علي بُعد خطوات من ميدان طلعت حرب تقبع شركة ثروة للتأمين إحدي الشركات التابعة لمجموعة كونتكت المالية القابضة ، الزمان ، أحد أيام خريف 2024 ، المكان ، بناية عريقة يمتد تاريخها لعقود طويلة شاهدة علي أحداث عميقة وتغيرات أعمق علي المستويين السياسي والاقتصادي ، خارج تلك البناية أعمدة من الحديد متشابكة فيما بينها وضعها جهاز التنسيق الحضاري ، الذي يعمل صباح مساء للحفاظ علي القاهرة التاريخية بعبقها ورونقها الذي كلما مَر عليها الزمن إزداد حُسنها حُسن ، وجمالها جمالًا.
دلفنا إلي تلك البناية العتيقة قاصدين شركة ثروة للتأمين ، زرنا الشركة مرتين تقريبا خلال الأربعين شهرًا إلا نيف الماضية ، خارج هذا المكان تغيرت وجوه المارة في الشوارع التي تتقاطع مع هذا المبني الشامخ ، التغير لم يكن في الوجوه بل أحيانا في النظرات ، الظروف الاقتصادية ضاغطة ، واسبابها معروفة ، التكنولوجيا متسارعة واثارها ظاهرة.
من الطبيعي ان ينعكس ما لاحظناه في وجوه البشر بالخارج علي العاملين داخل هذا البناء الضخم ، فالبشر واحد وإن تغيرت الطبائع ، الغريب أنك لا تلحظ ذلك علي الإطلاق ، لأن الابتسامة الصافية تكسو ملامح العاملون داخل تلك البناية في جميع أروقتها، ، ليست ابتسامة مزيفة لان صدقها يصل للقلوب والأفئدة ، حتي ان لسان حالك يتساءل عن أسبابها بإندهاش.
بعد خمس درجات او يزيد قليلا من سلالم رخامية يقف اثنان من الموظفين مهندمي الثياب ، سألونا برحابة معتادة وابتسامة اعتدناها حتي وإن كانت تثير الاندهاش كما اسلفنا عن مقصدنا ؟ ، أجبنا ونحن نبادلهم الابتسامة بمثلها ان وجهتنا شركة ثروة للتأمين.
صعدنا داخل اسانسير مذهب وزخارف منقوشة علي أبوابه كتلك التي علي قطع الأرابيسك ، التي لم تتأثر بالتشوهات كالتي نراها في بنايات ضخمة داخل مدن جديدة ، توقف الزمن لحظات قبل ان نصل الي وجهتنا ، قصدنا مكتب أحمد خليفة العضو المنتدب لشركة ثروة للتأمين ولسان حالنا يقول اننا قد ننتظر دقائق عشر وقد تمتد لنصف ساعة ، بسبب اجتماعاته المتصلة والتي لا يمكن قطعها طالما ان هناك ضرورة لمواصلتها بغية تحريك دولاب العمل الذي يمتلئ عامًا تلو الأخر.
في طريقنا الي مكتب العضو المنتدب ، داخل الطرقات الطويلة نرمق هذا ونري ذاك ، عاملون يشرحون للعملاء تفاصيل دقيقة في وثائق التأمين ، واخرون يتحركون يمينا ويسارًا لتسهيل الاجراءات ، وغيرهم ممسكين بالهواتف الثابتة يتلقون مكالمات من عملاء للإجابة عليها في مودة .
لسان حالنا اننا دخلنا مدينة المثل او جمهورية افلاطون ، لم نلحظ أحمد خليفة العضو المنتدب لشركة ثروة للتأمين داخل تلك الأروقة ، رغم انه كان احد الواقفين فيها مع موظفين وعملاء ، هو من تنبه لنا ، ربت علي كتفي قائلًا انه بانتظارنا لان موعدنا قد حان بالفعل ، مبتسمًا لمن معه من العملاء قائلَا ساترككم مع الموظفين وستجدون منهم نفس الرعاية والاهتمام.
لا ننكر ان جعبتنا كانت مليئة بالاسئلة النمطية حينا وغير النمطية احيانا استذكرنا بعضها قبل لقاء العضو المنتدب لشركة ثروة للتأمين ، وبعضها الأخر محفور في ذاكرتنا بحكم سوابق اللقاءات مع قيادات شركات أخري ، لكن لا ننكر ان الشفاه تلعثمت في البداية ونسينا ولم نتناسي ما يدور في عقولنا من استفسارات عن خطط ثروة للتأمين .
لم يكن أمامنا سوي ان نسأل ونتساءل عما نشعر به دون تجمل ، خلال وقت امتد لأكثر من ساعتين رغم ان المحدد لنا من مديرة مكتب العضو المنتدب ساعة بالكاد ، نظرًا لإزدحام جدول أعماله مع عملاء ومديرو ادارات ، واجتماعاته الاخري داخل المكتب وخارجه.
خلال الساعتين وربما بضع دقائق لم يشعرنا أحمد خليفة ان وقته ضيق لأن أصدره أرحب من ضيق الوقت ،وكأنه خصص اليوم كله لنا ، مجاوبًا عن اسئلة طرحناها قد تبدو ساذجة للمتخصصين ، وشارحًا لاخري مستفسرين عن فلسفتها والتي لا يعرفها إلا أهل مكة لأنهم الأدري بشعابها ، وموضحًا ثالثة إلتبس علينا أمرها.
