رسالة الأردن – ماهر أبو الفضل:
نجح الاتحاد الأردني للتأمين وإعادة التأمين، أن يضع مؤتمر العقبة، في نسخته الثامنة ، علي أجندة المؤتمرات والمحافل الدولية، لاسباب عديدة،من بينها، التنظيم الجيد، والتعاون الذي لاينكره موضوعي، بين كافة أجهزة ومؤسسات المملكة الأردنية الهاشمية، إيمانا منهم بأن نجاح المؤتمر يعني نجاح الدولة بأكملها.
المهندس ماجد سميرات، وماهر الحسين، ومؤيد الكلوب، ودكتور وليد زعرب ، ودكتورة لانا بدر، وماهر عواد ، الأسماء السابقة هم أعضاء اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وقيادات الإتحاد الأردني للتأمين، ظننت كغيري ، أنهم سيسعون إلي لفت إنتباه وسائل الإعلام إليهم، للتباهي بالجهود الذي قاموا بها قبل وأثناء وبعد المؤتمر، لكن المفاجأة ، أن جميعهم لم يظهر علي الساحة، إيثارًا حينا، ورغبتهم في أن ينجح المؤتمر دون الإلتفات لأية مكاسب شخصية ، أحيانا.
الملاحظة الثانية، قبل الولوج في التقييم الجوهري للمؤتمر بجلساته، أن نموذج مثل ماهر الحسين، وهو المدير الحالي للإتحاد ، رغم أنه سيغادر موقعه، الشهر المقبل – بمحض إرادته ليتفرغ لمكتب المحاماة – وربما بحُكم العادة، يبخل من في مكانه عن بذل أي جهد لإنجاح المؤتمر، لكنه علي العكس، شمر عن ساعده منذ اليوم الأول وحتي مغادرة الوفود القادمين من 27 دولة علي مستوي العالم، ساعيًا لإزالة العقبات أمام المشاركين بتنوع أطيافهم، ليعطي رسالة مفادها أن البقاء للإتحاد وليس للأشخاص.
أما المهندس ماجد سميرات، رئيس الإتحاد، فلم يضبطه أيا من المشاركين متحدثًا في جلسات المؤتمر، مكتفيًا بكلمته التي ألقاها خلال الجلسة الإفتتاحية، والذي لم يسعي من خلالها للتباهي بما حققه الكيان التنظيمي ، في دورته السابقة أو الحالية، بل فاجأ الحضور بمكاشفة الذات ، والتأكيد- بعد رصد عددًا من المؤشرات المالية- أن هذه الأرقام متواضعة، وان احد اهداف المؤتمر، الاستفادة من تجارب الدول المشاركة لدعم فرص ، ومعدلات النمو بسوق التامين الأردنية.
مؤيد كلوب، نائب مدير الإتحاد، والذي سيتولي منصب المدير أول يوليو، واجهة مُشرفة، يمتلك عقلأ واع، وعلم غزير، يمكن استنباط هذه الصورة من خلال بعض مداخلاته – كمشارك وليس كنائب مدير الاتحاد- في النقاشات التي جرت علي هامش الجلسات.
وأخيرًا، وليد زعرب ، و لانا بدر، وماهر عواد ، ثلاثتهم ، كان علي مقربة من المشاركين، دون الاعلان عن صفاتهم او اسمائهم ، في رسالة جديدة أراد الإتحاد الأردني ان تصل للمتابعين والمشاركين، ان جُل هدفهم هو إنجاح المؤتمر وليس رغبة من أيا منهم في مجد ذاتي زائل.
الملاحظة الشكلية الثالثة، تكمن في نجاح الاتحاد الأردني للتأمين، في استثمار كل مساحات الفندق الذي عُقد فيه المؤتمر، وتخصيصها كمناطق إجتماعات ثنائية ، بين شركات التأمين والإعادة، ووسطاء التأمين والإعادة، سواء لعقد الاتفاقات فيما بينهم، او ترتيب لقاءات مستقبلية لمناقشة الاتفاقات بشكل تفصيلي.
