تحليل يكتبه – ماهر أبو الفضل:
نجحت شركات تأمينات الحياة وتكوين الأموال، العاملة في السوق المصرية، البالغ عددها 16 شركة في تحقيق فائضًا في الإكتتاب التأميني- أي الربح الفني مضافًا إليه عوائد الاستثمار- في العام المالي 2020/2021 ، بلغت قيمته 2.7 مليار جنيه تقريبًا، مقابل 2.6 مليار جنيه محققة في العام المالي السابق 2019/2020، بزيادة تتجاوز الـ 100 مليون جنيه، وبنسبة نمو تصل الي 4.4%.
الأعمال العام تستحوذ علي 32% من إجمالي الفوائض مقابل 68% للقطاع الخاص
ووفقًا للتحليلات التي أجراها مركز الدراسات والأبحاث بمجلة “خبري” الإقتصادية، بناءً علي البيانات الرسمية الصادرة من الهيئة العامة للرقابة المالية، بلغ نصيب شركات قطاع الأعمال العام – مصر لتأمينات الحياة- 32% من فوائض الإكتتاب المحققة علي مستوي السوق، بقيمة 958.9 مليون جنيه ، مقابل 68% هي نصيب شركات تأمين الحياة التابعة للقطاع الخاص، البالغ عددها 15 شركة ، بقيمة تزيد عن 1.7 مليار جنيه.
ومعروف أن فائض وعجز الاكتتاب التأمينى هو الأقساط المكتسبه مضافًا إليها عمولة إعادة التأمين الصادر مخصومًا منها التعويضات التحميليه و تكاليف الإنتاج والمصاريف الإدارية ، فإذا كان الناتج بالموجب فإن هذا يعني تحقيق فائض في الإكتتاب أو أرباح فنية، أما إذا كان الناتج بالسالب فيعني هذا أن تكبد عجز في الإكتتاب أو تحقيق خسائر فنية.
أما فائض وعجز النشاط التأمينى، فهو نتيجة الاكتتاب، سواء زيادة أو نقصًا، مضافًا إليها عوائد الاستثمار، حيث يتم استثمار أموال العملاء أو الأقساط المحصَّلة منهم فى القنوات المختلفة، مثل الودائع وشراء السندات وأذون الخزانة وشراء الأسهم فى بورصة الأوراق المالية، وتم تحديد النسب المخصصة لكل قناة فى اللائحة التنفيذية لقانون الإشراف والرقابة على التأمين.
6 % حصة 4 شركات تكافلية و94% نصيب وحدات التامين التجارية
في سياق متصل، بلغ نصيب شركات تأمينات الحياة وتكوين الأموال التكافلية – البالغ عددها 4 شركات فقط- من فوائض الإكتتاب المحققة في 2020/2021 ، ما يصل الي 6% فقط، بقيمة 51.1 مليون جنيه، مقابل 94% موزعة علي 12 شركة تأمين تزاول نشاط تأمينات الحياة وفق النظام التجاري او التقليدي، بقيمة تتجاوز 2.65 مليار جنيه .
متي يكون العجز في الإكتتاب التأميني طبيعيًا ومتي يجب التوقف أمامه؟
يكون العجز العجز في الإكتتاب التأميني طبيعي إذا كانت الشركة حديثة العهد او التواجد، ولايتجاوز عمرها داخل السوق عن 4 إلي 6 سنوات ، خاصة في نشاط الحياة، لارتفاع المصاريف العمومية والإدارية والتكلفة الإنتاجية مقارنة بحصيلة الاقساط التي تجمعها.
اما إذا كانت شركة تتواجد في السوق لأكثر من ست سنوات ، فمن غير الطبيعي أن يكون هناك عجزًا في إكتتاباتها التأمينية، وإن وجد ” علي سبيل الاستثناء” يجب دراسته والحذر منه او معالجة أسبابه ومسبباته.
أما إذا كانت شركة تحقق فائضًا في إكتتابها التأميني، وتحولت بوصلتها للعجز، هنا يجب التوقف أمامها ودراسة قوائمها المالية بدقة لمعرفة الأسباب الحقيقية لذلك لأنه غير منطقي إكتواريًا.
