كشفت نتائج أعمال شركة إعادة التأمين العربية “Arab Re”، والتي تتخذ من لبنان مركزًا رئيسيًا لعملياتها ، عن تراجع أقساط التأمين بنسبة 2.6% في نهاية العام الماضي 2021 لتصل الي 56.5 مليون دولار ، مقابل 58 مليون دولار هي إجمالي إيرادات التامين في العام السابق 2020 ، بانخفاض قيمته 1.5 مليون دولار.
ووفقًا لنتائج أعمال شركة الإعادة العربية – حصلت مجلة خبري علي نسخة منها- إنخفض صافي إيرادات أقساط التأمين بما يلامس 2.2 مليون دولار دفعة واحدة، في نهاية العام الماضي، ليصل الي 39 مليون دولار، مقابل 41.2 مليون دولار تقريبًا ، بنهاية ديسمبر من العام السابق، بانخفاض نسبته 5.3%.
2.6 % تراجعًا في الإيرادات ونمو عوائد الاستثمار بنسبة 19.7%
في سياق متصل، إرتفعت عوائد الاستثمارات بقيمة 2.4 مليون دولار ، في نهاية 2021 ، لتصل الي 14.6 مليون دولار تقريبًا، مقابل 12.2 مليون دولار، محققة في العام السابق 2020 ، بنسبة نمو تصل الي 19.7%.
من ناحية أخري ، شهد مؤشر صافي إيرادات شركة إعادة التأمين العربية ، تراجعًا طفيفُا في نهاية 2021 ، ليصل الي 48.7 مليون دولار ، مقابل 49.3 مليون دولار ، محققة في العام السابق 2020 ، بانخفاض قيمته 0.6 مليون دولار تقريبًا، بنسبة تراجع 1.2%.
ومعروف ان صافي الإيرادات يتضمن بعض العناصر منها ، عوائد الاستثمار بالاضافة الي عمولات الإعادة وباقي التكاليف المرتبطة بالاعباء الادارية والعمومية.
رغم تراجع أغلب المؤشرات صافي الربح يقفز بنسبة 100% ليلامس 4.8 مليون دولار
وعلي الرغم من تراجع عدد من المؤشرات المرتبطة بنتائج أعمال إعادة التأمين العربية ، إلا انها نجحت في تحقيق صافي ربح قيمته 4.8 مليون دولار تقريبًا في نهاية العام الماضي، مقابل 2.4 مليون دولار محققة في العام السابق، بزيادة تصل الي 2.4 مليون دولار ، وبنسبة نمو تصل الي 100%.
ومعروف أن شركة إعادة التأمين العربية Arab Re ، أنشئت في مارس 1972 ، بمساهمات عربية ، وفق مرسوم قانوني صدر في لبنان حينذاك، ويبلغ رأسمالها المصدر والمدفوع 75 مليون دولار ، فيما يبلغ رأسمالها المصرح به 100 مليون دولار ، ويضم هيكل مساهميها شركات تأمين وإعادة تأمين، بخلاف عددًا من البنوك والمؤسسات الحكومية، وبعض المساهمين الأفراد.
خلدون بركات : شركات الإعادة الإقليمية ليست من بين اللاعبن الدوليين لعدم توافر الحجم والخبرة العالمية
وحول قراءته لواقع أسواق إعادة التأمين على المستوى العالمي والإقليمي، قال خلدون بركات ، رئيس مجلس إدارة شركة إعادة التأمين العربية ، أن شركات الإعادة الإقليمية ليست من بين اللاعبين العالميين في صناعة إعادة التأمن، لأسباب مرتبطة بعدم توافر الحجم الكبير أو التاريخ الطويل ، وكذا الخبرة العالمية ، على غرار اللاعبين الأساسيين ، الذين يحركون السوق ويؤثرون على توجهاته ، بل أنهم يصنعون التطورات العامة لأسواق إعادة التأمن العالمية.
أضاف بركات في تصريحات سابقة ، أن شركات الاعادة الاقليمية تعاني من السياسة المرنة التي تتبعها شركات الإعادة القيادية في عالم التأمين ، والتي يمكن من خلالها منح تسهيلات وطاقات اكتتابية إضافية، مشيرًا إلي أن هذه المرونة التنافسية الموجودة في شروط التعاون بن شركات التأمين وشركات الإعادة تعُتبر خطرة، لأنها تيسر لشركات التأمين دورًا أكبر للعب دور الوسيط في تحويل المخاطر.
