أكد الدكتور محمد العريان ، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج ، أن معدل الزيادة في أسعار المستهلك بالولايات المتحدة بلغ نحو 9.1%، بعد مرور نحو 15 شهرًا منذ بدء إصرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على أن التضخم كان مؤقتًا وتخلفه عن رفع سعر الفائدة.
التضخم في أمريكا يشهد تطورا بسبب تزايد مخاطر الركود
وتوقع العريان تبني مجلس الاحتياطي الفيدرالي قرارا صارما برفع حاد في سعر الفائدة غدا الأربعاء كنتيجة لهذا الارتفاع في معدلات التضخم، بهدف مواكبة التطورات على أرض الواقع، مبينًا أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال يشهد تطورًا بسبب تزايد مخاطر الركود.
التضخم في الولايات المتحدة بدأ على شكل ارتفاع في أسعار المستهلكين
وأوضح العريان أن التضخم في الولايات المتحدة بدأ على شكل ارتفاع في أسعار المستهلكين، مدفوعا بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، فيما بات أكثر رسوخا نتيجة خطأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تحليل الموقف والتنبؤ بالمستقبل، واستجابة غير كافية لتطورات الأسعار.
زيادة أخرى في سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس
وتوقع العريان أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة أخرى في سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، رغم مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي السريعة.
قرارات الفيدرالي تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى ركود كان بالإمكان تجنبه
ووفقا للعريان فإن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي تدفع الاقتصادي الأمريكي إلى ركود كان بالإمكان تجنبه، مبينًا أنه ليس من الغريب أن تثبت القراءة الأخيرة للتضخم البالغة 9.1% أنها الذروة في الوقت الحالي، مضيفًا أنه ليس من المهم مدى ارتفاع التضخم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما الأهم هو مدى الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد نتيجة القرارات التي تهدف لكبح جماح التضخم.
مسار التضخم التنازلي بعد الوصول للذروة قد يظل ثابتا
ولفت العريان إلى أن مسار التضخم التنازلي بعد الوصول للذروة قد يظل ثابتا، وهذا هو السيناريو الذي تواجه فيه الأسر، وخاصة ذوي الدخل المنخفض، ضربة في تآكل القوة الشرائية وتزايد انعدام الأمن في الدخل، كما أنه سيناريو يهدد بتغذية عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي على الصعيدين الدولي والمحلي، وبالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يتطلب تجاوز هذه التحديات وفقا للعريان، خطوة تحسين عاجلة في معالجة الإخفاقات الأربعة المستمرة المذكورة سابقًا: التحليل والتنبؤ والتواصل والاستجابة، مبينا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي فقد الكثير من الوقت بالفعل، ما أدى إلى تكلفة كبيرة لمصداقيته وللاقتصاد ككل.