أصدر مجلس سيدات أعمال دبي تقريراً مفصلاً حول التحديات التي تواجه نمو قطاع خدمات الرعاية الطبية في دبي، والجوانب الاستراتيجية التي تعزز تنافسية القطاع، والفرص المتاحة للمرأة في هذا المجال الحيوي.
وتناول التقرير النقاشات التي جرت مؤخراً في ثالث فعاليات مبادرة طاولات النقاش المستديرة المختصة بالقطاعات الاقتصادية، وهي الفعالية التي سلطت الضوء على قطاع خدمات الرعاية الطبية، وشهدت مشاركة الدكتورة إبتسام البستكي، مديرة إدارة الاستثمار والشراكة مع القطاع الخاص في هيئة الصحة بدبي، إلى جانب أعضاء المجلس من العاملات في قطاع الرعاية الطبية بالإمارة.
واستعرض التقرير الاتجاهات المتنوعة التي تميز قطاع الرعاية الطبية بالإمارة، مسلطاً الضوء على التحديات الأساسية للقطاع، وأبرزها الحاجة إلى دراسات معمقة حول فرص القطاع، والوضوح في السياسات والحوكمة، واستراتيجيات المحافظة على القوى العاملة ذات الكفاءات والمهارات، وأهمية رعاية شراكات القطاعين العام والخاص، وضرورة وضع سياسات تنظم ممارسة الصحة النفسية، وتبسيط إجراءات التراخيص.
وأكد المشاركون بالنقاشات الحاجة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تعزيز تنافسية قطاع الرعاية الطبية وتنميته، مشددين على أهمية تأسيس شراكات بين شركات القطاع الخاص ومؤسسات حكومية مرموقة مثل سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة، وواحة دبي للسيليكون للوصول إلى مفهوم أوسع للمستشفيات الذكية، في حين أكد أصحاب شركات ناشئة متخصصة بالخدمات الطبية الرقمية على أهمية التفاعل والتواصل مع شرائح واسعة من المجتمع من أجل إدارة فعالة لصحتهم.
وأجمع الحاضرون في نقاشاتهم على وجود طلب متنام على خدمات الصحة النفسية والعقلية والرعاية التأهيلية، مؤكدين أهمية الاستثمار في الاتجاهات المستقبلية التي تعزز مكانة دبي كوجهة للسياحة العلاجية، ومركز للمواهب والخبرات الطبية وفق معايير التنافسية العالمية، إضافة إلى ابتكار أفضل الحلول والمعالجات للتحديات المحتملة في المستقبل لتبقى دبي نقطة جذب للمستثمرين والمبدعين وأصحاب الكفاءات من مختلف أنحاء العالم.
وأثنى المناقشون على شراكة القطاعين العام والخاص للارتقاء بأداء القطاع الصحي بالإمارة وخصوصاً في مجالات محددة مثل غسيل الكلى ومراكز التأهيل والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى إدارة علاج ما بعد الصدمات، مثمنين هذا التعاون الذي يخدم جميع الفئات العاملة بالقطاع الصحي، ويعزز استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال.
وأكدت الدكتورة إبتسام البستكي إن جهود إمارة دبي للارتقاء بمعايير وخدمات قطاع الرعاية الصحية لا تخفى على أحد، حيث تخدم هذه الجهود مكانة دبي كوجهة عالمية للسياحة العلاجية، وخصوصاً في مجال الجراحات التجميلية وطب الأسنان والخصوبة ومراكز التأهيل والرعاية النفسية بالإضافة إلى جراحة العظام، مشيرةً إلى أن الابتكار في مجال الخدمات الطبية يميز دبي ويجعلها في صدارة المدن التي تسخّر التكنولوجيا الحديثة لخدمة الأغراض الطبية، وتوفير خدمات رعاية صحية وبجودة عالية لتعزيز جودة الحياة وصحة أفراد المجتمع.
وبدورها أشارت نادين حلبي، مدير تطوير الأعمال في مجلس سيدات أعمال دبي إلى أن النقاشات كانت تفاعلية وبناءة وساهمت في رسم صورة أكثر وضوحاً لقطاع الرعاية الطبية وفرصه وتحدياته، مؤكدة إن هذه النقاشات تمثل خارطة طريق للارتقاء بالممارسات الطبية المبتكرة.
ولفتت حلبي إلى أهمية المواضيع التي طرحت لتعزيز تنافسية أعضاء مجلس سيدات أعمال دبي، مجددة إلتزام المجلس بتوفير كافة التسهيلات التي تضمن الاستثمار في قدرات ومهارات الأعضاء، وتعريفهن بالخبرات والمعلومات اللازمة لتنمية أعمالهن ومهاراتهن في بيئة عمل معروفة بتنافسيتها العالمية، مشيرةً إلى أن المجلس مستمر في جهوده لتنظيم ورش اقتصادية متخصصة تخدم جميع الأعضاء.
وركز الحاضرون في نقاشاتهم على تحديات القوى العاملة في هذا القطاع والتي تشمل المحافظة على الكادر التمريضي، والعائد على الاستثمار في بناء القدرات، والرواتب النمطية وإجراءات التراخيص بالإضافة إلى الحاجة لمسارات مهنية واضحة، حيث اقترح الحاضرون عدداً من الحلول لمعالجة هذه التحديات وأبرزها استحداث حوافز وتوفير إقامات ذهبية ووضع خطط شاملة للحفاظ على المهنيين الطبيين المدربين.
وتعتبر السلسلة النقاشية جزءاً من مبادرات مجلس سيدات أعمال دبي التي تستهدف تعزيز وعي سيدات ورائدات الأعمال والعاملين في مجتمع الأعمال حول مواضيع مختلفة ترتقي بأعمالهن وتنميها، وتعزيز مهارات دراسة السوق والتعرف على فرصها وآليات الاستفادة منها.
تأسس مجلس سيدات أعمال دبي في العام 2002 تحت مظلة غرفة تجارة دبي، حيث يعتبر ممثلاً رسمياً لسيدات ورائدات الأعمال في دبي، ويهدف إلى توفير الدعم والرعاية لسيدات ورائدات الأعمال في الإمارة، اللاتي يخطين الخطوة الأولى لهن على درب عالم الأعمال، حيث يلعب المجلس دوراً هاماً في الاستثمار بالقدرات والمهارات في بيئة الأعمال، وتطوير قدرات أعضائه وصقل مهاراتهن، وتوفير أفضل التدريب النوعي العملي والمهني الذي يعزز من خبرات الأعضاء وتنافسيتهن في بيئة الأعمال خصوصاً في ضوء التحديات الحالية، وازدياد المنافسة في سوق العمل.