هل ستطرح البنوك شهادات بعوائد كبيرة كما قررت خلال الشهرين الماضيين بعد رفع سعر الفائدة؟ هل نستثمر ما لدينا من مدخرات في شراء الذهب الذي أصبح تجارة بين صغار المدخرين أكثر منه مخزنا للقيمة؟
ما بين هذا وذاك زاغت أعين اصحاب المدخرات، وجميعها يترقب إما أن تطرح البنوك شهادات بعوائد تنافسية اكبر من المطروحة ذات الـ 17.25% رغبة في إمتصاص السيولة لكبح جماح غول التضخم من جهة، ناهيك عن اقبال – قد لايكون ظاهرة حتي الان – من اصحاب مدخرات لكسر الشهادات وتعويض خسائر الكسر بالمكاسب المحققة من الذهب.
السيناريو الثاني هو عدم الاعلان عن طرح اي اوعية ادخارية جديدة ، وهو ما ستستثمره محلات الصاغة بزيادة اسعار الذهب نتيجة الاقبال المتوقع عليه من اصحاب المدخرات.
في المقابل ، لم تتحرك اسعار الذهب اليوم الاحد من التعاملات الصباحية وحتي الان ، مكتفية بمؤشرات اسعار التعاملات المسائية أمس.
البعض فسر هذا السكون بالطبيعي وانه من غير المعقول ان تلجأ محلات الصاغة لرفع سعر الذهب وتفاجئ باعلان البنوك عن طرح شهادات ادخارية بعوائد تنافسية، ما يعني لجوء حائزو الذهب للتخلص منه والاستفادة من مكاسبه السعرية وضخ اموالهم في الشهادات الجديدة.
اما السيناريو الثاني ايضا، هو ان تعلن محال الصاغة عن زيادة سعر الذهب في حالة عدم الاعلان عن شهادات جديدة ، وبالتالي سيكون هناك نهم لدي اصحاب المدخرات من استثمار اموالهم في الذهب افضل من الانتظار امام ابواب البنوك املا في طرح شهادات بعوائد تنافسية.
وما بين هذا وذاك سيظل السؤال الرئيسي اليوم بل والايام المقبلة ، من سيفوز بمدخرات المصريين ؟ الذهب ام البنوك؟
في سياق متصل ، من المتوقع ان تجتمع البنوك اليوم الاحد أو غدا علي اقصي تقدير ، لتحديد مصير سعر الفائدة المرتبطة بالأوعية الادخارية بجميع انواعها ، وسط توقعات متضاربة ما بين الزيادة والثبات.
سحر الدماطي ، الخيبرة المصرفية توقعت أن لا تقبل البنوك علي زيادة فوائد الأوعية الإدخارية علي خلفية زيادة سعر فائدة علي الاقراض والايداع التي اقرها المركزي الخميس الماضي بواقع 3%.
واشارت الدماطي إلي ان البنوك رفعت الفائدة بالفعل خلال الشهرين الماضيين، وطرحت شهادات بنسبة 17.25% وهي نسبة كافية ، لافتة إلي انه لايوجد ما يبرر طرح اية شهادات جديدة في الوقت الحالي او هكذا تعتقد.
اضافت ، أن طرح اي شهادات بفوائد أعلي يعد تكلفة زائدة علي البنوك من الصعب تعويضها وتحقيق الارباح المستهدفة.
فيما يري فريق اخر ان طرح شهادات واوعية ادخارية بعوائد تنافسية قد تصل او تزيد عن 20% بات امرًا ضروريا ، في محاولة لجذب السيولة من السوق لمحاصرة التضخم ، خاصة مع وجود بدائل اخري امام اصحاب المدخرات ومنها الذهب والذي قد يضطر العديد من اصحاب الاموال المودعة في البنوك لسحبها وكسر شهاداتهم وتحمل فاتورة كسر الشهادات ، وتعويض ذلك بالمكاسب المحققة من الذهب والذي ترتفع اسعاره بوتيرة اسرع من توقعات المحللين انفسهم.