قال مؤمن مختار ، الأمين العام للاتحاد الآفرواسيوي للتأمين وإعادة التأمين “FAIR” ، أن بعض العملاء يتعاملون مع التأمين كسِلعة وليس كخدمة ويلجأون للأرخص وليس للأفضل.
تصريح الأمين العام للاتحاد الآفرواسيوي للتأمين وإعادة التأمين ، جاء ردًا علي تساؤل مجلة خبري حول ارتفاع مؤشر الممارسات السعرية رغم وعي قيادات الشركات بتكلفتها السلبية.
واشار مختار ، إلي أن المشكلة تبدأ عند إعتماد الشركات لخطط نمو غير واقعية وغير قابلة للتحقيق ، دون أن تشمل طرح منتجات جديدة أو فتح أسواق وجذب شرائح تأمينية جديدة ، فتبدأ المنافسة المحمومة مع الشركات الأخرى العاملة بالسوق لإغتنام على كل وثيقة بغض النظر عن جودة الخطر وسعر التأمين وتاريخ العميل ونتائج أعماله ، ويزداد الأمر سوءً عندما تربط حوافز العاملين بالأقساط فقط.
وردًا علي تساؤل أخر لمجلة خبري عن مدي ارتباط الممارسات السعرية بضغوط المساهمين على الإدارات التنفيذية في بعض الشركات ، أكد أمين عام الآفروأسيوي للتأمين وإعادة التأمين ، أن هذا جانب منها، وهناك جانب آخر له علاقة بضغوط المنافسة في السوق وتعامل بعض العملاء مع التأمين على أنه سِلعة يلجأ فيها العميل للشركة التي تعرض سعر أقل أو تغطية أوسع وليس للشركة التي تقدم خدمة أفضل ولو بقسط أعلى قليلاً، وهنا تكمن الخطورة ، لأنه كلما إنخفض السعر عن الحدود الدنيا من التسعير الفني كلما كان لذلك تأثير سلبي على مستوى الخدمة المقدمة وقدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها كاملة وبالتالي على ثقة العميل بنشاط التأمين بأكمله.
أمين عام الاتحاد الأفروأسيوي : الوعي التأميني ليس مسألة سهلة و قرار شراء الوثائق مرتبط بالأوضاع الاقتصادية وتكلفة المعيشة
وتساءلت خبري عن أنه رغم الامتعاض من ضعف الوعي التأميني، رغم أن هناك وعيًا مصرفيا لدى معظم إن لم يكن كل الشرائح المجتمعية، وهل المشكلة مرتبطة بالوعي أم بما يُقدم للعميل من منتجات صعبة الفهم ، أكد مختار ، أنه لا يجب المقارنة بين الوعي بالنشاط المصرفي والتأميني .
اضاف ، أن الوعي التأميني ، مسألة ليست بالسهلة ، فرغم الحملات الإعلامية الكثيرة التي يقوم بها مختلف الأطراف المرتبطة بسوق التأمين ، إلا أن قرار شراء التأمين من شرائح المجتمع له حسابات أخرى، فعقد التأمين هو وعد من شركة التأمين بتعويض المؤمن له عند وقوع الخسارة المؤمن منها ، لذلك فهو ليس بسلعة ملموسة يمكن لمشتريها أن يلمسها ويبدأ الإستفادة منها فور شراءها.
كما أن عقد التأمين من العقود صعبة الفهم من غير المتخصصين ، لما تتضمنه من العديد من الشروط العامة والخاصة ، والإشتراطات والاستثناءات ، كما أن قرار شراء التأمين مرتبط بالأوضاع الاقتصادية وتكلفة المعيشة ، فكلما ارتفعت تكلفة المعيشة ، كلما تراجع قرار شراء التأمين الاختياري على سلم الأولويات ، ومن أهم أسباب عدم انتشار التأمين بشكل مناسب هو الإحساس الخاطئ لدى الكثيرون بأنهم آمنون وبعيدون عن أن تلحقهم الحوادث والخسائر ولذلك فإن التأمين بالنسبة إليهم ليس بضرورة.
على الجانب الآخر فإن تعامل الأفراد مع البنوك أبسط من التعامل مع التأمين ، لأن التعامل مع البنوك يتناول في الغالب مُنتج محسوس وهو النقود ، فعندما تودع مبلغ من المال في حسابك في البنك يمكنك التعامل معه والسحب منه فورأ.