مرت شركة بيت التأمين المصري السعودي – سلامة بسنوات عجاف ، تولدت من ظروف خارجة عن إرادة الإدارات التنفيذية المتعاقبة ، فليس في الإمكان أبدع مما كان ، والبكاء علي اللبن المسكوب لا يغني ولا يسمن من جوع ، لكن رغم قسوة السنوات العجاف وسطوتها إلا أنها كانت تجربة مُلهمة لإعادة هيكلة هذا الكيان العتيق الذي وُجد في السوق منذ ما يزيد على عقدين ، كأول شركة تأمين تكافلي في السوق المصرية.
محمد عبد المولي ، العضو المنتدب ، وعضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي لشركات التأمين التكافلي ، ارتأى أن يكون المخاض الذي مرت به الشركة قبل توليه منصبه ، أفضل مدخل للإجابة عن تساؤل رئيسي لا يتجاوز أربع كلمات بينهما حرف جر ” أين كنتم وإلى أين وصلتم”.
عبد المولى ارتأى عدم الاستفاضة بجمل إنشائية أو عبارات رنانة بقدر محاولة تأكيد هذه الجمل بنتائج تحققت على الأرض وليست مجرد خطة طموح يسعي لتحقيقها ، بل باتت حقيقة لاينكرها موضوعي لاسيما وأنها مُعتمدة من مجلس إدارة الشركة.
وإلى نص الحوار:
أجرت الحوار – غادة عازر :
خبري: مخاض صعب مرت به بيت التأمين المصري السعودي -سلامة ، إشتعلت شرارته الأولي بحريق شب في مركزها الرئيسي ، ورغم إخماد ألسنة اللهب لكن نار التحديات كانت كامنة بين جدران هذا الكيان العتيق زمنيا ومكانيًا ، صف لنا في إيجاز أين كانت الشركة قبل توليكم المنصب وإلي أين وصلت بعد عامين ونصف بالتمام والكمال؟
عبد المولي : دعني بدءًا أشير إلي ان وجود شركة التأمين وماهيتها يكمن في وجود الخطر ، فلولا الخطر ما كان لنشاط التأمين أهمية ، هذا من حيث الشكل.
دخولا في الجوهر للإجابة على التساؤل الذي يمثل كشف حساب مختصر عن فترة لا تتجاوز زمنيًا العامين ونصف ، لكن حجم الجهد المبذول فيها يضارع جهود عقود دون تهويل ، وإحقاقًا للحق ، ما كان لهذا الجهد أية نتائج إلا بإيمان العناصر البشرية في الشركة بتنوع مسمياتهم الوظيفية بأهمية الخروج من ضيق التحديات لأفق أوسع وأرحب.
دون إسهاب ، بالتأكيد الحريق الذي شب في شركة بيت التأمين المصري السعودي كان مؤلمًا لسوق التأمين، لكن المؤكد والثابت أن الإدارات التنفيذية السابقة بذلت من الجهود المضنية ما يستحق الإشادة فلولاهم ما كان لنموذج التأمين التكافلي أن يكون فرصة استثمارية لمستثمرين أخرين أنشأوا كيانات تمارس التأمين وفق الأسلوب التكافلي.
تسلمت الشركة وكانت في مخاض حقيقي من التحديات ، ربما أغلبها ناتج عن ظروف خارجية ، لاسيما وأنها كانت فترة إنتشار فيروس كورونا الذي لم يزكم الأنوف وينهش في الرئات ، بل أرغم الدول علي إغلاق الحدود ، ما أدي إلي انكماش الاقتصادات ، تلاه الأزمة الروسية الأوكرانية ، الذي زاد طين التحديات بلة ، لتعاني الاقتصاد فوق معاناتها.
في تلك الفترة كان هناك سيناريوهان إما الاستسلام والاكتفاء بالمتاح من العمليات والعملاء ، هذا يعني الموت إكلينيكًا علي مستوي معدلات النمو ، أما السيناريو الثاني وهو الأصعب يكمن في كيفية الخروج من هذا النفق المؤلم قبل أن يكون مُظلمًا ، ومن الطبيعي ان نختار السيناريو الثاني بكل ما فيه تحدياته قبل فرصه آلامه قبل أماله.