وهذا نص الحوار:
أجري الحوار- ماهر أبو الفضل:
خبري: قبل خمس سنوات إلتقيناك وأنت تضع مع فريق عملك استراتيجية السنوات الخمس الأولي لشركة ثروة للتأمين ، وبعدها بعامين او يزيد التقيناك مرتين اخريتين علي قترتين متباعدتين ، اختلف الزمن وتغيرت الأحداث وتبدلت الشواهد ولكن ما ان ندلف نحو ثروة للتأمين إلا ونلحظ ان التاريخ ربما توقف هنا بسبب حماس العاملين الذي لا ينضب ، رغم الضغوط الضخمة التي لا ينكرها موضوعي ومع ذلك نجحتم كإدارة تنفيذية في قطع اشواطًا كبيرة خلال سنوات عمل قليلة حتي ان ثروة للتأمين أصبحت اسمًا معروف عن شركات تسبقكم في النشأة ربما بعقود؟
أحمد خليفة: دعني ألخص لك القصة في بضع جُمل مُركزة ، أولها ان أساس أي شركة تأمين ان تفي بما وعدت به لانها في الأساس تبيع الوعد للعميل ، او كما قلنا في وقت سابق ، التعهد بسداد التعويض في حال تحقق الخطر ، وهذا يعني انك تبيع وعدًا غير ملموس ولا يتم اثبات جديته الا وقت تحقق الخطر بعد استنفاذ كافة الوسائل الفنية لترويض اثاره وليس منعه لان التأمين لا يمنع الخطر ولكن يقلص اثاره.
وبما أن رب البيت بالدف ضارب ، فمن الأولي ان تكون الإدارة التنفيذية لشركة التأمين صادقة بوعودها مع العاملين فيها ، قبل المتعاملين معها ، لان العاملين فيها هم عمود الخيمة ، وسفرائها في الداخل والخارج.
قبل خمس سنوات تقريبًا ولدت ثروة للتأمين في حِضن مخاطر لا أنزل الله بها من سلطان ، بعد بضعة أشهر اجتاحت كورونا العالم من أقصاه إلي أدناه ولم يفلت منها أحد ، تم إغلاق الحدود ، تغيرت الخطط ، تشوهت جغرافيا المنطقة اقتصاديا بسبب هذه الجائحة المؤلمة ، تركت اثارها علي الأنفس قبل الوجوه.
رغم صعوبة الموقف لكن في قلب المحنة كانت المنحة ، ان تنشأ شركة تأمين دورها ترويض الخطر في ظروف صعبة وتنجح في ترويضها هذا في حد ذاته شهادة تثبت أنك جدير بتخطي اي صعوبات ، وقد كان بالفعل.
لم يتمالكنا الغرور كما يتصور البعض ، فتشنا عن الفرص هنا وهناك ، عقدنا العزم أن نضع بصمة غير عابرة وغير مؤقتة ، هدفنا الي أمرين ، الأول تقديم خدمة جيدة بسعر مقبول فنيا ، والثاني الحفاظ علي العميل بكل ما أوتينا طالما أنه إلتزم بالتعليمات الفنية بالطبع مع متابعة دورية من القائمين علي الإدارات المختصة ، الأهم من ذلك هو مؤازرة العميل في أزمته إن تحقق الخطر ، ليس مؤازرة نظرية بل بشكل عملي عبر تسهيل اجراءات صرف التعويض والإسراع منه بشكل قد لا يتخيله العميل نفسه.
خبري: تتحدث بنفس نبرة حديثك قبل خمسة أعوام ، الخدمة الجيدة نعرف مقصدها وهي سرعة الإصدار ، ومتابعة العميل خلال فترة سريان التغطية كأحد الوسائل الضرورية ، لكن سرعة سداد التعويضات بشكل لا يتخيله العميل نفسه؟ أليس في هذا مبالغة بهدف الترويج؟ لاسيما وأن عملاء يئنون من بطء صرف التعويضات رغم توافر شروط السداد؟
خليفة: دعني استفيض في هذه النقطة دون اسهاب ، أولًا ان تلحظ نفس الحماس الذي وجدته قبل خمس سنوات فهذا فيه ما يثبت ان الخطة الطموح التي وضعتها الإدارة التنفيذية التي أشرف بالإشراف عليها وصلت معانيها وحققت غاياتها ، والنتائج الفنية تؤكد ذلك.
وأما عن متابعة العميل خلال مدة سريان التغطية التأمينية فهذا واجب علينا وليس منة ولا فضل علي العميل لان غايتنا ليس تحقق الخطر بل محاولة بتر أسبابه ، وإن تحقق لأسباب قاهرة بعد استنفاذ الوسائل الفنية ، تقلصت اثاره السلبية علي العميل الذي يكون غالبًا أحرص من شركة التامين علي عدم حدوث الخطر من الأساس.
النقطة المهمة وهي بطء شركات في صرف التعويضات رغم توافر شروطها كما طرحت في تساؤلك ، مردود عليه بأن الحكم الكلي غير منصف ، لأن أغلب الشركات لا تتواني عن صرف التعويضات ، وان توانت فبعضها له أسبابه الفنية المقنعة.
النقطة الأهم عندي هي أن هناك مدرستان إحداها يتبع أسلوب السرعة في سداد التعويض ، ومدرسة اخري أظن ان المؤمنين بها استثناء تميل الي تأجيل صرف التعويض ولا أقول الهروب من سداده.
