مع بداية عام 2025، يتسارع تطور قطاع التأمين على الحياة ليكون أحد أبرز الدعائم الاقتصادية في العالم، حيث يساهم في توفير الحماية المالية للأفراد والأسر في مواجهة المخاطر، فضلاً عن دوره في تعزيز استقرار المجتمعات.
ومع التحولات التكنولوجية المتسارعة، والتغيرات الديموغرافية، والضغوط الاقتصادية العالمية، يمر قطاع التأمين على الحياة بمرحلة إعادة تشكيل تتيح له التكيف مع التحديات الجديدة.
التحول الرقمي: القوة المحركة لمستقبل التأمين على الحياة
يُعتبر التحول الرقمي والتكنولوجيا الذكية القوة الأساسية التي تساهم في إعادة تشكيل قطاع التأمين على الحياة، مما يسمح بتقديم خدمات مخصصة وأكثر كفاءة تلبي احتياجات الأفراد. التقنية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، تساهم في تحسين تجربة العملاء وتعزيز كفاءة الشركات في إدارة العمليات التأمينية.
كما يسهم هذا التحول في تقديم حلول تأمينية مبتكرة تتماشى مع التطورات التي تشهدها المجتمعات، مع الأخذ في الاعتبار زيادة متوسط العمر المتوقع وتغير أنماط الحياة.
التحديات العالمية أمام شركات التأمين على الحياة
على الرغم من الفرص العديدة التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة، فإن قطاع التأمين على الحياة يواجه العديد من التحديات. تشمل أبرز هذه التحديات:
التطور التكنولوجي: يفرض التطور التكنولوجي على شركات التأمين ضرورة تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ما يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتدريب المستمر للموظفين.
الامتثال للقوانين والتشريعات: يتعين على الشركات التكيف مع التشريعات التنظيمية التي تتغير بسرعة، بما في ذلك حماية بيانات العملاء وضمان الامتثال لمتطلبات الحماية القانونية.
التقلبات الاقتصادية: تشهد الأسواق تقلبات اقتصادية حادة، مما يجعل الشركات بحاجة إلى استراتيجيات مالية قوية للتعامل مع التضخم، تقلبات أسعار الفائدة، والأزمات الاقتصادية التي قد تؤثر على العوائد.
الابتكار في المنتجات: يواجه القطاع تحديًا في تطوير منتجات تأمينية مبتكرة تتماشى مع احتياجات الأجيال الجديدة، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
التحديات الديموغرافية: التغيرات في التركيبة السكانية، مثل ارتفاع عدد كبار السن وتغير أساليب الحياة، تتطلب حلولاً تأمينية متطورة لضمان تقديم الحماية للأفراد بمختلف أعمارهم واحتياجاتهم.
الأمن السيبراني: مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، تزداد الحاجة لتطوير أنظمة أمنية قوية لحماية البيانات وتأمين العمليات من الهجمات السيبرانية.
نظرة على السوق العالمي والمحلي للتأمين على الحياة
السوق العالمي: يُتوقع أن تصل أقساط التأمين على الحياة العالمية إلى 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، بزيادة كبيرة عن 3.1 تريليون دولار في 2024. النمو المستمر في الأسواق المتقدمة، وخاصة في أمريكا الشمالية، سيظل يشكل عاملًا رئيسيًا في هذا النمو، في حين تشهد الأسواق الناشئة مثل الصين والهند معدلات نمو مرتفعة.
السوق المصري: شهد قطاع التأمين على الحياة في مصر تطورًا ملحوظًا، حيث بلغ إجمالي الأقساط المكتتبة 32 مليار جنيه في 2022/2023، بزيادة قدرها 13.3% مقارنة بالعام السابق. ساهمت التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير في زيادة الإقبال على منتجات التأمين، مما يعكس التحول الرقمي الذي يعيشه السوق المصري.
التوجهات المستقبلية والتوقعات لعام 2025
من المتوقع أن يشهد قطاع التأمين على الحياة تحولًا رقميًا جذريًا، حيث سيتم تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكل أكبر لتحسين عمليات الاكتتاب وتسوية المطالبات.
كما يُتوقع أن تساهم هذه التقنيات في تسهيل تقديم خدمات مبتكرة تناسب احتياجات العملاء في العصر الرقمي.
وفقًا للتوقعات، فإن ما بين 60-70% من شركات التأمين على الحياة ستتبنى التكنولوجيا الرقمية بحلول 2025.
رؤية الاتحاد والتوصيات
يعتمد مستقبل التأمين على الحياة على تحقيق توازن بين الابتكار التكنولوجي والتفاعل البشري. تركز شركات التأمين على أهمية الابتكار لتطوير منتجات وخدمات تلبي احتياجات العملاء وتواكب التغيرات الديموغرافية والاجتماعية.
كما أوصى الاتحاد شركات التأمين بضرورة تكثيف الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والابتكار الرقمي وتوسيع التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية (Fintech) لتعزيز النمو في هذا القطاع.