الاهتمام بالعنصر البشري نفسيا وعلميا وصقل المهارات في صدارة الأولويات
خبري: ما هي الاجراءات التي أتخذت علي الأرض لإنعاش رئة بيت التأمين المصري السعودي – سلامة؟
عبد المولي: البداية كانت بوضع استراتيجية طويلة مقسمة إلي خطط مرحلة ، جميعها تم عنونته بـ ” إعادة هيكلة شاملة” طرقنا فيها كل السبل ، فتحنا فيها كافة الجراح ، عالجنا فيها ما أمكن علاجها المتاح من الأدوات حينذاك.
لكن اختصارًا ، هذه الخطط ارتبطت بالعناصر البشرية أولًا ، لان الكيانات الاعتبارية لا تُعرف بجدرانها ومبانيها بل بعناصرها ، لذلك كانت تركيزنا على الجانبين النفسي والعلمي ، فلو لم يكن العنصر البشري مطمئن للإدارة ومستقبل الكيان لن تحصل منه علي اي انتاج ولا يمكن التعويل عليه لتحقيق اي خطط مهما كانت حالمة او حتي واقعية.
أما الجانب العلمي فكان بصقل مهارات العاملين في الشركة بالتدريب والتأهيل من خلال كوادر بالشركة او من خارجها ، كلِ بحسب اختصاصه ووفق المهمة الموكلة له.
ميكنة جميع العمليات وتنميط الفروع بشكل يلائم مكانة مجموعة سلامة الإماراتية
خبري: العنصر البشري مهم لكن أليس توفير الأدوات أهم؟
عبد المولى : بكل تأكيد ، وتوفير الأدوات كانت من خلال شقين ، الأول البدء في ميكنة الشركة استهدافا لتنميط كافة الفروع ، ومحاولة تحييد العنصر البشري ، لمحاصرة أي اخطاء بشرية غير متعمدة بالطبع ، ثم توفير الأدوات التي يحتاج العاملين خاصة في الجانب الفني والتسويقي ، من خلال إعادة صياغة السياسة الاكتتابية ، وابتكار تغطيات جديدة بل ومبتكرة تلائم طبيعة التحديات والمخاطر ، ثم فتح قنوات اتصال مع وسطاء التأمين كونهم شركاء نجاح.
لكن بالتوازي مع ذلك كان هناك ملف من الأهمية بمكان منحه أولوية قصوي في متابعته.
إهتمام مُركز بملف التعويضات وسرعة سداد المستحقات بنفس وتيرة الإصدار
خبري: اي ملف تقصد؟
عبد المولى: ملف التعويضات
خبري: وما خصوصية هذا الملف؟
عبد المولي : أهمية ملف التعويضات لا تنفك عن الاهتمام بالملفات الأخري ، ولكن خصوصية هذا الملف تحديدًا ترتبط بخصوصية التأمين كنشاط ، بمعني انه معروف للكافة أن شركات التأمين لا تبيع مُنتجًا محسوسًا ماديا ، لكن تبيع وعدًا يُترجم فيما بعد لتعويض مادي محسوس.
وتأسيسًا على ذلك إذا صلح ملف التعويضات ، أقصد سرعة سداد المستحقات – بشرط اتساق التعويض او الخطر المحقق مع شروط الوثيقة- تضمن شركة التأمين ليس فقط استمرار النمو ، بل ستتضمن أمران ، أولهما ، كسب ثقة العميل وهو الهدف الأسمى الذي نسعى له ، والثاني ان العميل نفسه سيتحول الي سفير عن شركة التأمين ، وسينقل تجربته الآخرين ، وبالتالي سيفتح شهية الآخرين لإصدار التغطيات على ممتلكات ، وبالتالي زيادة الوعي من جهة وزيادة نمو التأمين ومساهمته في الناتج القومي من جهة أخرى.
