كشف تقرير حديث صادر عن إرنست ويونغ “EY ” حول صفقات الإندماج والإستحواذ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، أنه شهد نشاطًا غير مسبوق في 2022 ، ليسجل 754 صفقة ، مقارنة بالمتوسط العام والذي يتراوح سنويًا ما بين 500 إلي 600 صفقة ، بما يشير إلي تحقيق نمو نسبته 13% في عائدات هذه الصفقات مقارنة بالعام السابق 2021.
وحققت 40% من الصفقات المعلن عنها عوائد بلغت 82.6 مليار دولار.
وسجلت الإمارات ، أكبر صفقة اندماج واستحواذ في المنطقة، وهي استحواذ مؤسسة “كيس دي ديبو إي بلاسمان دو كيبك” على 22٪ من ملكية موانئ دبي العالمية في المنطقة الحرة بجبل علي، ومجمع الصناعات الوطنية، وميناء جبل علي، مقابل 5 مليار دولار أمريكي.
وأدى تحسن ظروف السوق بسبب ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الست الماضية، والإصلاحات التشريعية التي جاءت لصالح الأعمال التجارية، وتخفيف قيود السفر الحكومية، إلى تعزيز ثقة المستثمرين، مما أدى إلى زيادة في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة.
وحافظت الإمارات على تصدرها لقائمتي البلدان الأكثر جذباً والأكثر تنفيذاً للصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلتها المملكة العربية السعودية في كلا القائمتين.
وحلت مصر وسلطنة عُمان مكاناً على قائمة الدول الخمس الأكثر جذباً وتنفيذاً لصفقات الدمج والاستحواذ.
واستحوذت الصفقات المحلية على 51٪ من إجمالي حجم صفقات الاندماج والاستحواذ مع 388 صفقة، وعلى 34٪ من القيمة الإجمالية للصفقات مع 28.4 مليار دولار.
201 صفقة صادرة بقيمة 40.1 مليار دولار
واحتلت الصفقات الصادرة المرتبة الأولى من حيث القيمة، مسجلةً 40.1 مليار دولار ، في 201 صفقة، في حين بلغ عدد الصفقات الواردة 165 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 14 مليار دولار.
و شهدت المنطقة 137 صفقة شاركت فيها جهات مرتبطة بالحكومات في عام 2022، وهو أعلى بنسبة 78٪ مقارنة بعام 2021، وأعلى رقم منذ عام 2017.
واستحوذت هذه الصفقات على 49% من إجمالي قيمة الصفقات المعلن عنها، مع عائدات بلغت 40.3 مليار دولار.
وعلي مستوي القطاعات، فقد استحوذ قطاع التكنولوجيا على 25٪ من إجمالي عدد الصفقات، ليعكس ذلك مواصلة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز سهولة ممارسة الأعمال التجارية من خلال سن تشريعات ملائمة للصناعات، وخلق بيئة استثمارية مواتية، في سياق سعيها لتعزيز مكانتها كمركز للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
وهيمنت المؤسسات من الولايات المتحدة على العدد الأكبر من الصفقات الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تسجيل 35 صفقة، 19 منها في قطاع التكنولوجيا.
قال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY أن نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الاوسط ، شهد بعد عودته في عام 2021 على خلفية انحسار جائحة كوفيد-19، بلغ ذروةً جديدة، الأمر الذي يدل على نجاح الشركات في تعديل استراتيجياتها الخاصة بصفقات الاندماج والاستحواذ بما يلائم الاحتياجات المتغيرة في السوق. وفي استمرار لهذا المسار القوي، كانت الصفقات المحلية محركاً مهماً لحجم الصفقات في المنطقة.
ويشير عدد الصفقات الواردة في الإمارات – حسب واتسون- إلى أن المستثمرين من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديهم اهتمامً كبيرً ببيئة الأعمال المواتية التي استطاعت الحكومة الإماراتية الحكيمة تأسيسها”.
وسجلت دولة الإمارات العربية المتحدة ثلاثة من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، بقيادة مؤسسة “كيس دي ديبو إي بلاسمان دو كيبك الكندية، والتي استحوذت على 22٪ من ملكية شركة موانئ دبي العالمية في كلٍّ من المنطقة الحرة في جبل علي، ومجمع الصناعات الوطنية، وميناء جبل علي مقابل 5 مليار دولار أمريكي. وفي المرتبة الثانية جاءت صفقة صادرة تمثلت في استحواذ مؤسسة الإمارات للاتصالات والوحدة التابعة لها أطلس 2022 هولدنجز، على 9.8٪ من مجموعة فودافون مقابل 4.4 مليار دولار أمريكي. ويليه استحواذ شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” على 24.9٪ من شركة النفط والغاز النمساوية “أو إم في” (OMV AG) من صندوق ثروة سيادية محلي تابع لشركة مبادلة مقابل 4.1 مليار دولار أمريكي.
وتتماشى صفقة الاستحواذ المقترحة من صندوق الاستثمارات العامة على حصة 51٪ في شركة توال في المملكة العربية السعودية، مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز.
وفي سياق متصل، كان استحواذ شركة الزيت العربية السعودية “أرامكو” على أعمال المنتجات العالمية لشركة “فالفولين” مقابل 2.7 مليار دولار أمريكي بمثابة صفقة استراتيجية في قطاع النفط والغاز.
و قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ارنست ، ان صعوبات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة وأوروبا أدت إلى تراجع رأس المال وتوجهه إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث قادت المؤسسات المرتبطة بالحكومات والشركات الاستراتيجية الإقليمية نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ خلال عام 2022.
اضاف ، انه لوحظ نشاط لافت للشركات الكبيرة، التي تبحث عن فرص مثيرة في السوق ، ويمثل العدد غير المسبوق للصفقات في عام 2022 انعكاساً مباشراً للبيئة الاقتصادية المزدهرة، والتي نتوقع أن تستمر طوال عام 2023.