في منطقة ايلا العقبة يعسكر الاتحاد الأردني للتأمين ثلاثة ايام متصلة يُطلق خلالها المؤتمر الدولي للتأمين وإعادة التأمين في نسخته التاسعة وسط حضور ومشاركة عربية وإقليمية ودولية واسعة.
المؤتمر الذي ستنطلق فاعلياته رسميًا منتصف الشهر المقبل – برعاية مجلة خبري إعلاميًا – ، سيناقش ثمانية موضوعات مختلفة شكلًا ولكنها مرتبطة ومتشابكة في جوهرها ، بخلاف الجلسة الإفتتاحية التي سيطلق خلالها ماجد سميرات رئيس الاتحاد الاردني للتأمين إشارة بدء المؤتمر ، في حضور مسئولين حكوميين ورجال أعمال ومستثمرين محليين وإقليميين ، بالإضافة إلي مشاركة ممثلي القطاعات المرتبطة بقطاع التأمين أو المتشابكة معه ومنها البنك المركزي الأردني بإعتباره جهة الإشراف والرقابة علي هذه الصناعة.
جحا يفتح الشهية بالمعيار المحاسبي IFRS17 والزعبي يفسر إدارة الأخطار المؤسسية
في اليوم الأول للمؤتمر ، ستُعقد أربعة جلسات ، أولاها والتي تعد فاتحة شهية ، ستناقش تأثير تطبيق المعاير المحاسبي الجديد IFRS17 على شركات التأمين ، وسيرأس تلك الجلسة سميح جحا ، المدير التنفيذي الإكتواري لشركة نطاق للخدمات الإكتوارية بالمملكة العربية السعودية .
وأصدر مجلس معايير المحاسبة الدولية المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية 17 “عقود التأمين” في عام 2017والذى دخل حيز التنفيذ عام 2021.
ويعد قطاع التأمين منذ فترة طويلة حالة خاصة فيما يتعلق بإعداد التقارير المالية، حيث ان التعقيد الذي يتصف به التأمين- من حيث طبيعته ذات المدى الطويل والصعوبة الضمنية في تحديد “العائد” على النحو الموجود في أي نشاط تجاري آخر تجعله مختلفًا عن غيره – مما يؤدي إلى اختلاف القوائم المالية لشركة التأمين عن أي قوائم أخرى ، إلا أن هذا يتغير بتطبيق المعيار الشامل الجديد رقم 17.
ويمثل المعيار الجديد تغيرًا جذريًا ليس لشركات التأمين التي ستستخدمه فحسب، ولكن أيضًا للمستخدمين وخاصة المحللين الذين يقومون بتغطية القطاع على مستوى العالم ، حيث ستتغير القوائم المالية ومؤشرات الأداء الرئيسية لشركات التأمين تغيرًا جذريًا.
بالرغم من توقع البعض وجود اضطرابات عند بداية تنفيذ هذا المعيار، يعتقد محللو قطاع التأمين على مستوى العالم أنه سيحدث تغيرًا هائلًا فيما يتعلق بتوافق شركات التأمين والقدرة على المقارنة فيما بينها.
هذا القياس يركز على فكرة تجميع عقود التامين عند الاعتراف الاولى بناء على ارباحها او خسائرها المتوقعة مع منع اجراء اية مقاصة بين ارباح وخسائر العقود مثل هذا الامر سيعزز من عدالة وشفافية المعلومات المقدمة ، وستكون الشركات بحاجة الى ادق معلومات مؤيدة يمكن الاعتماد عليها لتتمكن من تجميع العقود لاغراض القياس والعرض والافصاح بشكل يعكس ربحيتها التى لن يعترف بها فورا بل ستوزع على مدى فترة التغطية او خسائرها المتوقعة التى سيتم الاعتراف بها فورا فى الارباح او الخسائر كون هذا التوقيت مثالى لاتخاذ القرارت الاقتصادية .
أما الجلسة الثانية من المؤتمر الدولي التاسع للتأمين وإعادة التأمين ، الذي ستستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية بمنطقة العقبة منتصف مايو ، فستعرض بعض التطبيقات المرتبطة بالأخطار المؤسسية في أسواق التأمين.
سيرأس الجلسة ، الدكتور أحمد الزعبي ، الباحث في التأمين وإدارة المخاطر ، في الرابطة الوطنية لمفوضي التأمين “NAIC” في الولايات المتحدة الأمريكية.
وإدارة مخاطر المؤسسة ” ERM” هي إطار عمل لإدارة المخاطر التنظيمية. الخطر التنظيمي هو مصطلح واسع. يمكن أن يشمل ذلك المخاوف التي تتراوح من ضمان سلامة الموظفين وتأمين البيانات الحساسة للالتزام باللوائح القانونية ووقف الاحتيال المالي. يمكن أن تكون المخاطر داخلية، مثل أعطال المعدات، أو خارجية، مثل الكوارث الطبيعية. ما يُعتبر خطرًا يختلف من كيان إلى آخر.
