في أرض فسيحة بنادي الجولف في منتجع أيلا تجمع أكثر من 1200 مُشارك في مؤتمر العقبة التاسع للتأمين وإعادة التأمين ، من 30 دولة ، في أول حضور واسع لهذا المؤتمر ، تنوعت أطياف المشاركين فيه والمتابعين له ، ما بين شركات تأمين ووساطة وإعادة تأمين عربية وإقليمية ودولية ، بالاضافة الي ممثلين لمؤسسات عدة من داخل الأردن وخارجها.
في النسخة التاسعة للمؤتمر إختارت اللجنة التنظيمية أن تصنع مستقبل صناعة التأمين عبر منتجع أيلا ، رافعة شعار ” معًا نصنع المستقبل” لاسيما مع وجود قيادات الاتحاد العربي للتأمين ، سواء رئيسه يوسف بن ميسية ، أو أمينه العام ، شكيب أبو زيد ، علاوة علي وجود ممثلين وقيادات اتحادات التأمين من دول عربية عدة، منها مصر ، وغيرها ، والبنك المركزي الاماراتي ، ورئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية.
المؤتمر التاسع الذي بات قِبلة للمؤتمرات ، لاسباب مرتبطة بحالة الزخم التي يشهدها دورة تلو الأخري ، إضافة الي إرتفاع عدد الرعاة إلي 39 راع ، لم يكتفي في إفتتاحه الذي إتخذ مشهدًا غير نمطي ، بكلمات غير نمطية أيضًا ألقاها قيادات التنظيمات النوعية والحكومية ، بل تطور في نوعية الموضوعات التي طرحت في جلساته الثمانية خلال يومي المؤتمر التاليين ليوم الافتتاح.
الفايز : نشاط التأمين ضروري لتشجيع الاستثمار عبر ترويض مخاطره
نايف الفايز ، رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، إفتتح أعمال المؤتمر الدولي التاسع للتأمين ، مثمنًا دورالاتحاد الاردني لشركات التأمين في تنظيم المؤتمر بنسخته التاسع والذ وصفه بالضخم من حيث المشاركة والزخم الذي يشهده عامًا تلو الأخر.
وأشاد الفايز بماهية القضايا والتطورات التأمينية التي يناقشها المؤتمر والتي تتشابك مع طبيعة المخاطر المستخدثة ، مؤكدًا أهمية ودور نشاط التأمين في تشجيع الاستثمار ، كونه غطاءًا حمائيًا للمستثمرين ، لاسيما وان شركات التأمين دورها ترويض المخاطر التي تواجه البشر والحجر علي السواء.
ودعا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، القائمين والمساهمين في قطاع التأمين سواء شركات التأمين المحلية أو الدولية إلي استثمار الفرص والحوافز الاستثمارية التي تقدمها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، والتي تشهد مناخاً استثمارياً مميزا ونمو اقتصادياً متزايداً في كافة القطاعات الخاصة ، لاسيما التي تحتاج إلى بيئة أعمال مرنة تساهم في استدامتها وتطويرها.
سميرات : لأول مرة يُغلق باب التسجيل قبل بدء المؤتمر بأسبوع لتجاوز المشاركين الطاقة الاستيعابية
المهندس ماجد سميرات رئيس الاتحاد الأردني لشركات التأمين ورئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر العقبة ، أشار ألي أن الزيادة المضطردة في أعداد المشاركين بمؤتمر العقبة الدولي ، مؤشر علي إرتفاع مؤشر الاهتمام بالتجمع الذي إصطبغ بالدولي ، بما يتسق مع طبيعة الاهتمامات نفسها سواء من حيث المشاركين علي المستوي الدولي والاقليمي والعربي، او من حيث ماهية الموضوعات التي تناقش في جلسات المؤتمر.