العجز يصل لأرقام قياسية في “المصرية الإماراتية” و”المصرية تكافل” تتصدر السوق في نسب النمو
إجتازت تسع شركات تأمينات حياة وتكوين أموال، إختبار نسب النمو في فائض الإكتتاب التأميني، أو علي الأقل تقليص نسب تراجعه، خلال العام المالي الماضي 2020/2021 ، فيما لم تحسم شركة عاشرة هذا الإختبار- أقصد الوفاء لتأمينات الحياة- كون العام المالي الماضي هو الأول لها، ولايوجد فترة مقارنة يمكن القياس علي أساسها ، مدي نجاحها أو إخفاقها في إجتياز هذا الإختبار.
وفي المقابل، تعثرت ست شركات في هذا الإختبار، بمعني أنها إما لم تنجح في القضاء علي عجز الإكتتاب في العام السابق، أو تراجع فائض إكتتابها بشكل ملحوظ، والسيناريو الثالث هو زيادة العجز في هذا المؤشر للعام المالي الماضي مقارنة بالسابق.
ووفقًا للتحليلات التي أجراها مركز الدراسات والأبحاث بمجلة “خبري الإقتصادية “، ضمت قائمة الشركات التي حققت معدلات نمو ملحوظة في النسب وليس في القيمة، كلًا من المصرية تكافل حياة gig” و”كيو إن بي” ، و”أليانز” ، بالإضافة الي “ثروة” و”الدلتا” ، و”كاف” ، علاوة علي “أكسا حياة” و”مصر حياة” ، و”أروب”.
أما قائمة الشركات التي إرتفعت فيها نسب العجز أو تقلص فيها نسبة الفائض او تحول فائضها لعجز، فتضم كلِ من “المصرية الإماراتية” و”اللبنانية السويسرية” و”تشب حياة” ، بالإضافة الي “قناة السويس حياة” و”المهندس حياة” و”ميتلايف حياة”.
وفيما يخص القائمة الأولي التي نجحت في زيادة فائضها من الإكتتاب التأميني، أو قلصت نسب العجز التأميني، فتصدرت شركة المصرية للتأمين التكافلي حياة “gig”، والتي حققت نسبة تمو في هذا المؤشر بلغت 133.9% في نهاية العام المالي الماضي 2020/2021، اضافت 36.3 مليون جنيه لفائضها الإكتتابي، لتصل بها الي 63.4 مليون جنيه مقابل 27.1 مليون جنيه في العام السابق.
وحلت شركة “كيو إن بي” في مركز الوصيف في مؤشر الأعلي نموًا بفائض الإكتتاب التأميني، والتي حققت نسبة نمو تصل الي57.7% بنهاية يونيو 2021، لتصل الي 199.8 مليون جنيه، مقابل 126.7 مليون جنيه في نهاية يونيو 2020، بزيادة قيمتها 73.1 مليون جنيه.
وجاءت شركة “أليانز لتأمينات الحياة” في المركز الثالث، بنمو في فائضها الإكتتابي بلغت نسبته 36.5% لترتفع به من 517.1 مليون جنيه في يونيو 2020، إلي 705.1 مليون جنيه، في يونيو 2021، بزيادة تصل الي 188.8 مليون جنيه.
وحلت شركة “ثروة لتأمينات الحياة” في المركز الرابع، ليس لأنها حققت فائض في الاكتتاب، بل حاصرته في عامها المالي الماضي، بنسبة 36.5%، لينخفض عجز الإكتتاب من 5.2 مليون جنيه ليصل الي 3.3 مليون جنيه، وبلغت قيمة ما قلصته من هذا المؤشر 1.9 مليون جنيه.
أما الدلتا لتأمينات الحياة، فقد جاءت في المركز الخامس، والتي رفعت نسبة النمو في فائض الإكتتاب بنسبة 34.8% لتصل إلي 79 مليون جنيه، مقابل 58.9 مليون جنيه، خلال عامي المقارنة بنمو قيمته 20.4 مليون جنيه.
وحلت شركة “كاف” او نايل فاميلي تكافل سابقا، في المركز السادس، بنسبة نمو تصل الي 34.6% بعد أن حولت عجزها التأميني البالغ 600 ألف جنيه تقريبًا، لتحقق نموًا قيمته 33 ألف جنيه في يونيو 2021.
