باتت صناعة التأمين تئن تحت وطأة الضغوط الإقتصادية العالمية ، نتيجة الأخطار الجيوسياسية ، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية ، ومن قبلها غلق الحدود بعد تفشي جائحة كورونا.
الأخطار الجيوسياسية ترتب عليها إرتفاع متتالي لمعدل التضخم ، وهو ما تم التعامل معه بنوع من الحذر كرفع سعر الفائدة، في محاولة لإمتصاص السيولة ، ورغم تلك الإجراءات إلا أن شبح الركود التضخمي بات يلوح في الأفق.
هل تفلح عوائد الاستثمار في تعويض الفاقد من النشاط الفني علي المدي الطويل؟
وبما أن صناعة التأمين ليست بمنأي عن هذه التأثيرات ، إلا أنها قد تنجح في تعويض جزءً من الخسائر الفنية او علي أقل تقدير تعظيم حصيلتها من الأقساط المباشرة من خلال الاستفادة من اسعار الفائدة المرتفعة التي ستنعكس علي مؤشراتها المالية ، خاصة ما يرتبط بعوائد الاستثمار ، لكن إذا استمرت تلك الضغوط ، فلن تفلح عوائد الاستثمار في ترميم الشروخ التي سيسببها التضخم ، لاسيما في الأسواق الناشئة والسعي إلي ترشيد الانفاق علي حساب التأمين0
وفرة الطاقات الاستيعابية عالميًا أنقذ الشركات المحلية من ضغوط الإعادة
في المقابل، لم تشهد تجديدات إتفاقات إعادة التأمين تشددًا بالصورة التي تصورها البعض، ليس بسبب تحسن النتائج الفنية، بل بسبب وفرة الطاقات الاستيعابية، ودخول لاعبين جدد لهذا السوق، الذي بات مسرحًا للعمليات فيما بينها والتي قد تستخدم فيها سلاح الممارسات السعرية رغبة في ملء الطاقة الاستيعابية المتاحة بوفرة ، حتي وإن تعرضت شركات الإعادة لضغوط من إعادة الإعادة والتي ترتبط معها بما يسمي بإتفاقات الحماية ، وذلك بسبب تأثير وتأثر كافة حلقات التأمين والإعادة بعضها ببعض.
توقعات سويس ري لمعدلات نمو أقساط التأمين الحقيقية والإسمية
سويس ري ، ناقشت هذا الملف بإستفاضة وأعدت تقريرًا ، توقعت فيه أن لايتجاوز معدل النمو لأقساط التأمين الحقيقية مستوي 2.1% في العام الحالي 2023 ، والقادم أيضا، حتي وإن كانت التوقعات تشير الي ان الأقساط ” الإسمية” ستصل الي 7 تريليون دولار.
النمو الحقيقي والإسمي الفارق بينهما كالفارق بين القسط المحصل والقسط المكتتب او المباشر ، بمعني ان القسط المباشر لايعني بالضرورة تحصيله بالكامل، لاسيما وقد يلجأ العميل إلي الغاء الوثيقة او التغطية، او يتعثر في السداد.
وتوقعت سويس ري ان ينمو الناتج المحلي العالمي بنسبة 1.7% في العام الحالي بسبب اقتراب فترات الركود التضخمية من الإقتصادات الكبري مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا.
وقد يتصور البعض أن الصورة قاتمة، لكن سويس ري، تري ان وطأة الأزمة والضغوط تمثل في حد ذاتها محفزً لشركات التأمين لإظهار أهميتها وماهيتها ، خاصة وانها تساعد علي توفير الحماية للمشروعات من التقلبات الاقتصادية.