ما أقصده ، ان بيت التأمين المصري السعودي – سلامة ، تضع ملف التعويضات ضمن سلم اولوياتها ، بحيث تكون سرعة سداد المستحقات بنفس سرعة إصدار التغطيات نفسها ، مرورًا بخدمة ما بعد البيع او خلال مدة التأمين ، لان شركة التأمين دورها لا يقتصر على إصدار التغطية وسداد التعويض بل يتجاوز ذلك الي القيام بدور أهم فيما بين الدورين السالفين ، من خلال تقديم النصح والإرشاد ، وتثقيف العميل ، والاطمئنان الدوري علي توافر وسائل الامان في الأصل المؤمن عليه ، حماية للعميل نفسه حتى لا تتعطل اعماله ، وايضا حماية لشركة التأمين.
خبري: دعني أكاشفك القول ، عملاء يجأرون من مماطلة شركات تأمين في صرف التعويضات ، وبعضهم يكيل لشركات تأمين اتهامات لاأنزل الله بها من سلطان ، فهل يوجد ما يبرر مماطلة شركات تأمين في ذلك؟
عبد المولي : الاجابة علي هذا التساؤل تحتاج المزيد من الوقت والمساحة ، لكن دعني اختصر الاجابة في بعض العبارات.
ليس من مصلحة شركة التامين المماطلة في صرف التعويض ، لسببين ، الاول انها ان ظنت ان هذا سيعظم مكاسبها فهذا الظن قاصر لانها ستخسر امامه ثقة العميل بل ستخسر العميل نفسه ، والثاني ، ان هناك جهة رقابية لاتتهاون في ملف التعويضات ، اقصد الرقابة المالية ، والتي لا تكتفي بحصول العميل علي تعويضه بل انها تجري تفتيشات دورية وغير دورية للتأكد من سلامة الاكتتاب ، وسداد التعويضات.
خبري: لكننا لسنا في جمهورية أفلاطون وهناك عملاء يجأرون من عدم حصولهم علي تعويضاتهم او الحصول علي رقم اقل من المستحق من وجهة نظرهم؟
عبد المولي: الشكوي من عدم الحصول علي التعويض ، اسلفنا ذكر عدم معقوليته قانونا وترجمنا نتائج ذلك عمليا ، ولكن سأستفيض في ذلك بأن العميل قد لايحصل علي التعويض لان شروط التغطية غير محققة بما يتلائم مع شروط الوثيقة ، فقد يكون الخطر مستثني ، او ان العميل أخل بالشروط.
واما عن الشكوي من عدم صرف التعويض وفقا لتقديرات العميل ، فهذا مبعثه أمران ، الاول ان شركة التأمين تعمل وفق قواعد ومعايير وضوابط ، فالموضوع ليس عاطفيا واتخاذ قرار صرف التعويض او جزء منه لايخضع لهوي مسئول التعويضات ولكن يخضع لشروط الوثيقة.
ولكن هناك نقطة غاية في الاهمية ، وهي ان شركات التأمين بُح صوتها من مطالبة العملاء بإعادة تقييم الاصول ، وان عدم اعادة التقييم تعني تطبيق شرط النسبية ، بمعني حصول العميل علي نسبة من التعويض وفقًا للقيمة الاسمية للاصل المؤمن عليه وليس القيمة السوقية ، لكن لو استجاب العميل ووافق علي اعادة تقييم الاصل ، سيحصل مقابل ذلك علي تعويضه بما يتناسب مع القيمة السوقية اثناء التأمين.
تركيزنا على كسب ثقة العميل لأنه شريك في الفائض وليس فقط متلقِ للخدمة
خبري: لن أسهب في هذه النقطة ، ولكن عدم وضوح شروط التغطية للعميل واكتشافه ذلك خلال تحقق الخطر لا يتحمل العميل مسئوليته بل شركة التامين او من ينوب عنها في عدم شرح وثيقة التأمين؟
عبد المولي: اختلف معك في هذه النقطة ، العميل دوره التساؤل عن كل شروط وبنود الوثيقة واستثناءاتها ، لان سداد قسط الوثيقة يعني الموافقة علي ما جاء بها من شروط واستثناءات.