خبري: لحظة من فضلك ، لماذا تؤجل شركات تأمين حتي وإن كانت استثناء صرف التعويض رغم توافر شروط السداد وطالما أنها ستصرفه اجلا او عاجل؟
خليفة: ظنا منها انها تستفيد من عوائد استثمار مبلغ التعويض ومن ثم تعظيم الربحية الكلية وهذه نظرة ضيقة الأفق ومحدودة المدي.
خبري: أليس هذا مبرر منطقي لأن العميل سيحصل علي تعويضه حتي وإن تأخر بعض الوقت؟
خليفة: بالعكس ، كما أسلفت هذا يعبر عن ضيق أفق ، قد تستفيد شركة التامين من عوائد استثمار التعويض ، لكنها ستخسر مقابله ثقة العميل ، وهذا الرصيد الذي يجب ان تحافظ عليه شركات التامين لأن نضوبه يعني خسارة كل شيئ ، ولا يجب ان نغفل ان الهيئة العامة للرقابة المالية برئاسة الدكتور محمد فريد تشدد بصفة دورية علي عدم التأني في صرف التعويضات طالما توافرت شروط الاستحقاق.
خبري: أيعني ذلك ان ثروة للتأمين من المؤمنين بنظرية المدرسة الأولي؟
خليفة : بالطبع ، لأن السرعة في سداد التعويض لا يعني خسارة عوائد استثمار الاموال المسددة بل يعني كسب رصيد اكبر وهو ثقة العميل والذي سيتم ترجمته في الاقساط بعد ذلك لان العميل لن يكتفي بالاستمرار معك كشركة تأمين بل سيكون سفيرًا لك في محيط عمله ومجتمعه العائلي ، ورصيد شركة ثروة للتأمين الحقيقي لايكمن في الأرقام الضخمة من الأقساط التي تحققها رغم اهميتها بل يكمن بالأساس في سمعتها ومقدار الإنطباع الإيجابي الذي يترك اثرًا في نفس العميل.
خبري: في العام المالي المنصرم 2023/2024 ، اقتربت ثروة للتأمين من تحقيق نحو مليار جنيه أقساط مباشرة وهو رقم كبير نسبيًا مقارنة بأمرين ، الأول عُمر الشركة الذي لايتجاوز أصابع اليد الواحدة ، والثاني ان البعض يشير الي انه قد يكون بسبب التركيز علي التامينات الجماعية او او تأمين الـ Corporate وليس علي التغطيات الفردية او ما يعرف بوثائق الـ individual وليس الـ Retail فالأخير مصطلح مصرفي أكثر منه تأميني؟
خليفة: أولًا بالفعل اقتربنا من المليار جنيه أقساط في العام المالي 2023 /2024 ، وسنتجاوز هذا الرقم في العام المالي الحالي ، وهذا أمر منطقي في ظل توافر معطياته علي مستوي المنتجات والخبرات والملاءة المالية واتفاقيات إعادة التأمين ، علاوة علي التسويق الجيد والبيع الرصين.
أما عن التركيز علي شريحة الـ Corporate في بداية عملنا لتحقيق هذه الأقساط ، فهذا أمر غير دقيق ، بالعكس ، لأن شركة ثروة للتأمين ركزت في بداية عملها علي شريحة العملاء الأفراد أو الـ individual رغم اننا نعلم ان تكلفة الثاني أكبر من الأول تسويقيا وتحصيلا للأقساط علي عكس شريحة الـ Corporate .
ولا أنكر ان بعض المتابعين لأداء ثروة للتأمين ظن ان هذا درب من الجنون ، لاننا كما اسلفت قد نشأنا في ظل ظروف غاية الصعوبة ، وان التفكير المنطقي هو التركيز علي شريحة الـ Corporate بهدف تحقيق رصيد من الأقساط يتم الاستفادة من عوائد استثماره وبعد مرحلة لاحقة يتم التركيز علي شريحة الـ individual.
هنا لابد أن أذكر أمرين ، الأول ان ثروة للتأمين تعمل وفق نظرية خالف تُعرف ولكن خالف بمنطقية ودراسة وليس علي عَجل ودون تأني ، والثاني هو الاعتماد علي نظرية المحيط الأزرق او ما يُعرف بالـ Blue ocean strategy.
فأما عن الأولي وهي خالف تعرف ، قصدنا منها ان نتحرك عكس التيار لاننا نؤمن ان الإنسان لا ينزل النهر مرتين ، وأن الصيرورة وليس الثبات هي من تتحكم في مجريات الأحداث ، ومن ثم قصدنا التركيز علي شريحة الـ individual بهدف تكوين ليس رصيد من الأقساط رغم أهميته بل رصيد من الثقة ولذلك أهميته التي تفوق الأول ، لأن رصيد الأقساط سوف يأتي لامحالة مع الوقت ، لكن المهم ان تكون علي استعداد بتقديم أمارات حقيقية له وهي الثقة ، لان عميل التأمين كما اسلفت ان وثق فيك اصبح سفيرًا لك.
