أضحت الأخطار السيبرانية بؤرة سرطانية جديدة ، وباتت شركات التأمين أمام تحد مكافحتها بترويضها فنيا من خلال تغطيات غير نمطية ما يتطلب خبرة ذات طبيعة خاصة على مستوى الاكتتاب والتسعير ، والأهم من ذلك وجود طاقات استيعابية من أسواق إعادة التأمين ، حتي لا يتحول الخطر السيبراني الي فيروس يلتهم المراكز المالية لشركات التأمين نفسها ، إن تهاونت في تسعيره او تعاملت معه معاملة الخطر التقليدي والنمطي.
أهمية التأمين علي الأخطار السيبرانية شكلت محورًا مهمًا امام الساسة وصانعي القرار التأميني وجهاته الرقابية ، لاسيما وانه ارتبط بصورة او اخري بالذكاء الاصطناعي الذي اتجهت اليه القطاعات الاقتصادية وغيرها ، لترشيد التكلفة ولتسريع الوتيرة المرتبطة بدولاب العمل.
16 مليار دولار حجم سوق التأمين السيبراني علي مستوي العالم
وسجل سوق التأمين السيبراني نموا كبيرا على المستوى العالمي ، وبلغ حجم هذا السوق إلى أكثر من 16 مليار دولار في 2023.
وأكد خالد البادي ، رئيس جمعية الإمارات للتأمين أن موضوعات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاكتتاب والمطالبات والتوزيع في قطاع التأمين، سيكون من أبرز الموضوعات الرئيسية في المؤتمر العام 28 للاتحاد الأفرواسيوي للتأمين وإعادة التأمين “FAIR” الذي تستضيفه إمارة أبو ظبي في الفترة من 19 حتي 22 من شهر نوفمبر 2023.
ولفت أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدم المساعدة لشركات التأمين والوسطاء و حاملي الوثائق من حيث زيادة الكفاءة والفعالية وحجم تبادل المعلومات وتوفير حلول لمعظم المشاكل التي تواجه القطاع وخصوصا من ناحية التعويضات أو المقاصة وتقييم الأخطار بطريقة دقيقة وتوفير الوقت والمال.
وأشار رئيس جمعية الإمارات للتأمين ، الي أن شركات التأمين في الإمارات ليست بمعزل عن التطورات التي تشهدها صناعة التأمين على المستوى العالمي، لافتا إلى أن الشركات تقوم بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاص بها لتحليل المخاطر والتنبؤ بها وتصميم وثائق تأمين ملائمة لاحتياجات العملاء المختلفة.
ولفت إلى أن حكومة دولة الإمارات تعمل على تأهيل كوادر وطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي في إطار إلبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي معربا عن أمله في أن يكون قطاع التأمين بدولة الإمارات من القطاعات المستفيدة من الخبرات الوطنية المدربة في هذا المجال الحيوي باعتبار أن قطاع التأمين يشكل أحد القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني.
ورداً على سؤال حول التأمين ضد الهجمات السيبرانية، قال البادي إن العديد من شركات التأمين على المستوى العالمي بدأت التوسع في برامج التأمين ضد هذه الهجمات في ظل توقعات بأن يكون هذا النوع من التأمين من أكثر القطاعات الواعدة في المرحلة المقبلة، موضحا أن سوق التأمين الإلكتروني في دولة الإمارات والسعودية يعد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط مع تأكيد الخبراء في القطاع أن سوقا واعدة للتأمين ضد الأخطار السيبرانية بدأت تتشكل ملامحه بصورة أكثر وضوحا في الإمارات.
10 تريليون دولار خسائر متوقعة للجرائم السيبرانية
ووفقا لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي فإن الجرائم السيبرانية من المتوقع أن تتسبب في خسائر إجمالية للشركات ومؤسسات الأعمال حول العالم لتصل إلى 10 تريليونات دولار بحلول عام 2025.
من جانبه قال أحمد خليفة ، العضو المنتدب لشركة ثروة للتأمين ، أن التوسع التكنولوجي الكبير لم يترك مجال إلا وأثر فيه بصور إيجابية كبيرة وملموسة، خاصة تكنولوجيا المعلومات التي باتت أساس العديد من الاستخدامات.
اضاف ، ان تلك التكنولوجيا تعتبر مجموعة من الأدوات والمنهجيات والعمليات التي تستخدم لجمع المعلومات ومعالجتها وتخزينها، والتي يتم استخدامها من خلال شبكات الحواسيب، والبرامج، والمنصات، والتطبيقات الرقمية الحديثة.
واشار خليفة الي انه نظراً لأهمية تكنولوجيا المعلومات التي باتت لا يمكن الاستغناء عنها من الأشخاص سواء الأفراد أو الشركات في كافة أمورهم اليومية كونها من العناصر الأساسية للتكنولوجيا الرقمية المستخدمة الأن، فإنه كان من الضروري وجود أداة للتأمين ضد مخاطر وحوادث الهجمات الإلكترونية أو السيبرانية التي تشكل أكبر التهديدات على البيانات والمعلومات، هذه الأداة تسمى بالتأمين السيبرانى.
المقصود بالتأمين السيبراني
التأمين السيبراني هو أحد أنواع التأمين ضد أضرار ومخاطر الجرائم الإلكترونية، بل هو من أهم الأدوات التأمينية الجديدة الواجب توافرها، وذلك بقصد الحماية من الأضرار التي قد تنجم عن الهجمات السيبرانية والمتمثلة في اختراق كافة المعلومات والبيانات أو هجمات رفض الخدمة.
اهمية التأمين السيبرانى تكمن في دوره لحماية كافة المؤسسات التي تمتلك قواعد بيانات ضخمة تحتوي على العديد من المعلومات والبيانات الحساسة وذات الأهمية، بحيث يمكن أن ينتج على الهجمات السيبرانية ابتزاز المؤسسة مقابل رجوع وتأمين تلك المعلومات التي يمكن أن يتوقف عليها مستقبل المؤسسة سواء المالي أو الإداري، هذا ويمكن أيضاً أن ينتج عن الهجمات السيبرانية إلحاق أكبر الأضرار بسمعة المؤسسة بما يؤدى إلى خسائر مالية فادحة، وهنا تكمن أهمية التأمين السيبرانى في تعويض الأضرار.
ويغطي التأمين السيبراني الحماية ضد العديد من المخاطر السيبرانية المتنوعة التي يمكن للمؤسسات التعرض لها، بحيث يغطى انتهاكات الابتزاز الإلكتروني، وإيقاف أو انقطاع الأعمال، ويغطى أيضاً انتهاكات البيانات وانتهاكات الخصوصية، كما تشمل تغطية بوالص التأمين السيبرانى النفقات التي تدفع بالتحقيق في الخرق والاستجابة له، بالإضافة إلى أية رسوم قانونية وتسويات أخرى.