وفيما يخص جوهر المؤتمر وجلساته، الذي شارك فيه 750 ضيفًا ممثلين عن 27 دولة، بتنوع أنشطتهم، سواء شركات الإعادة او التأمين، وكذا شركات الوساطة في التأمين والإعادة.
سميرات : دراسة فرض تغطيات إلزامية لزيادة مساهمة القطاع في الدخل القومي
قال ماجد سميرات ؛ رئيس الاتحاد؛ إن نسبة نمو الأقساط المباشرة بشركات التأمين الأردنية- بتنوع أطيافها وتعدد أطرافها- بلغت ٩.٥% بنهاية العام الماضي ٢٠٢١ ؛ بقيمة ٦٥١ مليون دينار اردني؛ مقارنة بالمحقق في العام السابق ٢٠٢٠.
وأضاف؛ في كلمته بالجلسة الافتتاحية في المؤتمر الدولي الثامن للتأمين وإعادة التأمين، الذي تستضيفه منطقة العقبة الاقتصادية “برعاية مجلة خبري إعلاميا”؛ أنه على الرغم من نمو أقساط التأمين؛ فإن حصة الفرد من التأمين لا تتجاوز ٨٥ دولارًا سنويا؛ وهو رقم ضئيل؛ لذلك سيحاول الاتحاد من خلال التنسيق مع البنك المركزي؛ إجراء إصلاحات تشريعية لفرض بعض انواع التأمين بصورة إلزامية؛ بالإضافة إلى استحداث برامج تأمينية جديدة تلبي احتياجات العملاء من جهة؛ وتواكب التطورات المتلاحقة في المخاطر المستحدثةمن جهة أخرى.
وأصدرت جهات الاختصاص بالمملكة الأردنية الهاشمية تشريعا جديدا العام الماضي ٢٠٢١ ؛ برقم ١٢ ؛ أخضعت من خلاله شركات التأمين الأردنية لولاية ورقابة البنك المركزي.
ومعروف أن مصر والتي تعد إحدى أهم أسواق التأمين النشطة إقليميا وتتوافر فيها فرص النمو؛ أجرت إصلاحات تشريعية شاملة من خلال صياغة مشروع قانون تأمين موحد؛ استهدفت من خلاله ضمن ما تستهدفه؛ توسيع شبكة الحماية التأمينية لأكبر شريحة من المواطنين؛ من خلال فرض بعض أنواع التأمينات؛ سواء مسؤوليات أو غيرها بشكل إلزامي؛ ولزيادة مساهمة التأمين في الناتج القومي والتي لم تصل لمستوى ١%.
المقارنة بين السوقين المصرية والأردنية جاءت بسبب تشابه الظروف الاقتصادية بين النموذجين.
في سياق موازٍ ؛ قال رئيس الاتحاد الأردنى للتأمين ؛ إن إجمالي رؤوس أموال الشركات بلغت ٢٧٣ مليون دينار أردني بنهاية ٢٠٢١، فيما بلغت استثمارات القطاع ٥٩٠ مليون دينار في العام الماضي.
وبلغت قيمة الأرباح التي حققتها شركات التأمين الأردنية ٢٢ مليون دينار في ٢٠٢١ ؛ لجمالي ٢٤ شركة تأمين وإعادة تأمين .
ووصف ماجد سميرات الأرباح المحققة بالمتواضعة؛ مؤكدا أن عقد المؤتمر الدولي الثامن يستهدف ضمن ما يستهدف الاطلاع على التجارب الدولية، والاستفادة منها بما يتماشى مع طبيعة السوق الأردنية حينًا ؛ واحتياجات العملاء أحيانًا ؛ سعيًا لتطوير السوق بشكل عام .