وكان المركز السابع من نصيب ” أكسا لتأمينات الحياة ” والتي حققت نموًا نسبته 6.9% بفائض إكتتابها التأميني ، بعد أن رفعته من 218.5 مليون جنيه في يونيو 2020 ليصل الي 233.1 مليون جنيه في يونيو الماضي، بزيادة قيمتها 14.6 مليون جنيه.
وأكتفت مصر لتأمينات الحياة، بتحقيق نموًا في فائض إكتتابها التأميني نسبته 4.9%، في يونيو 2021 ، مقارنة بيونيو السابق، لتحل من خلاله في المركز الثامن، بزيادة قيمتها 44.4 مليون جنيه، لترتفع من 914.5 إلي 958.9 مليون جنيه.
وجاءت شركة أروب لتأمينات الحياة في المركز التاسع، بنموًا نسبته 1.8% لترفع رصيدها في فائض الإكتتاب من 5.2 مليون جنيه في 2019/2020 إلي 7 ملايين جنيه في يونيو 2021، بزيادة قيمتها 1.8 مليون جنيه.
وكما أسلفنا تم وضع شركة “الوفاء” لتامينات الحياة في المركز العاشر، رغم أنها تكبدت عجزًا في يونيو 2021 قيمته 17.8 مليون جنيه، إلا أنه لايمكن قياس هذا الرقم او الحُكم عليه لعدم وجود سنوات سابقة مارست فيها الشركة نشاطها، حتي يمكن المقارنة علي أساس نتائجها.
وفيما يخص قائمة الشركات التي إرتفعت فيها نسب العجز أو تقلص فيها نسبة الفائض او تحول فائضها لعجز، تصدرت شركة “المصرية الإماراتية للتأمين التكافلي” هذا المؤشر، والتي تحول مؤشر فائضها إلي عجز خلال العامين الماليين 2019/2020 و2020/2021 علي التوالي، فبينما حققت الشركة 1.9 مليون جنيه فائضًا في إكتتابها التأميني في يونيو 2020، إلا أنها تكبدت عجزًا كبيرًا في يونيو 2021، بقيمة 10.7 مليون جنيه، اي أن إجمالي ما فقدته 12.6 مليون جنيه- الفائض السابق بالإضافة الي العجز الحالي- وبنسبة 663.2%.
وجاءت شركة اللبنانية السويسرية في المركز الثاني، في هذا المؤشر وبتلك القائمة، والتي تحول مؤشرها من فائض قيمته 5.1 مليون جنيه في يونيو 2020، إلي عجزًا بلغت قيمته 1.7 مليون جنيه في يونيو 2021، ليصل فعليًا قيمة العجز- اي فقد الفائض مضاف اليه قيمة العجز- إلي 8.6 مليون جنيه، بنسبة 133.3%.
وكان المركز الثالث من نصيب “تشب” والتي تحول فائضها البالغ 29.4 مليون جنيه في يونيو 2020، إلي عجز في يونيو 2021 قيمته 9.3 مليون جنيه، بما يعني أن خسارتها في الإكتتاب بلغت 38.7 مليون جنيه، بنسبة 131.6%.
وحلت شركة “قناة السويس” لتأمينات الحياة في المركز الرابع، والتي تراجع مؤشر فائض إكتتابها بنسبة 34% ليصل الي 55.8 مليون جنيه في يونيو 2021، مقابل 84.6 مليون جنيه ، محققة في يونيو 2020، بإنخفاض قيمته 28.8 مليون جنيه.
أما المركز التالي، فكان من نصيب المهندس لتأمينات الحياة، والتي فقدت 24.5 مليون جنيه من فائضها في الإكتتاب التأميني ليصل الي 52 مليون جنيه في يونيو 2021، مقابل 76.5 مليون جنيه محققة في يونيو من العام السابق، بإنخفاض نسبته 32%.
وحلت شركة ميتلايف ، في المركز السادس، والتي فقدت 137.9 مليون جنيه، دفعة واحدة من فائضها بالإكتتاب التأميني في يونيو 2021، ليصل الي 386.3 مليون جنيه، مقابل 524.2 مليون جنيه، محققة في يونيو 2020، بإنخفاض نسبته 26.3%.