بدأنا بالمنتجات الفردية علي عكس اتجاه السوق لان ثروة للتأمين استهدفت بناء جسر من الثقة مع العميل ، حيث ان غايتنا بناء الجسور مع العملاء وليس اقامة الحواجز بيننا وبينهم ، وبعد نجاحنا في تثبيت اقدامنا نعمل حاليًا علي مرحلة جديدة وهي العملاء المؤسسات متكئين علي جودة الاكتتاب ونتائج الاعمال وغير ذلك من العناصر الضرورية في الاكتتاب.
أما النظرية الثانية وهي الـ Blue ocean strategy فقد قصدنا منها التفتيش عن فرص نمو غير معروفة للتمايز فيها سعيًا للخروج من غمار اية معارك قد تؤثر علي مؤشر التسعير والذي لا نتغاضي عنه قيد أنملة.
بالمناسبة شريحة العملاء الأفراد او تغطيات الـ individual لا تشهد منافسة شرسة كما في شريحة الـ Corporate ، وهي ميزة نسبية من خلالها يمكن تكوين قاعدة عريضة تساهم في زيادة الوعي التأميني.
البعض قد يظن ان هذا أمر سهل ، لكن الحقيقة انها ليست بالسهولة المتخيلة لان تكلفة تسويق وبيع تغطيات الـ individual أكبر من الـ Corporate وهنا تظهر خبرة الادارة في انها تستفيد من قاعدة العملاء الأفراد دون الضغط علي عنصر التكلفة .
الأهم من ذلك كما اسلفت ان شركة التأمين التي تتميز في تغطيات الأفراد وتستطيع توفير الخدمة المطلوبة بجودة أعلي سيكون من السهل عليها توفير نفس الخدمة بنفس الكفاءة للعملاء من الشركات او المؤسسات ، والعكس صحيح ، لان لكل شريحة خصائص واحتاجيات معينة.
وبهذه المناسبة ، ثروة للتأمين تركز علي تحفيز كوادرها للإلتحاق بالبرامج التدريبية ودراسة التخصصات العلمية في المعاهد المتخصصة ومنها معهد الخدمات المالية الذراع التدريبي للهيئة العامة للرقابة المالية ، بهدف إكتساب الخبرات العلمية التي يتم ترجمتها الي واقع عملي ، ما يعزز مستوي الخبرة التي تخدم العملاء سواء الأفراد او المؤسسات وكذلك خدمة كبار العملاء .
إصدار أكثر من 65 ألف وثيقة جديدة سنويًا للأفراد بخلاف تغطيات المؤسسات
خبري: كم عدد قاعدة عملاء ثروة للتأمين المستهدفين سنويا؟
خليفة: متوسط عدد الوثائق المصدرة سنويا يتجاوز 65 ألف وثيقة فردية جديدة او قاعدة العملاء الافراد سنويا ، ونجحنا في تثبيت اقدامنا في هذه الجزئية او وثائق الـ individual وحاليا بدأنا في التركيز علي شريحة الـ Corporate دون التأثير علي شريحة الافراد بحيث نصل الي التوازن المطلوب لضمان الاستمرارية والاستدامة في مؤشرات النمو الكلية ، لان ثروة للتأمين كما قلت في لقاء سابق مع مجلة خبري الاقتصادية تركز علي عنصرين الـ Top line لضمان وفرة الأقساط المباشرة ، والـ Bottom Line لضمان الربحية الفنية والتي تنعكس بجانب عوائد الاستثمار علي الربحية الكلية ومن ثم تخدم التوسعات المستقبلية.
خبري: تردد أن ثروة للتامين تعتمد علي مجموعة كونتكت المالية القابضة لتغطية أصولها باعتبارها مساهم رئيسي في هيكل ملكيتها؟
خليفة: هذا الأمر مردود عليه بقرارات الهيئة العامة للرقابة المالية التي ألزمت شركات التامين بعدم تغطية أكثر من 10% من أصول المساهمين.
خبري: ذكرت في حديثك ان ثروة للتأمين تسعي للخروج من غمار اية معارك قد تؤثر علي مؤشر التسعير ، أيعني هذا ان الممارسات السعرية لازالت قائمة رغم خطورتها علي الأقل حاليا؟
خليفة : ربما تكون هناك بعض الممارسات السعرية في السوق لكنها محدودة ، بل انخفضت وتيرتها بسبب المتابعة المشددة والدورية من الهيئة العامة للرقابة المالية برئاسة الدكتور محمد فريد ، وهذا يُحسب لها لان فكر الادارة الحالية في الرقابة المالية هو ان يكون التأمين لاعب مؤثر في الاقتصاد ويخدم قطاعاته المختلفة ، لا أن يكون عبئًا علي الاقتصاد ، بل أنها تعمل علي اسراع وتيرة رقمنته ، علاوة علي تحريك اداؤه التكنولوجي ليكون جنبا الي جنب مع القطاعات الاخري وليس تالِ لها.
خبري: الاقتصاد يقوم علي نظرية العرض والطلب والعميل عليه ان يختار التغطية الأوفر سِعرًا لاسيما في ظل الضغوط الاقتصادية التي لا ينكرها أحد؟
خليفة: هذا نصف الكوب الفارغ ، لأسباب عديدة منها أن التأمين ليس سلعة بل خدمة ، والخدمة أحد أهم عناصرها الجودة ، وأهم خدمة تقدمها شركة التأمين بجانب المتابعة تكمن في التحوط فنيا بالاضافة الي سرعة سداد التعويض ، هذه نقطة.