أبو زيد : المخاطر الأخيرة تنذر بأزمة Stagflation لا نعرف إلى متى ستستمر
من جانبه ، قال شكيب أبو زيد ، الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين ؛ إن العالم منذ 2020 يعيش تبعات عدة أزمات ؛ منها أزمة كوفيد 19 – وما ترتب عنها، وأزمة سلاسل التوريد، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع والبضائع؛ بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية الروسية، والتي فاقمت من موجة الارتفاع وخاصة في أسعار الحبوب والمحروقات، وهذه العناصر أدت إلى زيادة التضخم مع خطر الركود الاقتصادي، مما يُنذر بأزمة Stagflation -يقصد الركود التضخمي- لا نعرف إلى متى ستستمر؛ وماذا سينجم عنها.
وأضاف؛ في كلمته التي ألقاها بالمؤتمر الدولي الثامن للتأمين وإعادة التأمين بمنطقة العقبة الاقتصادية؛ في المملكة الأردنية الهاشمية؛ برعاية « خبري » إعلاميًّا ؛ أن جائحة كورونا أدت إلى سرعة الانتقال إلى الحلول الرقمية بسبب الضرورة، ومكّن ذلك شركات التأمين من إدارة تأثير الوباء، من خلال السماح للقوى العاملة بالعمل عن بُعد؛ بفعالية وكفاءة؛ ولكن مع هذا التحول جاءت التهديدات الإلكترونية المتزايدة، الأمر الذي يستدعي بالتطرق إلى المخاطر السيبرانية Cyber Risks وهو أحد محاور برنامج هذا المؤتمر.
قال عادل شركس ؛ محافظ البنك المركزي الأردني ؛ إن مصرفه سيعمل علي تعزيز التعاون مع شركات التأمين ؛ التي تخضع لولايته ؛ وفقا للقانون ١٢ لسنة ٢٠٢١ ؛ في خطوة استشارية تستهدف زيادة كفاءته حينا ؛ ورفع مساهماته في إجمالي الناتج القومي أحيانا .
شركس: شراكات بين المركزي الأردني وشركات التأمين لدعم الاقتصاد القومي
وأشار شركس في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثامن للتأمين وإعادة التأمين ؛ الذي ينظمه الاتحاد الأردنى للتأمين ؛ بمنطقة العقبة الاقتصادية ؛ في المملكة الأردنية الهاشمية ؛ برعاية “خبري” إعلاميا ؛ أن شركات التأمين الأردنية تعد إحدى أهم قنوات تجميع المدخرات؛ وإن دعمها لزيادة فاعليتها ضرورة وليس رفاه.
طهبوب : البنك المركزي يستهدف تطوير قطاع التأمين لتعزيز دوره
وأضاف في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه، رنا طهنوب، أحد القيادات العليا في المركزي الأردني ؛ أن التعاون مع شركات التأمين يستهدف زيادة مساهمة القطاع في إجمالي الناتج القومي، لافتًا إلى رقمنة الخدمات سواء المصرفية أو المالية بشكل عام؛ بات أولوية قصوي ؛ لاسيما بعد زيادة الحاجة إليه بعد تفشي جائحة كورونا؛ ورغبة من السوق الأردنية للاندماج في الاقتصاد العالمي.
وكشف شركس عن تعاون البنك المركزي مع القطاع الخاص والذي أصبح شريكا مهما في التنمية الاقتصادية؛ لافتًا إلى أن هناك شراكات ستتم بين مصرفه وشركات التأمين، بما يخدم الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن حصة التأمين من الناتج المحلي لا تتجاوز 2% حتى نهاية ٢٠٢٠، بالإضافة إلى المساهمة التي يسعى لها البنك في رفع الوعي التأميني والشمول التأميني من خلال الرقمنة ، مما يرسخ دعائم تعزيز الاشتمال المالي عبر توفير وإيصال خدمات مالية متنوعة ومبتكرة بجودة عالية وبأقل التكاليف ؛ ووفق المعايير والممارسات الفضلى ، وهو ما ينسجم مع المحاور الرئيسية التي جاء بها هذا المؤتمر.
بخيت : حوافز استثمارية بمنطقة العقبة ودعم حكومي للشراكة مع القطاع الخاص
قال المهندس نايف بخيت ، رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، إن نشاط التأمين أصبح أحد أهم وسائل تدعيم الاقتصاد وتطوره؛ ولم يعد لأيِّ قطاعٍ غنى عنه في ظل تزايد المخاطر والتهديدات على الممتلكات بكافة أنواعها.