ولفت سميرات ، إلي أنه للمرة الأولي يشهد المؤتمر إغلاق باب التسجيل قبل إنطلاق الفاعليات بسبعة ايام ، نظرًا لزيادة الاقبال بما يتجاوز الطاقة الاستيعابية من الخدمات اللوجستية.
وأكد ان زيادة عدد المشاركين بصورة ملفتة رغم أنه مثار اسادة وفخر ، لكنه يمثل مسئولية جديدة علي الاتحاد الأردني للتأمين ولجنة المؤتمر التنظيمية ، في ضرورة تجويد التحسينات والتفكير خارج الصندوق لاستثمار هذا الزخم الذي يعكس الاهتمام بسوق التامين الأردنية وكافة أطرافها التنظيمية والرقابية وكذا الشركات العاملة فيه.
ولم يغفل سميرات تثمين رعاية مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة للمؤتمر ، وحرصها في أن تكون من بين الجهات الداعمة له منذ انطلاقه قبل عقد ونصف ، ما ساهم في انجاحه واستمرار دوراته التسعة، كما شكر رئيس واعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام العربي للتأمين ، و ممثلي دائرة الرقابة على التأمين في البنك المركزي الاردني ، وممثلي المؤسسات الرسمية والخاصة والمشاركين من شركات التأمين واعادة التامين العالمية والعربية ، بالاضافة الي وسائل الاعلام العربية سواء المرئية او المسموعة او المقروءة.
وأكد رئيس الاتحاد الأردني للتأمين ، أن اللجنة التنظيمية للمؤتمر ، سعت خلال اجتماعاتها المكثفة على مدار عام كامل ، متابعة التحضيرات للمؤتمر والعمل على تطويره وإدخال تحسينات وتطبيق أفكار ومقترحات جديدة، إضافة إلي إختيار مكان جديد لاقامة المؤتمر لمنح المشاركين فرصة تجربة وزيارة معالم اخرى غير تلك التي اعتادوها في المؤتمرات السابقة ، خاصة وأن كثير من رواد المؤتمر يشاركون فيه بشكل مستمر.
أضاف سميرات ، أنه تم إدخال عدد من التغييرات وفي مقدمتها اطلاق منصة الكترونية للاجتماعات Meeting Hub وكذلك تخصيص قاعات وأماكن عامة أكثر للجميع لتمكين المشاركين من عقد اجتماعاتهم الثنائية Business Networking، بالاضافة الى استحداث حزمة جديدة للشركاء والرعاة للمؤتمر تحت مسمى ” الشريك المصرفي ” والتي خُصصت للقطاع المصرفي مع البنك الأردني الكويتي ، لاسيما وأن القطاعين التأميني والمصرفي يشتركان في أمور عديدة منها خضوعهما تحت رقابة البنك المركزي الأردني ووجود مستقبل كبير للتعاون بين الطرفين للاستفادة من البنوك كقنوات توزيع للمنتجات التأمينية خاصة متناهية الصغر Microinsurnce .
واشار الي أن اختيار موضوع جائزة مؤتمر العقبة لهذا العام حول التأمين المصرفي وأثره على الشمول التأميني والمالي Financial Inclusion، و التركيز على مواضيع التكنولوجيا والذكاء الصناعي AI ، وتوظيفها لخدمة المشاركين ، من خلال إطلاق خدمة Chatbot للتواصل مع المشاركين في المؤتمر، وحرص اللجنة المنظمة على استقطاب نخبة من المحاضرين ورؤساء الجلسات من ذوي الخبرة والكفاءة من رجالات الاقتصاد والتأمين والتشريع وصانعي القرار والفنيين عالميا ومحليا لإثراء النقاشات.
بن ميسية : الموضوعات التي أُدرجت على جدول المؤتمر اشتبكت مع قضايا الساعة عربيًا وعالميًا
أما يوسف بن ميسية ، رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين ، فأكد أن مؤتمر العقبة الدولي للتأمين ، أصبح ملتقى تأميني رفيع المستوى ومعروف عالمياً ، لافتا إلي أن هذا الانجاز يعد فخراً لصناعة التأمين العربية.
