وفي خطاب حماسي أمام قمة القاهرة للسلام يوم السبت، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية واقترح خارطة طريق لإنهاء الأزمة الإنسانية الحالية في غزة وإحياء طريق السلام.
وانتقد الرئيس المصري، في كلمته أمام قادة أكثر من اثنتي عشرة دولة عربية وغربية وممثلي الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية المختلفة الذين حضروا القمة التي دعت إليها مصر في وقت سابق من الأسبوع الماضي لبحث سبل وقف تصعيد الحرب في غزة، عدم المساواة. والمعايير المزدوجة في التعامل مع الخسائر في الأرواح البشرية.
“أين قيم الحضارة الإنسانية التي بنيناها على مدى آلاف وعقود طويلة؟ أين المساواة في النفوس البشرية دون تمييز أو تفرقة أو ازدواجية المعايير؟” سأل
“تدين مصر بأوضح العبارات استهداف وقتل وترهيب جميع المدنيين المسالمين. وفي الوقت نفسه، تعرب مصر عن صدمتها العميقة لأن العالم يقف مكتوف الأيدي بينما تتكشف الأزمة الإنسانية الكارثية”. قال.
وأكد الرئيس المصري أن هذه الممارسات، بما في ذلك العقاب الجماعي والحصار والتجويع والضغط من أجل التهجير القسري، تتعارض مع مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات التي وضعها العالم المتحضر لمنع مثل هذه الأعمال.
كما أكد الرئيس المصري أن القاهرة ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف السيسي: “من يعتقد أن الشعب الفلسطيني الأبي والصامد والصامد مستعد للتخلي عن أرضه حتى تحت الاحتلال أو القصف فهو مخطئ في فهمه لطبيعة هذا الشعب”.
وشدد على أن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمر خارج عن الإمكان، وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر”.
وكما تساءل الرئيس السيسي: “ألم يحن الوقت لمعالجة الأسباب الجذرية لمشكلة الشرق الأوسط؟ ألم يحن الوقت لتبديد الأوهام السياسية بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر؟”
وأكد أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو “تحقيق العدالة من خلال حل عادل ومنصف يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته”.
وشدد الرئيس المصري على ضرورة منع الصراع الذي اندلع في 7 أكتوبر من التصعيد بشكل أكبر وتهديد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن العالميين.
ووجه دعوة للمجتمع الدولي للعمل بشكل جماعي على خارطة طريق محددة.
وأضاف: “يبدأ ذلك بضمان التدفق الكامل والآمن وغير المقيد والمستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثة لشعب غزة، تليها مفاوضات فورية بشأن تحقيق الهدوء ووقف إطلاق النار”.
وشدد على أنه “بعد ذلك يجب أن تبدأ المناقشات حول إحياء عملية السلام لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش إلى جانب إسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية”.
وأضاف الرئيس المصري أن هذه الخطة يجب أن تتم بالتزامن مع الجهود الرامية إلى تعزيز السلطة الفلسطينية لتتمكن من الاضطلاع بمهامها كاملة في الأراضي الفلسطينية.
وأشار السيسي إلى أن مصر لم تغلق مطلقا معبر رفح الحدودي من شبه جزيرة سيناء إلى غزة، قائلا إن المعبر تعرض للقصف على الجانب الفلسطيني من قبل إسرائيل مما منع وصول المساعدات إلى سكان القطاع.
وكشف عن اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة بشأن فتح معبر رفح الحدودي بشكل مستدام تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأضاف أن هذا الاقتراح يهدف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى سكان غزة.
كارثة إنسانية في غزة
ومنذ بدء الحرب قبل أسبوعين وحتى الآن، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع إلى مقتل أكثر من 4100 فلسطيني وإصابة أكثر من 13000 آخرين في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال.
علاوة على ذلك، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مئات المنازل في القطاع، تاركة أكثر من مليون من سكان غزة بلا مأوى.
لقد قطعت إسرائيل كل الغذاء والماء والوقود عن 2.3 مليون فلسطيني في غزة، الأمر الذي دفع السكان المدنيين نحو حافة كارثة إنسانية.
في غضون ذلك، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 83 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة واعتقل مئات الأشخاص.
وعلى الجانب الآخر، قتلت حماس أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت المئات.