وتم إنشاء شركة إعادة التأمين العربية، للقيام بعمليات اعادة التأمين الواردة والصادرة ، بالإضافة الي انشاء وادارة مجمعات اعادة التأمين العربية والدولية ، والمساهمة بتقديم الخدمات الفنية الى هيئات واسواق التأمين الإقليمية ، وكذا المساهمة في تأسيس شركات التأمين واعادة التأمين وخدماتها ، علاوة علي استثمار اموالها وفق الاسس الاستثمارية السليمة المتعارف عليها ، والمساهمة في المحافظ والصناديق الاستثمارية وتأسيسها.
وتستهدف العربية لإعادة التأمين ، تنمية حجم أعمال الشركة فنياً وجغرافياً ضمن المعايير الاكتتابية السليمة ، علاوة علي تطوير قدراتها الفنية والمالية والبشرية وتحسين مستوى خدماتها وتنوعها ، وكذلك التنويع في مجالات استثماراتها جغرافيا وماليا وزمنيا.
الوضع الاقتصادي يضطر AM Best لخفض تصنيف Arab Re lk من “B” إلى “B-“
وخفّضت وكالة التصنيف العالمية (AM Best) في أغسطس من العام الماضي 2021 ، تصنيف القوة المالية لشركة إعادة التأمين العربية من درجة “B” (مقبول) إلى درجة “B-” (مقبول).
وتدهورت الأوضاع الاقتصادية في لبنان خلال العامين الماضيين، لتفرز أكبر أزمة تشهدها البلاد منذ استقلالها عام 1943 ، حيث يشهد لبنان أحداثًا قاسية تؤثر بشكل كبير علي التوقعات المالية والنقدية والاقتصادية بشكل عام، وعلي النظام المصرفي بشكل خاص.
وأدي التدوني في تدفق العملة الأجنبية إلي لبنان ، في تعجيل حدوث إخفاقات متتالية في المصارف والدوين وسعر الصرف ، ثم فرض قيود بحكم الأمر الواقع علي رؤوس الأموال والعملات الأجنبية ، وحركة التدفق الحر للأموال إلي الخارج، ما أدي الي صعوبة الوصول إلي العملات الأجنبية والنقدية ، وإلي إنشاء أسواق موازية مع إرتفاع وتباين واضح في هذه الأسعار بالمقارنة مع سعر الصرف الرسمي وتعددت أسعار الصرف وإن كانت بشكل غير مستديم.
وفيما يخص شركة إعادة التأمين العربية، ووفقًا لنتائج أعمالها عن عام 2021 – حصلت مجلة خبري علي نسخة منها- تتضمن الموجودات المالية ، سندات دين صادرة عن الحكومة اللبنانية بقيمة دفترية تتجاوز 22 مليون دولار أمريكي.
وإنخفضت أرصدة إعادة التأمين العربية ، لدي المصارف اللبنانية من 10.8 مليون دولار في نهاية 2020 ، لتصل الي 9 ملايين دولار فقط في نهاية 2021 ، بإنخفاض قيمته 1.8 مليون دولار ، بنسبة انخفاض تصل الي 16.7%.
وإتخذ مجلس إدارة شركة إعادة التأمين العربية، عددًا من الإجراءات للتخفيف من تأثير الوضع الاقتصادي في لبنان ، منها الاستمرار في وقف الاستثمار بالديون السيادية اللبنانية ، ومتابعة اتخاذ القرارات التجارية المناسبة لزيادة العمليات والاستثمار خارج الأرضي اللبنانية، بهدف الحصول علي مصادر بديلة تؤمن إيرادات واستمرارية العمل وديمومته.
مساهمة السوق المحلية بـ 10% من أقساط الشركة والباقي من الأسواق الخارجية
ومن بين الاجراءات التي يتخذها مجلس الإدارة، مراقبة التدفقات النقدية للحفاظ علي التوازن الكافي بين النقد في متناول اليد وفي المصارف المحلية ، وفي المصارف الأجنبية ، خاصة وان 90% من إجمالي أقساط تأمين الشركة للعام المنتهي في ديسمبر من العام الماضي 2021 ، من خارج لبنان.