قال محمد مصطفى عبد الرسول ، العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلي- مصر ، وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للتأمين ، أن التضخم كان التحدي الأكبر الذي واجه نشاط التأمين في السوق المصرية، وأغلب إن لم يكن كل الأسواق العربية والإقليمية.
وأشار الي أن تأثير التضخم إنعكس بصورة كبيرة علي التعويضات المرتبطة بفرعي السيارات التكميلي ، والتأمين الطبي ، لأسباب لها علاقة بمصاحبته لشح السيولة الدولارية ، ما ادي الي ارتفاع قطع غيار السيارات بخلاف ندرتها لترتيب سلم اولويات السلع المستوردة ، وكذلك ارتفاع اسعار الخدمات الطبية.
العضو المنتدب لشركة أورينت : رغم وطأة التحدي لكن التعامل معه لم يكن مستحيل
واوضح العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلي ، أنه رغم وطأة التحدي حينا وقسوته أحيانا ، إلا أن التعامل معه لم يكن مستحيل ، لتوافر الإرادة ، مع الإدارة الرشيدة ، مشيرًا إلي ان التعامل مع تحد ارتفاع تعويضات السيارات التكميلي تم ترويضه من خلال إعادة تقييم الأصول ، والذي ساهم في رفع مبالغ التأمين ، ومن ثم زيادة الاسعار التي انعكست علي رصيد الأقساط ، والتي قلصت من الفجوة بين السعر والتعويض.
اضاف ، ان التحد الأصعب كان له علاقة بالتعويضات المرتبطة بفرع الطبي ، لاسباب منها كما اسلفت ارتفاع اسعار الخدمات الطبية نفسها ، لكن صعوبته الحقيقية تكمن في عدم القدرة علي التعامل معه بنفس اسلوب التعامل مع تعويضات السيارات ، خاصة وان عقود التأمين الطبي سنوية ، ولا يجوز تحريك السعر خلال فترة التعاقد.
وأشار العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين ، إلي انه كانت هناك سيناريوهات تم التعامل بها ، منها علي سبيل المثال إدارة مطالبات التأمين الطبي دون ان يتم التهاون في حق العميل للحصول علي الخدمة المطلوبة ، مع امتصاص جزء من تأثيرات التضخم.
ولفت الي ان نجاح شركة التأمين الحقيقي يرتبط بمدي قدرتها علي التعامل مع التحديات ، لان الأزمات كاشفة لمستوي الادارة وقدرتها علي مواجهة أية مطبات تعوق معدلات النمو.
أورينت للتأمين خرجت من جوف الأزمة بأقساط كبيرة وأرباح فنية أكبر
وأكد عبد الرسول ، أن أورينت للتأمين التكافلي – مصر ، نجحت في الخروج من جوف الأزمة الضاغطة لاسباب خارجية بمكاسب متنوعة ، منها ما يتعلق بزيادة رصيد الأقساط المباشرة ، ولكن الأهم هو تعظيم العائد علي الاكتتاب ، وزيادة مؤشر النمو في فائض الاكتتاب التأميني.
ولم ينكر العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلي مصر ، جني بعض المكاسب من التضخم ، منها الاستفادة من العوائد المحققة علي الاستثمار ، بسبب رفع سعر الفائدة علي الودائع ، وقنوات الاستثمار المضمونة ، والتي عظمت من فائض النشاط التأميني – الاكتتاب مضافا اليه عوائد الاستثمار-.
واشار عبد الرسول الي ان أورينت للتأمين التكافلي – مصر ، لازالت متمسكة بمستوي الخدمة الجيد الذي يتم تقديمه للعميل مع التحوط في انتقاء المخاطر ، بمعني التسعير الفني السليم للمخاطر ، وعدم اللهاث خلف تعظيم الاقساط علي مستوي العائد المحقق منها.
شح السيولة الدولارية تحدِ عارض تجاوزناه بترتيب سلم الأولويات
وانتهي الي ان العبرة في شركات التأمين له علاقة بترتيب سلم الاولويات لدي الإدارة التنفيذية ، مشيرًا الي ان شح السيولة الدولارية كان تحد ضاغط جديد ، لاسيما مع أهميته في سداد التزامات معيدي التأمين ، نظرًا للاتفاق بين شركات التأمين والاعادة علي ان يكون الدولار هو عملة التعامل.
أضاف أن نقص السيولة الدولارية هو تحدِ عارض وليس دائم ، وان أورينت للتأمين امتصت هذا الأثر من خلال ترتيب سلم الأولويات ، بمعني الاتفاق علي سداد كافة الالتزامات بشكل يُرضي معيدي التأمين ، وفي نفس الوقت يلائم الظرف الحادث الخاص بندرة السيولة الدولارية والتي ليس لشركات التأمين يدًا فيها.