أما النقطة الثانية هي أن العميل عليه ان يفطن إلي ان السعر الأقل في التأمين لاسيما وإن كان مثار للدهشة أو مغرِ قد لايقابله خدمة تليق بطموحات العميل نفسه ، ولهذا اثاره السلبية التي ذكرناها ، وللاسف يتأثر بها القطاع كاملا لان العميل هنا سوف يطبق مقولة ” السيئة تعم ” رغم موضوعيته.
النقطة الثالثة ، أن العميل الذي ينجذب للسعر الاقل ليس مسؤولًا عن ذلك كليًا ، و يجب علي شركة التأمين ان تخبره أن خفض السعر يعني التاثير علي الخدمة المقدمة.
بشكل عام دون اسهاب ، ثروة للتأمين ليست الاغلي في السوق ولكن من الافضل في الخدمة خصوصا التعويض ونحن من الاسرع في هذه الجزئية والعميل يفطن ذلك ويدركه ، وشواهد السنوات الخمس السابقة تؤكدها وتؤيدها.
ثروة للتأمين تستهدف 2 مليار جنيه أقساط مباشرة
خبري: خمس سنوات مرت بحلوها ومُرها فما ملامح استراتيجية ثروة للتامين في الأعوام الخمسة الجديدة؟
خليفة: بالفعل نعكف علي وضع استراتيجية السنوات الخمس الجديدة في ثروة للتأمين 2025 – 2030 ، وهذه الخطة يمكن ان ألخص محاورها في الأتي.
أولًا : نخطط لتحقيق 2 مليار جنيه أقساط مباشرة خلال السنوات الثلاث المقبلة مع الحفاظ علي مؤشر التسعير المنضبط بما يتناسب مع ملاءة العميل المستهدف دون الافراط في سياسات الاكتتاب التي نعتبرها دستور عملنا ، ولا يمكن التنازل عنه تحت اي ضغط ، لاننا اقتربنا من المليار جنيه ونحن في حضن الضغوط.
ويجب الاشارة ايضا الي ان الارقام المستهدفة في الأقساط سوف يتم تحقيقها في ظل تطبيق المعيار المحاسبي IFRS17 والذي من خلاله يتم فصل عوائد الاستثمار عن ارباح الاكتتاب ولاننا مطمئنين للخبرة والكوادر الفنية والمالية لذلك لا نجد صعوبة في ذلك.
أما المحور الثاني يكمن في زيادة نسب الاحتفاظ بسبب جودة النتائج ورشادة الاكتتاب.
ثروة للتأمين تقترب من دخول قائمة الـ Top 5 في الحصة السوقية و الـ Top 10 بالربحية الكلية
المحور الثالث في استراتيجية ثروة للتأمين خلال الخمسية الجديدة هو الانضمام لقائمة الخمسة الكبار او الـ Top 5 في الحصة السوقية من الأقساط المباشرة.
المحور الرابع ، يتضمن دخول ثروة للتأمين قائمة الـ Top 10 في مؤشر الربحية الكلية والذي يتعزز بفائض الاكتتاب التأميني مع عوائد الاستثمار.
المحور الخامس ، يكمن في أن تكون ثروة للتأمين ضمن الأفضل علي مستوي الخدمة من جميع جوانبها.
ثروة للتأمين تنتقل الي مربع الشركات المتوسطة و تستعد لدخول نادي الكبار بمؤشر الخبرة والخدمة
أما المحور السادس ، أن تكون ثروة للتأمين الاسرع تكنولوجيا علي مستوي السوق ، ولابد ان نشير هنا الي ان ثروة للتأمين انتقلت فعليا خلال خمس سنوات فقط من قائمة الشركات الصغيرة الحجم الي الشركات المتوسطة وسوف ندخل نادي الكبار في الخمس سنوات الجديدة علي مستوي الحجم والخبرة ومن ثم الخدمة.
قريبًا .. ثروة للتأمين تصبح اول شركة تأمين في السوق تصدر وثيقة السيارات وتحصل قسطها الكترونيًا
خبري: ماذا تقصد بالأسرع تكنولوجيًا؟
خليفة: أقصد ان تكون ثروة للتأمين أحد أبرز الشركات التي تستثمر في التكنولوجيا وتعتمد عليها ، ولذلك فقد تقدمنا الي الهيئة العامة للرقابة المالية بطلب لاصدار وثائق تأمين السيارات التكميلي اونلاين وننتظر الموافقة عليه.
بعد الحصول علي موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية سيكون بإمكان عميل ثروة للتأمين إصدار وثيقة التامين وسداد القسط المستحق خلال خمس دقائق ، ويحصل علي وثيقة تأمين ممهورة بخاتم وتوقيع ثروة للتأمين الكترونيا ، وبذلك سوف تصبح ثروة للتأمين أول شركة تأمين في مصر تصدر وثيقة التامين علي السيارات من الالف الي الياء الكترونيًا.
ثروة للتأمين تتفاوض مع مؤسسة A.M. Best للحصول علي تصنيف ائتماني
خبري: أعلنت ثروة للتأمين عن نيتها الحصول علي تصنيف ائتماني ولم تعلن عن المؤسسات الراغبة في الحصول من خلالها علي هذا التصنيف واسبابه أو جدواه عمليًا؟
خليفة: تم الاستقرار علي مؤسسة A.M. Best للحصول علي تصنيف ائتماني من خلالها وجاري حاليا التفاوض معها علي بعض الترتيبات الاجرائية بحيث يتم البدء فورا في الاجراءات بعد انتهاء المفاوضات خلال الاسابيع المقبلة.