وعادة ما يُنظر إلى إدارة المخاطر على أنها تقلل من الضرر للقيمة التي تخلقها المنظمة لنفسها، والموظفين، والمساهمين، والعملاء، والمجتمع. وتقرر كل مؤسسة ما تعتبره خطراً على المنظمة وتجري شكلاً من أشكال تقييم المخاطر. إطار إدارة مخاطر المؤسسة هو مجموعة من المبادئ والإجراءات التي تساعد المنظمة على إدارة المخاطر المتوقعة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بنجاح.
لبيب يستعرض المجمعات بالبطاقة الخضراء .. وكوسينتينو يلجأ للذكاء الإصطناعي
وفي الجلسة الثالثة من اليوم الأول سيعرض إبراهيم لبيب ، المدير التنفيذي للمجمعة المصرية للتأمين الإجباري علي السيارات ، تجارب المجمعات التأمينية ، وتحديدًا المرتبطة بالبطاقة الخضراء ، في خطوة تستهدف الاستفادة منها بالإضافة الي تكوين رؤية عامة عن هذه المجمعات وكيفية تكوينها والتحديات التي تواجهها وأسباب نشأتها والمزايا التي تحققت بعد تأسيسها.
ومعروف أن بطاقة التأمين الخضراء : هي بطاقة مجانية تُمكن جميع سائقي السيارات من السفر إلى الخارج دون تعقيدات ، يتم تقديمها للدول الأجنبية لتوثيق إثبات حماية التأمين في حركة المرور الدولية.
هذا النظام المُعتمد في الدول الأوروبية ودول البحر الأبيض المتوسط ، يمتد الآن إلى47 دولة ، وبدون البطاقة الخضراء .
بصفة عامة التأمين على البطاقة الخضراء، اسمه الكامل هو “شهادة التأمين على السيارات الدولية”، وهو تأمين يحمي حقوق المرء عند التعرض لحادث سيارة في الخارج، ويعمل وفقًا لقوانين البلد الذي وقع فيه الحادث، ويتم تطبيقه في البلدان المدرجة بنظام البطاقة الخضراء.
أما الجلسة الأخيرة من اليوم الأول ، فسيتناول فيها أندريا ماريا كوسينتينو ، مؤسس وشريك إداري Impact Fund-ry Ltd في بريطانيا ، الضوء علي دور الذكاء الإصطناعي في نشاط التأمين ، وسيعرض خلاله أهمية الذكاء الإصطناعي في خدمة بعض الأعمال الفنية مثل الإصدار والتعويضات.
ويقوم الذكاء الاصطناعى بتقديم المساعدة لشركات التأمين والوسطاء وحاملى وثائق التأمين من حيث زيادة الكفاءة والفعالية وسرعة وكفاءة وحجم تبادل المعلومات، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يوفر حلولاً لمعظم المشاكل التي تواجه القطاع وخصوصاً من ناحية التعويضات أو المقاصة بين الشركات، كما أنه يساعد فى تقييم الخطر بطريقة دقيقة، وكذلك منع وقوع الأضرار والانتهاء من تسوية المطالبات بشكل أسرع؛ فعلى سبيل، قامت إحدى شركات التأمين بالخارج بتسوية أحد المطالبات فى خلال عدة ثوانى.
ومن ثم فإن الذكاء الإصطناعى يساعد القائمين على صناعة التأمين على توفير المال بل وتحقيق ايرادات اكبر حيث أنه يقوم بمنح العملاء ما يريدونه بالضبط وقتما يريدون.
رنا تحرث التأمين الزراعي لغرس تغطياته .. وكلير تختبر تأثيرات كورونا علي تأمين السفر
اليوم الثاني من المؤتمر ، ستكون باكورة جلساته تلك التي ستركز فيها رنا طهبوب – المدير التنفيذي لدائرة الرقابة علي أعمال التأمين في البنك المركزي الأردني – علي التأمين الزراعي ، وستعرج خلالها علي أهمية تغطياته ودوره في تعزيز الإنتاج لاسيما وأنها تمثل أداة فعالة لحماية الفلاحون والمزارعين من التقلبات والأخطار التي قد تؤثر علي المحاصيل الزراعية ، مثل حالات الطقس او الأوبئة المرتبطة بالزراعات.
ويعد التأمين الزراعي أحد أنواع وثائق التأمين التي تهتم بنقل المخاطر من المزارع إلى شركة التأمين مقابل قسط محدد وذلك لتعويض أضرار المحاصيل الزراعية الناتجة عن العوامل الطبيعية وغيرها مثل الصقيع والحرائق والفيضانات والآفات.
وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني ، ستتطرق كلير ريان – رئيس المبيعات العالمي لشركة Generalist Europe Assistance المتخصصة في تأمين السفر – إلي وضع رؤية عامة لما آل إليه تأمين السفر تأثرًا وتأثيرًا بعد جائحة كورونا أو كوفيد 19 COVID-19 ، وتقييم الوضع حاليًا وتطوراته.
عوض يلتقط ثمارالاندماجات والاستحواذات.. والنعيمات يبرزمهاراته القانونية ببدائل للنزاعات
وبما أن المخاطر الجيوسياسية أدت إلي تسارع وتيرة الإندماجات والاستحواذات ، فإن الاتحاد الأردني للتأمين استهدف التركيز علي هذا الملف ، وأفرد له جلسة كاملة عنونها بـ ” الإندماجات والاستحواذات بقطاع التأمين” ، والذي سيتحدث فيها عبد الله عوض ، شريك قطاع الخدمات المالية في الشرق الأوسيط بسم الاستراتيجيات والصفقات في مؤسسة Earnst & Young .
معروف أن الاندماج هو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد أو قيام أحد الشركات، فثلاً اندماج الشركة يعني دخول كلي لكيانها في شركة أخرى وبالتالي يزول كيانها القانوني وتدخل في كيان الشركة الأخرى المندمجة معها، وهذا يختلف عن تحول الشركات حيث تبقى الشركة قائمة وإنما يتغير كيانها القانوني، كما أن الاندماج ليس بالضرورة أن يكون بين الشركات من ذات النوع، فيجوز أن تندمج شركة مع أخرى من نوع آخر، سواء كان الاختلاف من حيث الأغراض أو من حيث الكيان القانوني
أما الإستحواذ فيعني ، السيطرة المالية والإدارية لأحد الشركات على نشاط شركة أخرى، وذلك عن طريق شراء كل أو نسبة من الأسهم العادية التي لها حق التصويت في الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها سواء تم شراء الأسهم بالاتفاق مع الإدارة الحالية أو بدون، لأن المهم أن تسمح النسبة المشتراة للشركة المستحوذة بالهيمنة على مجلس إدارة الشركة المستحوذ عليها.
ويختتم الاتحاد الأردني للتأمين ، يومه الثاني والمؤتمر بكاملة بالجلسة الرابعة والتي سيحاضر فيها الدكتور أسامة النعيمات ، عميد كلية الحقوق جامعة فيلادلفيا بالأردن ، ويتناول فيها الحلول البديلة للنزاعات ، مستعرضا مهاراته القانونية العلمية والمهنية.
جدير بالذكر أن مصطلح الحل البديل للنزاع أو الطرق البديلة لتسوية المنازعات الخارجية ، يشير إلى أي طريقة يتفق الأطراف المتنازعة على استخدامها من أجل حل خلافاتهم وديًا ومنع الحاجة إلى اتخاذ إجراءات قضائية.
تشمل عمليات الحل البديل الوساطة و التحكيم والتوفيق والتفاوض والقانون التعاوني. باستثناء التحكيم الملزم ، فإن الهدف من الحل البديل للنزاع هو توفير منصة للأطراف للتفاوض على اتفاق طوعي توافقي بدلاً من وجود محكمة أو سلطة أخرى تحدد الأمر.
إن قدرة الأطراف على حل نزاعاتهم خارج الإجراءات القانونية أو المحكمة العرفية هي ميزة مشتركة بين جميع تقنيات الطرق البديلة لتسوية المنازعات ، بينما يخضع كل طرف لمجموعة معينة من اللوائح.
على عكس الوساطة والمصالحة ، حيث يكون دور الطرف الثالث هو تشجيع اتفاق ودي بين الطرفين ، فإن التفاوض ، على سبيل المثال ، لا يشمل طرفًا ثالثًا يتدخل لمساعدة الأطراف في التوصل إلى حل.
سيلعب المحكم أو هيئة المحكمين دورًا مهمًا في التحكيم حيث سيصدرون قرار تحكيم ملزم للطرفين. على النقيض من ذلك ، في التوفيق والوساطة ، لا يفرض الطرف الثالث أي حكم ملزم قانونًا.
اللجنة التنظيمة للمؤتمر
· المهندس ماجد سميرات – رئيس الاتحاد الأردني للتأمين– رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر
· د. لانا بدر – عضو مجلس إدارة الاتحاد – عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر
· علاء عبد الجواد – عضو مجلس الاتحاد – عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر
· د. وليد زعرب – عضو مجلس إدارة جوفيكو – عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر
· د. مؤيد الكلوب – مدير الاتحاد – عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر
فريق عمل المؤتمر
ماهر عواد
رولا أبو ليل
منور المفلح
نور قدري
روزين جرار
بسام خريسات
اماني فاخوري
محمد العمايرة
لينا الحديد
لبنى العطيات
هبه فاخوري
اماني القضاة