هل هناك إحتيال في التأمين البحري؟ ما هي صوره ؟ كيف يتم إكتشافه مبكرًا لترويضه ا؟ وما هي آليات مكافحته ؟.
التساؤلات عديدة لكنها ليست حائرة ، بعد أن عرض الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الاسبوعية التي عنونها بـ ” الإحتيال في التأمين البحري” لهذا النوع من المخاطر.
بدءًا ، ربما إرتفاع وتيرة المخاطر الجيوسياسية وما سبقها من أخطارًا طبيعية إنعكست بلا شك علي الأوضاع الإقتصادية العالمية ، ما أدي إلي رغبة البعض في التربح من التأمين لتعويض خسائره، وبما أن هناك تأثير لتلك المخاطر، فبالضرورة لن يكون التأمين البحري بمعزل عن هذه القطاعات
علي كلِ، دخولًا في الموضوع ، الإحتيال في التأمين البحري، كما تم تعريفه من المكتب البحري الدولي International Maritime Bureau ، هو ” قيام أي طرف من الأطراف المشتركة في الصفقة التجارية المنقولة بحراً سواء بصفته بائعاً أو مشترياً أو مالكاً أو مستأجراً للسفينة أو شركة تأمين أو مصرف أو وكيلاً أو سمساراً – في الحصول، بشكل غير عادل أو غير قانوني، على أموال أو سلع من طرف آخر يكون في ظاهر الأمر قد تعهد له بالتزامات مالية أو تجارية أو عمليات نقل”.
أنواع الإحتيال في التأمين البحري
بالطبع هناك أنواع للإحتيال في التأمين البحري، سنكتفي بذكرها دون الولوج في تفاصيلها ، والتي تضم سبعة أنواع هي ” الاحتيال المستندي Documentary Fraud ” و” الاحتيال المتعلق بمشارطات الإيجار Charter party Fraud ” ، بالإضافة الي “الانحراف عن المسار وبيع الحمولة Deviation and Disposal of Cargoes ” و” الاحتيال المتعلق بإعلان العوارية العامة General Average Fraud ” ، علاوة علي حاويات طروادة Trojan Container ” ، وأخيرًا ” احتيال الوقود : تأثير القهوة الإيطالية Cappuccino effect”
وسائل الكشف المبكر عن الإحتيال في التأمين البحري.
هناك علامات يمكن من خلالها استقراء بعض الدلالات التي تثير علامات الاستفهام حينا والقلق أحيانا لدي شركة التأمين ، وهذه الدلالات غالبًا ما تظهر خلال تسوية المطالبة او التعويض.
ومن العلامات التي يمكن من خلالها استقراء الإحتيال ، أن يكون ملف التعويض تم إعداده بمهنية عالية منذ البداية ، بالاضافة إلي وجود تساؤلات افتراضية من قِبل العميل أو الوسيط قبل تحقق الخطر او وقوع الحادث.
ومن العلامات التي يمكن من خلالها استقراء دلالات الاحتيال ، الحوادث التي تقع بعد استلام إخطار إلغاء من شركة التأمين وقبل انتهاء التغطية التأمينية ، بالاضافة الي إجراء العميل تعديلات على التغطية التأمينية وإضافة بعض الأخطار قبل الحادث، خاصة إذا كان سبب الحادث أحد تلك الأخطار.
ويمكن استقراء دلالات الاحتيال ، أثناء التفاوض بشأن المطالبة، يكون المؤمَّن له مُصِرَاً على التعويض بمبلغ كبير، ولكن بعد فترة من التحقيق يقبل بمبلغ منخفِض للغاية ، او في حالة وجود ظروف غريبة تحيط بالخسارة أو الحدث موضوع المطالبة.
ومن علامات الاحتيال التأميني في فرع البحري، او علي الاقل تثير التساؤلات ، وجود تناقض واضح في نقل حقائق الحادث وملابساته ، علاوة علي محاولة المؤمَّن له إعاقة أو تأخير أو إلغاء معاينة موقع الحادث أو الخسارة.
السؤال، كيف ييمكن مكافحة هذا الاحتيال متي وجد واينما حل؟
الاتحاد المصري للتأمين ، عرض في نشرته بعض هذه الوسائل ، والتي سيتم تلخيص بعضها فيما يلي
أولا : على مستوى شركة التأمين
يمكن مكافحة الاحتيال علي مستوي شركات التأمين من خلال بعض الادارات المختصة والوسائل الفنية منها : –
▪ وظيفة الالتزام Compliance
▪ لجنة مكافحة الاحتيال Anti – fraud committee
▪ أساليب التدقيق الداخلي Internal audit
▪ الإبلاغ عن المخالفات Whistleblowing
▪ إدارة المخاطر المؤسسية Enterprise risk management
ثانيا: إجراءات علي مستوي السوق لمكافحة الاحتيال
هناك اجراءات لمكافحة الاحتيال في التأمين البحري علي مستوي السوق أبرزها أربعة
▪ التعاون بين شركات التأمين لرفع الوعي التأميني
▪ برامج تدريب للموظفين على اكتشاف المحتالين وأساليبهم
▪ استخدام قواعد البيانات المجمعة للمطالبات الاحتيالية
▪ إيجاد رابط بين الوثائق غير المرتبطة ظاهريا وجملة الوثائق من اجل منع المحتالين من حصولهم على التغطية.
بالطبع هناك اجراءات اخري علي المستوي الدولي استعرضها الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الاسبوعية الصادرة اليوم السبت.