الأمر الثاني ، أننا في بيت التأمين المصري السعودي – سلامة ، اذا طلب العميل اصدار اي تغطية بصورة مباشرة اي من خلال اللجوء مباشرة للشركة ، وكافة العاملين في قطاع الاصدار يعملون وفق رؤية محددة وهدف واضح ، وهو كسب العميل قبل القسط ، ومن ثم ستجد موظف الاصدار لا يتواني في شرح التغطية ، شروطها واستثناءاتها وكافة تفاصيلها ، قبل توقيع العميل عليها.
في الجانب الاخر ، نحن نشدد علي شركاء النجاح من وسطاء التأمين علي ضرورة شرح وثيقة التأمين للعميل ، واذا اكتشفنا ان احدا منهم اخفي اي استثناءات للحصول علي العمولة ، وهي حالات نادرة جدا ، فاننا نتعامل بروح القانون مع العميل ، لكن في اطار ضوابط ومعايير حاكمة ، ولانتهاون مع الوسيط الذي لجأ لذلك ، ولكن اكرر انها حالات نادرة ، لاتمثل القاعدة ، بل هي استثناءات محدودة ، لاتكسر القاعدة الكلية.
الأمر المهم أيضًا ، ان جُل هدفنا هوكسب ثقة العميل ، لانه ليس فقط متلقي للخدمة ، بل شريكًا في الفائض ، بمعني ان النظام التكافلي ، يعمل علي اشراك العميل في الفائض ، او حصوله علي جزء من فائض الاكتتاب التأميني او الارباح الفنية ، وفق الشروط والاحكام ، وبالتالي فلا مجال للعبث بالعميل في شركة بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، لان الشركة بكافة مستوياتها تعمل لخدمة العميل لانه العمود الفقري لنشاط التأمين.
لن نترك فرصة دون استثمارها لتعزيز معدلات النمو ووضع الشركة في مكانتها المستحقة
خبري: إذا عرجت علي أهم الفرص التي تفتش عنها بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، لتعزيز نموها ، بمعني ما هي المجالات والقطاعات التي تركز عليها الشركة؟
عبد المولي: استراتيجية بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، تعتمد علي أمر هام ، وهو التفتيش عن كافة الفرص ، دون التركيز علي احداها وترك الاخري ، لاننا نعمل من خلال سياسة تميل الي تنويع المحفظة لضمان استقرار النمو بل واستدامته.
تنويع المحفظة لايضمن فقط تعزيز معدلات النمو علي مستوي الاقساط بل ينعكس ذلك علي حجم الفائض المحقق ، وهو الهدف الابرز ، فنحن لانعول علي عائد الاستثمار رغم اهميته ، لكن دور شركة التأمين هو تحقيق ارباحا من النشاط الفني ، وبالطبع التركيز علي عائد الاستثمارات بغية تعظيم الربح الكلي او فائض النشاط وهو الذي يجمع في بوتقته العائد الفني مع الاستثمار.
لكن هذا لايعني عدم التركيز علي انشطة معينة ، منها المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ، لانها تضمن تفتيت الخطر وهي القاعدة العامة التي يقوم عليها التامين ، او ما يُعرف بقانون او قاعدة الاعداد الكبيرة.
خبري: لن أخفيك سرًا ، بعض أسباب ابتعاد عملاء له علاقة بدورة العمل في شركة التأمين ، فرغم تطور التكنولوجيا لكن هناك شركات تعمل بفكر عفي عليه الزمن؟
عبد المولي : اذا كنت تقصد شركات التأمين بشكل عام ، فدعني اخبرك ان كافة الشركات تعمل على الاستثمار التكنولوجي وتسعى لمواكبته والاستفادة منه في دورة عملها ، سواء في عمليات الاصدار او التعويضات.
واما عن بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، فمنذ اليوم الأول من تحمل المسئولية ، وضعنا الميكنة هدف ضمن الأهداف الرئيسية ، لذلك قمنا ولازلنا بميكنة جميع العمليات ، في محاولة لتحييد العنصر البشري ، ليس عدم ثقة فيه ، ولكن لتقليص اي فرص للخطا غير المتعمد.
