المهارات الرقمية والشخصية والإدارية، وتوفير تدريب متخصص لتلبية احتياجات ريادة الأعمال في مختلف القطاعات؛ موضحا الإجراءات التي اتخذتها مصر لتسهيل تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتذليل العقبات التي قد تواجه رواد الأعمال الشباب في ضوء النمو المتنامى الذي يشهده قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة.
وأكد اهتمام الدولة المصرية بسد فجوة المهارات الرقمية وتحقيق العدالة في التنمية من خلال اتاحة عدة برامج ومبادرات تهدف إلى تنمية المهارات الرقمية لكافة فئات المواطنين في ربوع الوطن والتركيز بشكل خاص على سد الفجوة بين الجنسين في الحصول على فرص التعلم والعمل في مجالات التكنولوجيا المختلفة ومنها إتاحة آليات للتعلم الرقمى مثل إطلاق منصة «مهارة تك» بالإضافة إلى إطلاق عدد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال؛ منوها إلى مبادرة «بناة مصر الرقمية» التي تهدف إلى تمكين الشباب ليصبحوا قادة على مستوى عالمي قادرين على تنفيذ مشروعات مصر الرقمية من خلال منحة دراسية كامل متاحة للخريجين المتميزين من جميع الجامعات الحكومية والخاصة بكافة المحافظات. وكذلك مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المقدمة لطلاب المدارس في كافة المحافظات؛ موضحا أنه تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ وهى الأولى من نوعها المتخصصة في علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المرتبطة بها في أفريقيا؛ وتهدف إلى تقديم خدمات تعليمية متميزة بالتعاون مع كبرى الجامعات الدولية المرموقة.
وأوضح طلعت تعدد مشروعات التعاون المصرى الأفريقى لتمكين وبناء قدرات الشباب الأفارقة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ مشيرا إلى أنه تم البدء في منظومة HARP التي تلتف حول القارة الأفريقية لتقديم خدمات الإنترنت لمختلف دول الساحل الأفريقى الشرقى والغربى ومنها إلى باقى دول القارة.
وحول المبادرات الأوروبية للتعاون مع القارة الافريقية؛ أكد الدكتور عمرو طلعت على اهتمام العديد من البلدان الافريقية بتنمية صناعة مراكز البيانات والحوسبة السحابية؛ موضحا أن مصر تمتلك العديد من المقومات والمزايا التنافسية التي تؤهلها لتكون مقصدا لجذب الاستثمارات في مجال بناء وتشغيل مراكز البيانات التي تخدم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا منها موقع مصر الجغرافى كنقطة التقاء رئيسية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا؛ مع توافر عدد كبير من الكابلات البحرية الدولية التي تمر بالأراضى المصرية عبر مياهها الإقليمية والتى تنقل أكثر من 90 % من البيانات القادمة من آسيا إلى أوروبا والعكس.
كما دعا الدكتور عمرو طلعت المستثمرين الأوروبيين إلى التوسع في استثماراتهم في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وأفريقيا.
يشار إلى أن فعاليات النسخة الخامسة قمة الاتحاد الأوروبى – أفريقيا للأعمال تنعقد في بروكسيل وتبث فعالياتها عبر الانترنت، وتنظمها الاتحاد الأفريقى بالتعاون مع المديرية العامة للشراكات الدولية التابعة لمفوضية الاتحاد الأوروبى ووزارة الخارجية البلجيكية؛ وذلك بمشاركة أكثر من 150 مشارك من صناع القرار الأفارقة والأوروبيين وقادة الأعمال ومسئولي عدد من الشركات والمؤسسات وخبراء المجتمع المدنى لطرح نقاشات تهدف إلى تسهيل وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبى وبلدان القارة الأفريقية.