أما عن جدوي التصنيف فهو انه لم يصبح واجهة او رفاه بل ضرورة في ظل عالم متغير ويتسم بالصيرورة ، لاسيما مع ارتفاع الوعي لدي المؤسسات الاقتصادية خاصة متعددة الجنسيات والتي تري ان التصنيف الائتماني مؤشر ضمن مؤشرات عدة تعبر عن قوة شركة التأمين .
وبما ان ثروة للتامين مطمئنة لجودة نتائجها ، وسلامة الاكتتاب فيها وخبرات القائمين عليها ، وقوة مركزها المالي فلم نجد اي اي ضرورة للبطء في بدء الاجراءات ، مع العلم ان نشاط ثروة للتأمين في السوق لم يتجاوز خمس سنوات كما قلت سابقًا ، والحصول علي تصنيف ائتماني بعد هذه الفترة القصيرة له من الدلالات الايجابية الكثير التي يعرفها المتخصصون وغير المتخصصين ايضا.
ويجب الاشارة هنا ايضا الي ان اهمية التصنيف الائتماني تكمن في قدرته علي كشف اي نقاط ضعف ومن ثم معالجتها بهدف تعزيز مكانة شركة التأمين داخل السوق المحلية ,وأمام شركات إعادة التامين العالمية كما انه يساهم في الحصول علي مزايا تفضيلية في اتفاقيات الاعادة ولكن هذا لا يعني التنازل عن معايير الاكتتاب او التساهل في السياسة الاكتتابية لانها الأساس لنجاح شركة التأمين واستمرار نموها.
أيضًا التصنيف الائتماني يعكس دلالات منها ان الشركة منظمة وحساباتها مدققة من مراقب الحسابات بالاضافة الي ان هناك جهة دولية تراجع هذه البيانات ، كما ان التصنيف لايؤخذ علي القوائم المالية فقط ولكن علي عناصر اخري عديدة.
ثروة للتأمين تستعد لزيادة رأس المال الي 336 مليون جنيه بزيادة 147% مرة واحدة .. وتخطط للوصول برأس المال المدفوع الي 600 مليون جنيه
خبري: قانون التأمين الموحد رفع الحد الأدني لرؤوس أموال شركات التأمين الي 300 مليون جنيه لشركات الممتلكات علي اعتبار ان الطاقة اصبح ضمن الفروع التي لها جزء في رأس المال منفصل عن الحد الأدني الطبيعي ، فما خطط ثروة للتأمين في هذه الجزئية تحديدًا؟
خليفة : نخطط لضخ 200 مليون جنيه في رأس المال ليصبح 336 مليون جنيه اي بنسبة زيادة تتجاوز 147% علي ان يتم تمويل جزء منها عبر الأرباح المرحلة والجزء الأخر من المساهمين ، ونستهدف الوصول الي 600 مليون جنيه خلال الخمسية الجديدة 2025 – 2030.
ثروة للتأمين تُجري اختبارات Stress Testes بشكل دوري لمواجهة اي تحديات مفاجئة
خبري: ما موقع اختبارات الاجهاد اوالـ Stress Testes في جملة ثروة للتأمين الإعرابية؟
خليفة : ثروة للتأمين تعمل دائما علي اختبارات الاجهاد او Stress Testes وهذه الاختبارات ساهمت في مواجهة التحديات الاقتصادية والتي اغلب اسبابها خارجي ونعمل هذه الاختبارات بشكل دوري ربع سنوي علي الاكثر
خبري: البعض يري ان سياسة التسعير مرنة وتختلف من شركة لأخري بحسب اسلوب عملها وانه لايوجد في التامين ما يسمي بالسعر العادل ولكن يوجد ما يسمي بالسعر الحقيقي؟
خليفة : صحيح انه لا يوجد تسعير محدد للتغطية التأمينية خصوصا لو اختلفت ظروف كل منها عن الأخر ، وحقيقي ان هناك ما يسمي بالسعر الحقيقي للخطر ، لكن ايضا يوجد السعر العادل الذي يتناسب مع ماهية الخطر التأميني نفسه ، واتفاقيات اعادة التامين وبنودها كاشفة لطبيعة ممارسات كل شركة تأمين والتي يتم ترجمتها في امرين نسب الاحتفاظ و الطاقة الاستعيابية.
زيادة نسب الاحتفاظ من الأقساط بسبب الاطمئنان لجودة الاكتتاب ورشادة عناصره
خبري: لكن قد يُرد علي ذلك بأن زيادة نسب الاحتفاظ لا يعكس بالضرورة رشد الاكتتاب وان شركة اعادة التامين قد لا تكون مطمئنة للاجراءات المتبعة ومن تتشارك مع شركة التامين بزيادة نسب احتفاظه من الخطر؟
خليفة: نظريًا صحيح لكن عمليا لو صاحب زيادة نسب الاحتفاظ رفع الطاقة الاستيعابية بالاضافة الي زيادة عمولات الاعادة علاوة علي جودة النتائج فهذا يعكس بما لايدع مجالا للشك ان شركة التامين مطمئنة لممارساتها وسلامة الاجراءات التي تتبعها فنيا.
