سيطر الذكاء الاصطناعي علي نقاش خبراء وقانونيين في باكورة الندوات التي عقدتها الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية بالقاهرة – التابعة للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية- واثير الجدل حول ماهية الذكاء الاصطناعي وكيفية ترويضه قانونيًا في خطوة تستهدف استثمار مزاياه دون الاكتواء بنيرانه ، لاسيما ما يرتبط بكيفية حماية الملكية الفكرية للمنتجات التي يتم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence المعروف اصطلاحًا بالـ AI .
تحدث في الندوة التي أدارها الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون المدني بكلية الحقوق جامعة بني سويف والمستشار القانوني للاتحاد العربي لحماية الحقوق الملكية الفكرية ، كلًا من المستشار الدكتور ممدوح إبراهيم ، رئيس محكمة استئناف القاهرة ، و الدكتور عبد الله نور الدين عضو لجنة حماية الملكية الفكرية بالمجلس الأعلى للثقافة ، بالإضافة الي المستشار أسامة البيطار ، الأمين العام للاتحاد العربي والذي كلمة عبر تقنية Zoom.
البيطار : الذكاء الاصطناعي التحدي الأكبر أمام حماية حقوق الملكية الفكرية
قال اسامة البيطار ، الأمين العام للاتحاد العربي لحقوق الملكية الفكرية أن الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence المعروف اصطلاحًا بالـ AI بات تحديًا رئيسيًا أمام حماية حقوق الملكية الفكرية بسبب ارتفاع وتيرة تسارعه وتطوره بصورة أدت إلى بزوغ بعض المشكلات القانونية والتطبيقية.
وأشار الأمين العام للاتحاد العربي لحقوق الملكية الفكرية ، في كلمته التي ألقاها عبر Zoom من المملكة الأردنية الهاشمية خلال الندوة التي عقدتها الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية بالقاهرة ، أن عدد كبير من المسائل المثيرة للجدل حينا وإلى اللغط القانوني أحيانا ترتبط بماهية الذكاء الاصطناعي وكيفية حماية حقوق الملكية الفكرية دون التفريط في الذكاء الاصطناعي نظرًا لاستخداماته العديدة والتي تتزايد يوميًا حتى أنه أصبح رقمًا فاعلًا في حيواتنا.
اضاف، ان التساؤل الأبرز يدور حول كيفية اضفاء الحماية القانونية علي الأعمال المنتجة عبر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المستخدمة فيه.
إبراهيم : سبع فرضيات مرتبطة بالملكية الفكرية جميعها مفخخ بالتحديات
في سياق متصل أكد المستشار الدكتور ممدوح إبراهيم ، رئيس محكمة استئناف القاهرة أن الملكية الفكرية في عصر الذكاء الإصطناعي يحكمها خمسة محاور رئيسية، أولها له علاقة بالمفهوم القانوني للذكاء الإصطناعي ، والثاني مرتبط بالعلاقة بين الذكاء الإصطناعي وحقوق الملكية الفكرية .
اضاف ، أن المحور الثالث يتعلق بتأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي على أحكام قانون الملكية الفكرية ، علاوة علي تفشي السوابق القضائية في القضايا المتعلقة بالملكية الفكرية وهو ما يمثل المحور الرابع ، أما المحور الخامس يدور حول جهود الدول العربية في وضع استراتيجيات الذكاء الإصطناعي.
وأشار رئيس محكمة استئناف القاهرة إلى وجود سبع فرضيات مرتبطة بالملكية الفكرية جميعها مفخخ بالتحديات التي تدور حول تساؤل جوهري عن من يملك حق الإختراع؟ ، لافتا الي أن هذا التساؤل بات محورًا جدليًا بين القانونيين ، مردفًا بالتساؤل عن مدي ملائمة التشريعات الحالية في تحديد المالك الفعلى؟ أم أن هناك فراغًا تشريعيًا في معظم دول العالم.
نور الدين : 12 عام مدة حماية الملكية الفكرية لمخرجات الـ AI
من جانبه كشف الدكتور عبد الله نور الدين ، عضو لجنة حماية الملكية الفكرية بالمجلس الأعلى للثقافة ، عن وجود نوعين من حقوق الملكية الفكرية ، أحدهما الملكية الفكرية الصناعية ، والثاني ينضوي تحت عباءة الملكية الفكرية الأدبية.
اضاف انه وفقًا للتشريعات الحالية فإن حق الملكية الفكرية متاح للبشر ، لافتا إلى أن أغلب الدعاوى القضائية يعتمد فيها الدفاع علي أن المسموح والمتاح ، استخدام الملكية الفكرية بشكل عام او شيوع الملكية الفكرية ، وأنه لا يوجد ما يسمي بالاعتداء على الملكية الفكرية.
وأشار نور الدين الي ان الفقه العالمي اتفق على أسس أربعة يمكن من خلالها الحكم على من يملك حق الملكية الفكرية في التعامل مع مخرجاتها ومن ثم تم وضع حماية لمخرجات الذكاء الإصطناعي لمدة اثنتا عشر عامًا ، لتصبح بعدها تلك المخرجات حق مشاع يمكن للجميع استخدامه.
جدير بالذكر أن الندوة الأولي التي عقدتها الأكاديمية والتي أشرف علي تنظيمها الدكتور وليد أمين ، مدير الأكاديمية ، شارك فيها نحو 70 مشاركًا عبر تقنية Zoom بخلاف الحضور الفعليين من المهتمين بقضايا الملكية الفكرية.