الملكية الفكرية صارت حديث العالم بسبب ما يتم بشأنها خلال السنوات القليلة الماضية والتي على حد قول اللواء الدكتور عبدالقدوس العبيدلي رئيس جمعية الإمارات للملكية الفكرية بأن هناك أرباح تتحقق لمصلحة قراصنة العلامات التجارية تصل إلي 43 مليار دولار بل أنها زادت عما تحققه مافيا المخدرات والذي يصل الي 28 مليار دولار سنويا.
ولأهمية الملكية الفكرية في العالم قاطبة وفي الوطن العربي على وجه التحديد أجرينا هذا الحوار مع إحدى كوادر البحث عن حقوق الملكية الفكرية وهي أسماء عبد العزيز النجدي مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية البحرين للملكية الفكرية والتي روت لنا كيف بدأت الفكرة في تأسيس الجمعية لتصبح علامة في مملكة البحرين منذ عام 2022.
أجرى الحوار في دبي – أرمنيوس المنياوي :
الفكرة بدأت في ذهني هو أنني كنت واحدة من المخترعات والمبتكرين، وكان يؤرقني كيفية الحفاظ على حقوقي في تلك الإبتكارات أو الإختراعات التي يمكنني القيام بها وغيري أيضا ومن هنا بدأت مع السيدة أميمة يوسف السيد وهي نائبة رئيس جمعية البحرين وكنا معا قد أشتركنا في مسابقات أولمبيات الملكية الفكرية عام 2020 وقد حققنا المركز الأول على مستوى العالم وكان ينظم تلك المسابقة المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية بجمهورية تونس وكانت تلك المسابقة بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية Wipo ومن هنا أدركنا أهمية الملكية الفكرية ومن ثم بدأنا في التفكير في كيفية الإستفادة من تلك الفكرة في حماية حقوق الملكية الفكرية ودرسنا معا حتى حصلنا على شهادة ودورة في المسابقات في العام التالي وشاركنا ضمن فريق بحريني كان يخوض مسابقة من هذا النوع تحت مسمى – فكرة – وحصلنا على المركز الأول وتم تكريمنا من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومن هنا اكتملت الفكرة لدينا وقررنا تأسيس جمعية تكون معنية بهذا الأمر وقد كانت وهي الأولي من نوعها في مملكة البحرين.
كان هدفنا والذي نعمل من أجله هو تقديم الدعم لكل صاحب فكرة أو إبداع أو مشروع أو إبتكار ولدينا في هذا الشأن مستشارين من أنحاء الوطن العربي ونقدم الإستشارات لمن في حاجة إليها بشكل مجاني ونقوم بتنظيم منتديات ومؤتمرات وإلقاء المحاضرات التي يكون فحواها المعايير والضوابط التي تحكم الملكية الفكرية.
الجديد أننا نقوم بعقد جلسات تحت مسمي جلسات الشاي وندعو لها طلبة الجامعات وبعض المتخصصين للحديث في حقوق الملكية الفكرية لنشر الوعي بهذا الأمر ونتناول في كل جلسة موضوع معين له علاقة بحقوق الملكية الفكرية، ويطرح الحضور بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة من قبل الباحثين عنها.ومن ثم فقد تجاوز حدود عمل الجمعية والمعرفة بها حدود دولة البحرين وأمتدت المعرفة بنا في الوطن العربي ودول الخليج ومصر أيضا ومن ثم فأنني عضوة في المجلس الإستشاري الخليجي لجمعيات الملكية الفكرية وهذا المجلس يضم في عضويته رؤساء جمعيات الملكية الفكرية لدول مجلس التعاون الخليجي في الإمارات والبحرين والحويت والسعودية وعمان.
وقد أنجزت الجمعية العديد من الفعاليات في مجال حقوق الملكية الفكرية فقد أقمنا المنتدى الجامعي بمشاركة خمس جامعات بحرينية وكانت رعاية الأمين العام للتعليم العالي ومن قبلها المؤتمر الخليجي الأول عن سياسات الملكية الفكرية وقد تم ذلك بالتعاون مع جمعية الإمارات للملكية الفكرية ولدينا تعاون مع وزراء الصناعة والتجارة وهي معنية بالعلامة التجارية وبراءة الإختراع ومع وزارة شئون الإعلام وهي المعنية بحق المؤلف وتعاونا مع وزارة الداخلية ممثلة في أكاديمية الشرطة وكان لنا دور في تدريب الكوادر الشرطية الجديدة ممثلة في الخريجين الجدد.
ونعمل من خلال وزارة التنمية وتم تكريمنا من قبل السيد زايد بن راشد الزياني وزير التنمية السابق.
ونعمل بشكل قوي في دعم كافة الإبتكارات في البحرين وكان لنا تجربة مع طلاب جامعة البحرين كانوا لهم مشروع تخرج وتم مساعدتهم في كيفية حفظ مشروعاتهم بأسمائهم وقمنا بترشيحهم لمسابقة في أوسلو وحققوا فيها الفوز بالمركز الأول وقد أستقبلتهم الدكتورة جليلة السيد وزيرة الصحة عقب عودتهم من أوسلو بحضور وفد من الجمعية برئاستي والسيدة نادية موسى عضوة الجمعية .
جمعية البحرين لم تقتصر العضوية على الكوادر البحرينية فقط بل أمتدت لتشمل أعضاء من دول عديدة على رأسها مصر وعمان والكويت والأردن والسعودية ونحن نعمل بهدف دعم المواهب الشابة وخلق كوادر بحرينية وفي الوطن العربي وهي كوادر تحتاج التدريب والتوجيه وذلك من خلال لجان متخصصة سواء ثقافية أو للطفل أو لجنة إعلامية على أعلى مستوى ولجنة علمية مكونة من أساتذة جامعات وهناك لجنة إستشارية يضم ستة مستشارين برئاسة المهندس نبيل المحمود هناك أعضاء من السودان.