بشكل عام ثروة للتامين كما قلت معكم في حديث سابق أصبح لديها Model price تعمل من خلاله ولا تتنازل عنه.
خبري: ما أبرز شركات إعادة التأمين التي تتعامل معها ثروة للتأمين؟
خليفة : ثروة للتأمين لديها قاعدة وفيرة من شركات إعادة التأمين ذات التصنيفات المتقدمة First Class ولكن شركة إعادة التأمين الرائدة Leader هي سكور الفرنسية والتي نتعامل معها منذ بدأنا ومستمرين معها وهي تقدر ذلك جيدًا لانها تعرف مكانة ثروة للتأمين وتدرك مقدار الخبرات الفنية للقائمين علي إدارتها الفنية والتنفيذية.
خبري: ما متوسط نسب النمو التي تستهدفها ثروة للتأمين في مؤشر الأقساط المباشرة؟
خليفة : متوسط نسبة النمو لا يقل عن 20% لكن من المهم الاشارة الي انه كلما تضخمت حصيلة الأقساط كلما انخفضت نسب النمو المستهدفة لان ترجمة نسبة النمو في الشركات الصغيرة غير المتوسطة وتختلف عن نسبة النمو في الشركات الكبيرة.
دعني اذكر مثالا توضيحيا ، لو ان شركة تأمين حصيلة أٌقساطها 100 مليون جنيه ، وتستهدف 20% نموًا في العام التالي ، من ثم ستكون خطتها تحقيق 120 مليون جنيه ، لكن لو شركة تأمين في حجم ثروة أقساطها مليار جنيه وتستهدف نفس نسبة نمو شركة التامين سالفة البيان ، معني ذلك ان ثروة للتأمين عليها تحقيق 1.2 مليار جنيه أقساط اي ان الزيادة هنا 200 مليون جنيه وليس 20 مليون جنيه رغم ان نسبة النمو واحدة لكن ترجمته عمليًا مختلفة كلية.
خليفة : المعيار المحاسبي IFRS 17 سيكون كاشف لممارسات شركات التأمين في السوق
خبري: ها تختلف معي ان شركات تأمين تتباهي بالحصة السوقية من الأقساط المباشرة دون إظهار باقي عناصر الميزانية خصوصا ما يتعلق بأرباح الاكتتاب او حتي المعدل المجمع او النسبة المشتركة او النسبة المركبة المعروفة اصطلاحًا بالـ Compound ratio ؟
خليفة : الشركات التي تتباهي بالحصة السوقية كنسبة او رقم دون ان يتم ترجمته الي عوائد فنية وكلية بالتأكيد سوف تدفع فاتورة ذلك علي المدي الطويل ويمكن المتوسط ، وعلي العموم المعيار المحاسبي الجديد IFRS 17 سيكون كاشف لممارسات شركات التأمين لان كل شركة تأمين ستكون ملزمة بإعداد قائمتين إحداها فني والأخر للاستثمار ، هذا بجانب القائمة الموحدة بالطبع.
السوق يشهد ندرة في الكوادر وثروة للتأمين تعمل علي تفريخ عناصر تلبي احتياجات القطاع
خبري : هل السوق يشهد ندرة في كوادر الاكتتاب ام التسويق ام البيع؟
خليفة : سوق التأمين يشهد ندرة في ثلاثتهم ، لكن ثروة للتامين تعمل علي تفريخ كوادر للسوق من خلال تدريب أكبر عدد من العناصر حتي وان كان أكثر من احتياجاتها.
ثروة للتأمين لا تعتمد علي سياسة الأرض المحروقة ولديها كود أخلاقي منذ بداية عملها
خبري: اليس في هذا أفلاطونية ؟
خليفة : البعض يري في ذلك افلاطونية وان كل شركة تأمين منوطة بتوفير احتياجاتها من العناصر وليست مسؤولة عن تفريخ كوادر للسوق ، لكن هذا التفكير يعني تعظيم الانا ، وشركات التأمين عليها مسؤولية مجتمعية ليست فقط في صورة تبرعات لمؤسسات او مشروعات بل ايضا يمتد هذا الدور بشكل غير مباشر الي تفريخ كوادر في السوق ليصبح هناك صف ثاني وثالث من الكوادر قادر علي قيادة القطاع ، ومن ثم الحفاظ عليه ، وتعظيم مكانته وتعزيزها داخل منطقة اقليمية تشهد منافسة شديدة لجذب الاستثمارات اليها ، ومصر معروفة انها رائدة التأمين في المنطقة ، وهذه مسؤولية لايجب ان تغيب عن أفئدة القائمين علي إدارات الشركات.
وأنوه هنا الي أن التامين بلا اخلاق ليس تأمين ، وهذا لا يعني أن العاملين في حقل التأمين هائمون في عالم المثل او في جمهورية افلاطون ، لكن هناك قانون ومن المهم الالتزام به وهناك ايضا روح قانون ومن الضروري عدم تجاهله.
تجدر الاشارة ايضًا الي ان تفريخ الكوادر واجب وطني واخلاقي باعتبارنا قيادات مسؤولة عن شركات التأمين ، ما يعني مسؤوليتنا عن صناعة هي الاخطر لانها الظهير الحمائي للسوق والاقتصاد .
