إنطلق منذ قليل مؤتمر ستيب للتكنولوجيا 2024 في نسخته الثالثة عشر 24 Step Conference، بإمارة دبي والذي تستمر فاعلياته حتي غد الخميس بالشراكة مع مدينة دبي للإنترنت التابعة لمجموعة تيكوم.
معروف أن مؤتمر ستيب استضاف خلال السنوات الـ 12 الماضية الاف الشركات الناشئة التي مثّلت 58 دولة، وتلقّى ما نسبته 28.5% من هذه الشركات مجتمعةً تمويلاً بمبلغٍ يزيد عن 800 مليون دولار .
يشارك في دورة 2024 نحو 500 شركة ناشئة ضمن أكثر من 500 اجتماع وجلسة نقاشية، فضلاً عمّا يزيد عن 150 شركة متخصّصة في رأس المال الاستثماري لإتاحة مصادر تمويل تُقدّر قيمتها 8.2 مليار دولار أمريكي.
وعلى مدار يومين، يشهد الحدث مشاركة 8 آلاف من الحضور من كافة أنحاء العالم، ليُساهم المؤتمر في ترسيخ مكانة دبي ضمن المشهد العالمي لقطاع التكنولوجيا.
ومن المرتقب أن تكون دورة عام 2024 من المؤتمر الأكثر أهميةً وتنوّعاً على الإطلاق من حيث فعالياتها، إذ من المقرّر أن تكشف عن مسارٍ جديد خاص بالذكاء الاصطناعي يتماشى مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 والتي تسعى إلى الارتقاء بمكانة دولة الإمارات لتصبح رائدة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. وعبر هذا المسار، سيسلّط خبراء القطاع الضوء على الإمكانات الواعدة والتحديات الماثلة للتكنولوجيا التحويلية، وسيتطرّقون لمواضيع هامة عديدة تشمل ما يلي:
الذكاء العام الاصطناعي: دراسة إمكانات الذكاء العام الاصطناعي والقيم الأخلاقية المرتبطة به ومدى أمنه وتأثيره الاجتماعي في إطار المساعي الرامية لتطوير الآلات بحيث تمتلك ذكاءً مماثلاً للذكاء البشري.
الأطر التنظيمية والرقابية للذكاء الاصطناعي: البحث في كيفية تعاون الحكومات والمنظمات الدولية لوضع سياسات داعمة ومشجّعة للابتكار، مع الحرص في الوقت ذاته على معالجة المخاوف المتّصلة بخصوصية البيانات وتحيّزها وشفافيتها وتحمّل المسؤولية تجاهها.
نماذج اللغات الضخمة: استقصاء إمكانات الذكاء الاصطناعي في توليد اللغات والتخفيف من آثار تحيّز البيانات ودوره في صياغة قنوات التواصل والمحتوى.
أنظمة المساعدة: وهي الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تساعد مؤسسي الشركات والأفراد والمؤسسات في إنجاز مختلف المهام، بدءاً من كتابة التعليمات البرمجية وصولاً إلى توليد المحتوى، وهو محور نقاش يثير الجدل بخصوص مواضيع هامة مثل الأتمتة والإبداع والاعتمادية.
التعلّم العميق: الخوض في موضوع الشبكات العصبية وتطبيقاتها في مجال الذكاء الاصطناعي وهياكلها النموذجية وتقنياتها التدريبية وأثرها على مختلف القطاعات.
وتستضيف مدينة دبي للإنترنت، التي كانت وما زالت لأكثر من عقدين من الجهات الرئيسية المساهمة في تحقيق مستهدفات استراتيجية التحوّل الرقمي في دبي، النسخة الثانية عشرة من هذا الحدث البارز بينما تواصل ترسيخ شراكتها الطويلة والمثمرة مع مؤتمر “ستيب”.
ال عمّار المالك، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع التجاري، والمدير العام لمدينة دبي للإنترنت، أن الذكاء الاصطناعي بات بمثابة عامل تحفيز لتمكين أصحاب المواهب من الأفراد والمؤسسات من بلوغ آفاق لم يسبق لها مثيل من الإنتاجية والإبداع.
