توقعت شركة لومينا كابيتال أدفايزرز ان يسجل العام الجاري 2023 ، مستويات قياسية من صفقات الاندماج والاستحواذ بين منطقة الخليج والمملكة المتحدة.
وأشارت لومينا كابيتال – وهي شركة تمويل شركات متوسطة الحجم – أن منطقة منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تشهد اهتمامًا متزايدًا لدى المستثمرين في المملكة المتحدة وخاصة في صفقات الاندماج والاستحواذ
وكشفت دراسة استقصائية جديدة لكبار صانعي القرار اجرتها لومينا كابيتال ، شمل الشركات والمستشارين المحترفين والأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية أن 80% من المشاركين ينفذون أو أنهم نفذوا بالفعل عمليات اندماج واستحواذ في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
وأكد نحو 40% من المستثمرين أنهم يسعون إلى إبرام صفقات واردة في الشرق الأوسط خلال العام ونصف المقبل، فيما يتطلع 19 % إلى النشاط الخارجي.
وكشفت الدراسة عن ارتفاع ملحوظً في متوسط أحجام الصفقات منذ عام 2019، بزيادة عن نسبها التي كانت أقل من 100 مليون دولار لتصل إلى ما يقرب من 250 مليون دولار.
أندرو نيكول : زيادة بنسبة 112% في الاهتمام بالصفقات الواردة منذ عام 2019
قال أندرو نيكول، الشريك في لومينا، إنه شهد زيادة بنسبة 112% من ناحية الاهتمام بالصفقات الواردة منذ عام 2019، مما يؤكد جاذبية الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
اضاف ، أن أحجام الصفقات تشهد تزايدا ملحوظًا، كما أن هناك زيادة ملحوظة في استخدام الديون، مدفوعة في المقام الأول بوصول صناديق الثروة السيادية والكيانات شبه الحكومية، ولكن ومع ذلك، فإن توافر هذا التمويل لا يزال محدودا بالنسبة للمعاملات الخاصة”.
ووفقاً للاستطلاع، يتطلع معظم المستثمرين البريطانيين إلى دخول أسواق الإمارات ، واعتمادها لتكون قاعدة إقليمية يمكنهم من خلالها التركيز على قطاعات محددة في المملكة العربية السعودية أو استخدامها في عمليات الاستحواذ والتطوير في المنطقة بشكل عام.
ولفت الي ان شركة Zencargo – المتخصصة في مجال الشحن الرقمي وتتخذ من بريطانيا مقرًا لها – اصبحت أحدث شركة تخطط لعملياتها في الإمارات العربية المتحدة كمنصة للتوسع في أفريقيا وجنوب آسيا.
ويتزامن الاستطلاع مع معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك الذي أقيم الأسبوع الماضي، وشهد حضور أكثر من 100 شركة بريطانية لاستكشاف الفرص الاستثمارية، في الوقت الذي تسعى فيه المنطقة إلى تسريع جهود التحول في مجال الطاقة.
وفي شهر أغسطس، أبرمت شركة نسما السعودية، اتفاقية للاستحواذ على شركة كينت، وهي شركة عالمية لخدمات الطاقة مدرجة في بورصة لندن وتبلغ إيراداتها 1.4 مليار دولار.
البنية التحتية محورًا رئيسيًا للاستحواذات في السعودية
في السياق ذاته قالت شركة لومينا ، إن القطاعات الرئيسية الأخرى تستقطب الاهتمام، إذ تعد البنية التحتية المحور الرئيسي في المملكة العربية السعودية، حيث تم وضع خطة إنفاق بقيمة 900 مليار دولار لتسهيل تطوير المشاريع العملاقة، ودمج التطورات في الاستدامة والتكنولوجيا والأتمتة، كما يشهد قطاعي الرعاية الصحية والتعليم اهتمامًا متزايدًا لدى المستثمرين.
وفي أغسطس، أبرمت شركة بيورهيلث – التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها- اتفاقية للاستحواذ على مجموعة سيركل هيلث جروب – أكبر مشغل مستقل للمستشفيات في المملكة المتحدة – وبلغت قيمة صفقة الاستحواذ 1.2 مليار دولار .
وفي مايو، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن افتتاح مدرسة ريجيت جرامار في الرياض، وتعد المدرسة التي تقع في المملكة المتحدة، و تأسست عام 1675، جزءًا من برنامج جذب المدارس الدولية، وهي مبادرة لجذب المدارس الدولية الكبرى إلى العاصمة السعودية، بالشراكة مع وزارة التعليم ووزارة الاستثمار.
واوضحت شركة لومينا ، أن القطاعات الاستهلاكية تجذب اهتمام المستثمرين من المملكة المتحدة، وهو ما تؤكده المبادرات الاجتماعية والاقتصادية الإقليمية، مع التركيز على الترفيه والرياضة والألعاب والأغذية والمشروبات وتجارة التجزئة.
وأكد أندرو نيكول ، أن هناك توجهًا غير مسبوق من الشركات الدولية للدخول إلى المنطقة من خلال مشاركة المشاريع والشراكات والقدرات، مع التركيز الواضح على المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً حاسماً في تشكيل المشهد في المنطقة، وتكوين شركات إقليمية رائدة من خلال استراتيجيات الاستحواذ الموحدة التي يتم تنفيذها على مستوى اتحادي.
ولا تزال الأسهم هي الخيار الرئيسي للتمويل، حيث يعتبرها 76% من المستثمرين الطريقة المفضلة لعمليات الاستحواذ، فيما تعد الديون أيضًا لاعبًا بارزًا، إذ يستخدمها 44% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع كمصدر لتمويل الصفقات.