كما اننا قمنا بتدشين موقع الكتروني جديد ، في ثوب يليق بمكانة بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، وبمكانة مجموعة سلامة للتأمين الاماراتية التي ننضوي تحتها ، ولم نكتفي في هذا الموقع باستعراض ما نقدمه من تغطيات ، بل فتحنا المجال للتواصل المباشر بين العميل وبين شركة التأمين من خلال هذا الموقع ، وهو قناة تواصل ضمن قنوات اتصال عديدة.
اضافة الي ذلك ، اتحنا للعميل فرصة للاخطار عن الحوادث ، وايضاح مراكز الصيانة ، والاجراءات المتبعة والمستندات المطلوبة في حالة وقوع حادث للسيارة المؤمن عليها ، وغيرها من الخدمات التي سيجد فيها العميل ضالته او ما يبحث عنه.
كما اننا نعمل علي تنميط الفروع ، بمعني صبغ بفكر واحد ، وليس التركيز علي الشكل ، بل علي الجوهر، بمعني ان الخدمة التي سيتلقاها العميل في اي فرع سيجدها بنفس المستوي في باقي الفروع ، الاختلاف الوحيد هو النطاق المكاني للفرع.
الحصة السوقية ليست هاجسًا يؤرقنا لأن الشركات تُقاس بالعوائد الفنية والكلية
خبري: قلت ان الشركة تستهدف تحقيق ارباحا فنية وهذا منطقي ، لكن أيعني ذلك ان الحصة السوقية ليست في سلم اولويات الادارة الحالية؟
عبد المولي: نسعي لتحقيق حصة سوقية علي مستوي الاقساط المباشرة في نشاط الممتلكات وعلي مستوي التأمين التكافلي، فالحصة السوقية مهمة ، لكن إذا تعارضت الحصة السوقية مع معايير الاكتتاب السليمة او قد تنحرف الي ممارسات سعرية غير مقبولة ، ففي تلك الحالة سنعرض عن الحصة السوقية ، لان شركة التأمين تُقاس بالعوائد الفنية والكلية وليس بالحصة السوقية.
خلاصة القول ، الحصة السوقية مهمة ، لكن تحقيق أرباح فنية وكلية هو الأهم.
الوسطاء شركاء نجاح واطمئنان العميل ينبع من ثقته في مستوى الخدمة
خبري: لم تغفل الاشادة بدور وسطاء التأمين ولكن لايُخفي علي احد ان بعضا منهم قد يلجأ الي مساومة شركة التأمين علي العمولة مقابل جلب العمليات لها خاصة اذا كانت العمليات وفق التوصيف الفني ” جيدة في أخطارها” وبعضهم وهو استثناء لديهم نهم للعمولة بغض النظر عن الخدمة او شركة التأمين ظنا ان اي خطا تتحمله شركة التأمين وانه ليس مسئول عن الاصدار او التعويض؟
عبد المولي: لم نواجه هذه النوعية من الوسطاء في شركة بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، لأسباب من بينها ، ان لدينا قاعدة نتعامل من خلالها ، وهي اننا لا نقبل اي عملية او تغطية قد تضطرنا الي الانحراف عن مؤشر التسعير المنضبط.
الأمر الثاني له علاقة بالعمولات ، من المقبول ان يحصل الوسيط علي العمولة بناءً علي جودة المحفظة التي ساهم في جلبها ، لكن ليس مقبولا ان تستجيب شركة التأمين لاي ضغوط ، فتحديد العمولات محسوب ومقنن ، ولا يخضع لمساومات او اهواء ، وقاعدة البيت السعودي التي يعرفها كافة الوسطاء ، نحن نقدم خدمة مقابل سعر منضبط ، ولذلك فجميعهم يشعر بالارتياح في التعامل معنا ، لأنني كما قلت ، إطمئنان العميل قبل الوسيط يرتبط بجودة الخدمة المقدمة في الاصدار والتعويضات وما بينهما من خدمات ما بعد الاصدار.