أضاف أن مجموعة تيكوم تحرص علي الانسجام مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 على مواصلة السعي الدؤوب لتعزيز بيئة الابتكار المتكاملة في مدينة دبي للإنترنت، بما يسهم في بناء مستقبل قائم على الكفاءة والابتكار والترابط الوثيق. ولا شكّ في أنّ شراكتنا المستمرّة مع مؤتمر “ستيب” تعكس التزامنا المشترك بتعزيز قطاع ريادة الأعمال ودفع عجلة التطوّر التكنولوجي قدماً في إمارة دبي والمنطقة على حد سواء”.
سيُخصّص مؤتمر ستيب 2024 أجندة فعاليات ة، بمشاركة مجموعة بارزة من المتحدّثين عبر مسارات أخرى مثل المسار الأولي والمسار الرقمي ومسار التكنولوجيا المالية ومسار الأرض ومسار الصحة.
وتضم قائمة المتحدّثين من روّاد القطاع كلاً من أمجد مسعد، الرئيس التنفيذي لشركة “ريبلإت”؛ وماريو نوفل، الرئيس التنفيذي لمجموعة IBC ومستضيف لأحد أكبر المساحات التابعة لمنصة X؛ وزوبي أوديزوي، مغني الراب ورائد الأعمال في المجال الإبداعي؛ والدكتورة سوزان غراهام، الرئيس التنفيذي لشركة Dendra Systems، حيث سيتشارك كلّ منهم آراءه وأفكاره وسيخوضون في جلسات حوارية بنّاءة
قال مهدي غيساسي، مدير إدارة المنتجات في Google DeepMind ، أن مؤتمر ستيب 2024 يمثل منعطفاً هاماً ويجسّد دلالةً واضحة على عُمق التزام دولة الإمارات العربية المتّحدة تجاه مواصلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس ومسؤول. وبنظري، فإن المحادثات المتعمّقة والمتبصّرة بشأن الذكاء الاصطناعي ليست مجرّد خطوات بسيطة، بل هي المسار الذي سيقودنا نحو إرساء مستقبل مشرق وغير مسبوق يعود بالنفع على العالم بأسره”.
وستتبوأ الشركات الناشئة مرتبة الصدارة خلال فعاليات مؤتمر ستيب 2024، مع إضافةٍ هامةٍ وجديدة إلى أجندة أعمال الحدث، تحت اسم “حلقة المؤسسين” وهي منصّة مخصّصة لمؤسسي الشركات الناشئة الذين ينشدون الإرشاد والتوجيه والنصائح من الخبراء المتمرّسين. هذا وتشمل الباقة المخصّصة للشركات الناشئة جناحاً مخصّصاً لاستعراض المنتجات، وإمكانية المشاركة الحصرية في الاجتماعات التي يحضرها المستثمرون، وتغطيةً شاملة لفعاليات المؤتمر، بما في ذلك ورش العمل والفعاليات الأخرى ذات الصلة.
وسيتيح المؤتمر فرصاً مثالية لتحويل الأفكار الفذّة إلى واقع ملموس وترجمة علاقات التعاون إلى قصص نجاح بارزة، ليرسّخ المؤتمر من مكانته كمنصّة محفّزة للنمو في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال، داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
و قال راي ضرغام، الرئيس التنفيذي في ستيب أنه بات من الجلي أن العالم التكنولوجي آخذ بالتطوّر والنمو المتسارع نحو عالم الذكاء الاصطناعي، ومن منطلق أن مؤتمرنا هو حدثٌ متخصّصٌ في المجال التكنولوجي، فإننا نحرص على التكيّف والتأقلم لنرتقي ونصبح مؤتمراً متخصّصاً في مجال الذكاء الاصطناعي. إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرّد توجّه عابر، بل هو مكوّن ثابت ودائم الحضور في حاضرنا وفي مستقبلنا أيضاً. وعليه، توخينا إطلاق مسار الذكاء الاصطناعي ليكون في مقدّمة المسارات التي سيتمحور حولها مؤتمر ستيب”.