ودعا البخيت في كلمته خلال المؤتمر الدولي الثامن للتأمين وإعادة التأمين بمنطقة العقبة الاقتصادية؛ قطاع التأمين في الأردن والوطن العربي للاستثمار في العقبة، واستغلال الظروف والحوافز الاستثمارية المتميزة التي تقدمها المنطقة الخاصة.
وأضاف بخيت أن المنطقة تشهد نموًا اقتصاديًّا متزايدًا وتناميًا في القطاعات المختلفة؛ وتحتاج إلى التأمين أثناء ممارسة أعمالها ونشاطاتها الأمر الذي يشير إلى أهمية مساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية الشاملة، ودوره كشريك أساسي لمؤسسات الدولة المختلفة، مؤكدًا على ضرورة تطوير الشراكات ما بين القطاعين العام والخاص نحو بناء اقتصاد متين قادر على مواجهة الصعاب وبضمنها قطاع التأمين.
الحسين: المؤتمر أقيم برعاية رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية
وفيما يخص جلسات المؤتمر، فقد ناقش في جلسته الأولي في يومه الأول ، ” توقف العمل الناتج عن الاوبئة/الجوائح ومدى إستجابة شركات التأمين وإعادة التأمين للخسائر الناتجة عن هذا الخطر”، وحاضر فيها باسم حدادين ، مستشار التأمين وإعادة التأمين، بشركة أبكس لوساطة وإستشارات التأمين وإعادة التأمين بالأردن، فيما ناقشت الجلسة الثانية ” تأمين الأخطاء المهنية للمدراء والتنفيذيين في ظل الاوبئة/الجوائح” ، وحاضرت فيها كرستينا شاليتا، نائب الرئيس ومدير إعادة التأمين الإختياري، بشركة “ناسكو” لوساطة إعادة التأمين- فرنسا..
عواد: اصبحنا قِبلة للمؤتمرات التي ينتظرها العاملون في صناعة التامين حول العالم
أما الجلسة الثالثة ، فاستفاضت في مدي وجود تقارب /تضارب المصالح في العلاقة بين شركات التأمين / إعادة التأمين ، واضر فيها الدكتور مأزن أبو شقرة ، المدير الإقليمي لشركة “Gen Re- دبي”، فيما ناقشت الجلسة الرابعة ، المعيار الدولي للتقرير المالي (عقود التأمين) وتأثير تطبيقه على الأسواق الناشئة، وحاضر فيها فاسيليس كاتسيبس ، المدير العام لمؤسسة “AM Best” بالإمارات العربية المتحدة.
حدادين: مناقشة مدي استجابة شركات التأمين والإعادة لتوقف العمل الناتج عن الأوبئة
أما الجلسة الخامسة، والتي عُقدت في اليوم التاني ، فناقشت “إستراتيجيات تطبيق التحول الرقمي في قطاع التأمين: الفرص والتحديات” وحاضر فيها الدكتور إبراهيم الطراونة ، الخبير والمدير التنفيذي لشركة ” PI Square” / الأردني، فيما ناقشت الجلسة السادسة ” ضمان التكنولوجيا ” وترأسها فهد الجاسم ، الرئيس التنفيذي لشركة “زين” بالأردن.
محمود:الإجابة عن التساؤل الأهم “كيف يؤثر سلوك المستهلك علي شراء التأمين
وناقشت الجلسة السابعة، ” أتمتة التأمين الصحي والفوائد المترتبة على أصحاب العلاقة مع عرض التجربة الأردنية” وترأس الجلسة غسام اللحام ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “الحوسبة الصحية الدولية” بالأردن، فيما ترأس أحمد حسني ، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بروكنيت” الجلسة الأخيرة التي أجاب فيها سمير محمود ، رئيس تطوير الأعمال والتسويق ، بشركة قناة السويس للتأمين، ، عن السؤال الأهم وهو ” كيف يؤثر سلوك المستهلك على شراء التأمين؟”.