إرتفاع إجمالي الأقساط بنسبة 22.4% وتراجع التعويضات التحميلية
خبري: دعنا نطرح التساؤل الأخير ، قال سقراط لاحد تلامذته ” تكلم حتي أراك” ، وشركة التأمين لايكفي لنراها ان تتكلم بمعسول العبارات او بجمل انشائية رنانة ، ولكن يراها العميل والمتابع لها من نتائج أعمالها ، فما دلالات نجاح بيت التأمين المصري السعودي- سلامة خلال فترة توليكم المنصب وفقًا لنتائج الاعمال؟
عبد المولي: رغم قسوة التساؤل لكنني سأكون حسن الظن في بواعثه ، ولن استفيض في البرهان علي سياسة الشركة التي إرتدت ثوبًا جديدًا يليق بمكانتها ومكانة مجموعة سلامة للتأمين الإماراتية.
ودعني هنا أعرض بعض النسب التي حققناها خلال اول تسعة أشهر من العام المالي 2022/2023 ، وهذه النسب والأرقام تم اعتمادها من مجلس إدارة الشركة ، ما يعني انها لم تعد مجالا للتشكيك فيها ، لاسيما وانه يتم ارسالها لجهات الولاية.
دون اسهاب ، نجحت شركة بيت التأمين المصري السعودي في تحقيق معدل نمو بإجمالي الأقساط ، خلال أول تسعة أشهر من العام المالي 2022/2023 ، يقارب 22.4% مقارنة بالفترة المقابلة من العام المالي السابق 2021/2022 ، وفي المقابل تراجعت التعويضات التحميلية بنسبة 13% خلال فترتي المقارنة ، بسبب جودة الاكتتاب وسياسة القبول التي شرحت بعض عناصرها فيما سبق.
نمو صافي دخل الاستثمارات الحرة بنسبة 129%
في الجانب الأخر ، ارتفع صافي الدخل من الاستثمارات الحرة بنسبة تزيد عن 129% في اول تسعة أشهر من العام المالي 2022/2023 ، مقارنة بالفترة المقابلة من العام المالي السابق ، وهو دليل علي الجهد المبذول من ادارة الاستثمارات في الشركة لتعظيم العوائد التي انعكست فيما بعد علي الارباح الكلية.
فائض الاكتتاب التأميني يصعد 190.7% والنشاط يرتفع 45.8%
علي الجانب الأخر صعد معدل نمو فائض الاكتتاب التأميني ليسجل 190.7% تقريبا خلال فترتي المقارنة ، ولهذا دلالة كاشفة عن سياسة الاكتتاب ، كما ان فائض النشاط شهد نموًا بنسبة تزيد علي 45.8 % في اول تسعة أشهر من العام المالي 2022/2023 ، مقارنة بالعام المالي 2021/2022.
الفرق بين فائض / عجز الاكتتاب و النشاط التأميني
ولمن لايعرف ، ان هناك فرق بين فائض / عجز الاكتتاب والنشاط التأميني ، وللاختصار .
فائض و/ أوعجز الاكتتاب التأمينى ، يعني الأقساط المكتسبه مضافًا إليها عمولة إعادة التأمين الصادر مخصومًا منها التعويضات التحميليه و تكاليف الإنتاج والمصاريف الإدارية ، فإذا كان الناتج بالموجب فإن هذا يعني تحقيق فائض في الإكتتاب أو أرباح فنية، أما إذا كان الناتج بالسالب فيعني هذا أن تكبد عجز في الإكتتاب أو تحقيق خسائر فنية.
أما فائض و/ أو عجز النشاط التأمينى، فهو نتيجة الاكتتاب، سواء زيادة أو نقصًا، مضافًا إليها عوائد الاستثمار، حيث يتم استثمار أموال العملاء أو الأقساط المحصَّلة منهم فى القنوات المختلفة، مثل الودائع وشراء السندات وأذون الخزانة وشراء الأسهم فى بورصة الأوراق المالية، وتم تحديد النسب المخصصة لكل قناة فى اللائحة التنفيذية لقانون الإشراف والرقابة على التأمين.
بقي أمر هام أود الإشارة إليه ، وهو أنه لولا جهود العاملين في الشركة بكافة أطيافهم وتعدد مستوياتهم لما وصلت بيت التأمين المصري السعودي- سلامة ، هذه النتائج ، والتي نسعي إلي تعظيمها وليس التباهي والاكتفاء بها.