وانوه هنا الي أن ثروة للتأمين لا تعمل وفق سياسة الأرض المحروقة أو ما يعرف مشاعًا بـ ” أنا والطوفان” ، بالعكس تعمل ثروة للتأمين وفق كود اخلاقي منذ عملها في اليوم الأول داخل سوق التأمين المصرية التي تستحق بذل كل غالِ وثمين من أجله.
خبري: هل تركز ثروة للتأمين علي نوعية معينة من العناصر البشرية؟
خليفة : دشنت ثروة للتأمين مدرسة الـ RE INSURANCE من خلال استقطاب شباب جدد من جامعات اجنبية وايضا حكومية ، خاصة المتميزين منهم ، وصقل مهاراتهم وتدريبهم ليصبحوا مؤهلين للعمل في الشركة او في شركات اخري بحسب رغبتهم رغم ان السواد الأعظم منهم يميلون للاستمرار في ثروة للتأمين.
بشكل عام نسعي لأن تكون ثروة للتأمين مفرخة لاعادة التأمين ، بحيث يكون هناك ما يُعرف بجيل ثروة للتأمين.
خبري: اليس من الافضل تفريخ جيل من المكتتبين وليس من كوادر اعادة التامين؟
خليفة: الاتنين مهمين لكن كوادر اعادة التامين قادرة علي ضبط الاكتتاب ومؤازر له وموجها لبوصلته بحيث تتوافق مع بوصلة معيد التامين ، ويشرح له صفات الخطر المطلوب.
هذا لايعني ان ثروة للتأمين تبخس حق المكتتب بل بالعكس دوره لا يقل أهميته عن عن دور كادر إعادة التأمين ، وكلاهما سواء عنصر الإعادة او الاكتتاب جناحين لطائر واحد الغرض منه الوصول بشركة الي نتائج فنية ترضي طموحات الإدارة التنفيذية وتتسق مع معايير الاكتتاب التي لا مجال للمرواغة فيها او المساومة عليها.
خبري: هل ثروة للتأمين من مدرسة دراسة العميل قبل التعامل معه أم اختبار العميل ثم الحكم عليه؟
خليفة: مدرسة ثروة للتأمين خليط من الاتنين ، لكن لابد من التأكيد ان ثروة للتأمين في حال تعاملها مع عميل مرفوض وفق قاعدة بيانات الرقابة المالية الغير معلنة للكافة لخصوصية كل عميل ، يتم دراسة سبب الرفض ومدي إمكانية التعامل معه بعد اتخاذ الاجراءات الفنية اللازمة التي تحمي شركة التأمين وتحمي العميل نفسه ، وان لم تتوافر هذه الشروط بالتأكيد نرفض التعامل معه باسباب واضحة لا تقبل الشك .
أما في حال العملاء الجدد ، فإن ثروة للتأمين لديها سيناريوهات واجراءات تمكنها من تحديد اتخاذ القرار الحاسم بالتعامل او عدم التعامل معه وهذا بسبب خبرة المكتتبين في الشركة وعناصر الاصدار.
وعلي أيه حال ، شركات التأمين حاليا لديها ربط الكترونيا مع الهيئة العامة للرقابة المالية ، ومن ثم فإنه لا مناص من الالتزام بالمعايير الفنية ولا يوجد ما يسمح بالتحايل او التجاوز لانه غير مسموح سواء من جهات الولاية او من الادارات التنفيذية وايضا من المساهمين.
خبري: بشكل مباشر ، هل نسب نمو سوق التأمين اسبابه زيادة الأقساط بسبب اعادة تقييم الاصول مع ثبات نفس الاخطار ام زيادة الاسعار وزيادة العملاء ؟
خليفة : جزء ليس بقليل من النمو جاء بسبب زيادة الاقساط وليس زيادة الاسعار وزيادة الاقساط محققة من اعادة تقييم الاصول وليس زيادة سعر الخطر نفسه وان كانت هناك زيادة في السعر فليست علي نفس نسبة التضخم.
سيناريو الاستحواذ الأقرب للسوق في حال عدم القدرة علي تلبية المتطللبات التشريعية
خبري: هل سوق التأمين المصرية تتجه الي الاندماج ام الاستحواذ في إطار ما تضمنه قانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2024 لاسيما ما يرتبط برؤوس الأموال والتي تردد انه قد يتم رفع حدها الأدني الي 500 مليون جنيه لكل شركة؟
خليفة: أتوقع ان سيناريو الاستحواذ هو الأقرب للتطبيق في سوق التأمين المصرية في حال عدم القدرة علي التوافق مع المتطلبات التشريعية خاصة راس المال.
رئيس الرقابة المالية واع ويسعي للقفز بسوق التامين المصرية لنظيرتها العالمية
خبري: أخيرًا دون أخر ، كيف تري الإدارة الحالية للهيئة العامة للرقابة المالية؟
خليفة: من شواهد العامين الماضيين يمكننا الحكم مطمئنين ان رئيس الرقابة المالية الدكتور محمد فريد واع ومدرك لصناعة التأمين رغم خصوصيتها ، ولديها طموحات بان يحقق هذا القطاع قفزة ضخمة ، بحيث تصبح كنظيرتها العالمية ، مع اجراء تغيير كلي وجذري ، وكلنا ثقة انه سوف يحقق ذلك مع فريق عمله ونوابه لاسيما في ظل وجود دلالات لذلك شاهدناها باعيننا ومنها التكنولوجيا والربط الالكتروني والذي لم تحققه جهة رقابة علي مستوي العالم .