وأوضح بن ميسية ، أن الموضوعات التي تم إدراجها على جدول اعمال المؤتمر ، اشتبكت مع قضايا الساعة والتي تشغل بال القائمين علي صناعية التأمين والإعادة علي مستوي الوطن العربي والعالمي.
وشدد رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين ، علي أن النسخة التاسعة من مؤتمر العقبة مثلت فرصة مواتية لتبادل الآراء والخبرات حول المحاور المرتبطة بآخر التطورات في قطاع التأمين ، ولذلك فإن الاتحاد العام العربي للتأمين صمم على دعم ومرافقة هذه الملتقيات الهامة والتي تتيح للاتحاد والاسواق العربية لعرض ومناقشة الحلول المقترحة.
اضاف ، أن التحديات التي يواجهها القطاع اليوم ، يمكن تجاوزها خاصة وأن البلدان العربية تمتلك قدرات هائلة قادرة على تقديم حلول فنية وتنظيمية وتأمينية تسمح لصناعة التأمين القيام بدور أساسي في حماية الافراد والممتلكات والمساهمة في دعم النمو الاقتصادي.
أبوزيد : شعار المؤتمر دعوة للاستعداد لمواجهة تحديات الحاضر والتعلم من تجارب الماضي
أما شكيب أبو زيد ، الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين ، فقد أكد أن المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الأردني للتأمين ، أصبح محطة تأمينية وحدثاً ينتظره العاملون في صناعة التأمين للتواصل بينهم.
أضاف ، في كلمته الافتتاحية ، أن شعار المؤتمر ” معاً نصنع المستقبل ” يعكس الاهتمام بدعوة قيادات اسواق التأمين ليكونوا علي أهبة الاستعداد لمواجهة تحديات الحاضر والتعلم من تجارب الماضي، إستمراراً فى تطوير وتكامل صناعة التأمين.
واوضح أبو زيد ، أن الحاجة للتغيير اصبحت واضحة ومُلحة والتحديات المتوقعة في الصناعة باتت ضخمة ، لافتا إلي أن هذه التحولات رغم أنها لن تحدث بين عشية وضحاها ، وسوف تستغرق سنوات،إلا أنها قد بدأت بالفعل حيث يمكن لشركات التأمين التمتع بميزة تنافسية قوية واستعدادات للمستقبل.
أضاف ، أن المنطقة العربية يجب أن لا تبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا التحول السريع ويجب أن نكون متفائلين دائمًا.
الكلوب : موضوعات المؤتمر تتناول تحديات وفرص صناعة التأمين عربيا ودوليًا
من جانبه قال الدكتور مؤيد الكلوب ، مدير الاتحاد الأردني للتأمين ، وعضو اللجنة التنظيمية ، أن الموضوعات التي تناقش في جلسات المؤتمر ، تركز علي فرص وتحديات صناعة التأمين عربيًا ودوليًا.
واستعرض الموضوعات التي تناقشها الجلسات التي تُعقد خلال أيام المؤتمر في نسخته التاسعة ، وفي مقدمتها الحلول البديلة للنزاعات وكذلك تطبيقات ادارة المخاطر المؤسسية في أسواق التأمين ، و ملف الاندماجات والاستحواذ بقطاع التأمين، علاوة علي استعراض تجارب المجمعات التأمينية – تأمين البطاقة الخضراء ، وموضوع دور الذكاء الصناعيAI في أعمال التأمين ، إضافة الى محور آخر تم تخصيصه حول موضوع الزلازل نظراً لما شهدته المنطقة من زلازل في الآونة الأخيرة فيما ستتناول ورقة العمل الأخيرة في المؤتمر تأثير تطبيق معيار IFRS17 على شركات التأمين الذي بدأ تطبيقه في العديد من الدول من مطلع2023.